صدر حديثًا عن الآن ناشرون وموزعون، في عمان، الديوان النثري الثاني للشاعرة عايدة تحبتسم، والذي حمل اسم "رسائل ورد". ويقول الكاتب نايف النوايسه؛ في مقدمة الكتاب، إن التجربة الشعرية لعايدة تحبتسم تطورت وأصبحت محلقة على إيقاع المفردة ذات الأجنحة الخافة من لوعة القلب من فراق رفيق الدرب، والذي أحدث رحيله جرحاً نازفاً. ويشير النوايسه، إلى أن الكاتبة لم تقف عند حدود نفسها، وإنما أطلقت للنفس أعنة المشاعر تجاه أمها عمّان، ومعاذ الكساسبة، والوطن، وهي بهذا الخروج الذكي من قبضة حزنها وفجيعة الفقد، تكون قد حققت لنصوصها نوافذ أخرى للوصول إلى بؤرة وعي المتلقي واهتمامه. ويضم الديوان 82 نصًا، وتنوعت موضوعاتها من الرثاء إلى حب الوطن مروراً بموضوعات الصبر والغياب والغربة وغيرها. وكتبت القاصة نيرمينة الرفاعي عن الديوان قائلة: "بلغتها المشبعة بالصور الفنية والتلاعب الذكي بالخيالات والضوء والظلال وصور الذاكرة، تمشي بنا الكاتبة سطراً سطراً، ترسل سلاماتها إلى الأم، إلى حقائب السفر، إلى أنّات المصابين بلعنة الحنين والذاكرة، تعود طفلة تناجي كل ما حولها، وتنثر كلماتها كحبات الندى على طول طريق الفجر، تكثر من التحدث بصيغة الأنا حتى ليكاد القارئ يظن أنَّ كل النصوص تتحدث عنه شخصياً، فكل ما فيها يمسّه وكأنه هو الذي يقوله". الشاعرة عايدة تحبسم؛ شاعرة أردنية، لها العديد من القصائد المنشورة في الصحف والمواقع الإلكترونية، وسبق لها أن أصدرت ديواناً شعريًا بعنوان "الليلك والأزرق" في عمّان سنة 2014.
من أجواء قصيدة "أوراق ورد":
يلوحُ طيفُكَ فأتنهدُ الاشتياقَ ترتجفُ أطرافُ الانتظارِ و ترتعشُ زوايا روحي يدهشُني الحنينُ اليكَ وأخشى أن تفضحَني نظراتي في متاهات الليل ألوذ بصمتي وأتلو صلوات وحدتي! نجمةُ الصباح تطرقُ نافذتي وتغني الأرضُ أهزوجةَ الفجر فتغازلُ الفراشات أوراقَ الورد
يأسـرني العطرُ
تربكني أشواقي وعلى أجنحةِ النوارسِ أُحلِّقُ
عَبْرَ المدى... أُحلّق أتركُ خلفي فوضى مشاعري
أُسافرُ... أُسافر!