سياسيون تونسيون: نقل السفارة الأمريكية للقدس اعتداء على مسلمي ومسيحيي العالم

رأى عدد من السياسيين التونسيين في عزم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده لدى إسرائيل من مدينة تل أبيب إلى القدس "اعتداء على ذاكرة مسلمي ومسيحيي العالم".

 

وقالت محرزية العبيدي، النائبة في البرلمان التونسي عن حركة النهضة، إن تفعيل قرار مماثل يعتبر "تعدّيا على ذاكرة وتاريخ جميع مسلمي ومسيحيي العالم".

 

وأضافت، في تصريح للأناضول: "أتمنى أن يكون ما قاله ترامب من قبيل الوعود الانتخابية التي تتردّد كثيرا خلال الحملات، كما سبق وأن حدث في مناسبات سابقة، لأنه في حال وقع تفعيل هذا الوعد، فسيكون للمسألة تداعيات خطيرة".

 

وتابعت: "لا أعتقد أن العرب والمسلمين سيقبلون بخطوة فيها تعد على قرارات الأمم المتحدة".

 

وقدّرت النائبة التونسية أن نقل السفارة الأمريكية "سيمحي جميع الجهود المبذولة، بما في ذلك حلّ الدولتين، وسيعطي لإسرائيل تأشيرة التصرّف كما يحلو لها في القدس، في وقت بلغ فيه تهويده أشدّه".

 

وأعربت العبيدي عن أملها في أن يكون في الخارجية الأمريكية من يعي بخطورة تفعيل وعد من هذا النوع.

 

من جانبه، قال عصام الشابي، الناطق باسم "الحزب الجمهوري" (وسط)، إن القدس بالنسبة لفلسطين وللمسلمين والمسيحيين ولجميع أحرار العالم "كانت وستظلّ عاصمة فلسطين".

 

ورأى الشابي في قرار ترامب "تعد على الشرعية الدولية من قبل دولة تقدّم نفسها حامية لها، ما يستبطن خضوعا تاما من قبل الإدارة الأمريكية للوبيات الصهيونية".

 

وخلص إلى أن سياسة مماثلة "ستؤجج التوتر في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم بأكمله، وسيزيد من العداء الذي تكنه الشعوب للسياسة الأمريكية، وستتحول واشنطن من دور الوسيط في هذا الملف إلى خصم مباشر لتلك الشعوب".

 

ودعا الشابي المنظمات العربية والدولية إلى التعبئة لمنع تفعيل قرار ترامب، متوقعا أن يلاقي قرار الأخير ضغوطات حقيقية من قبل أطراف في الإدارة الأمريكية.

 

موقف لاقى تأييدا من قبل زهير المغزاوي، الأمين العام لـ "حركة الشعب" (قومية ناصرية).

 

وشدد المغزاوي، على ضرورة أن يأخذ العرب زمام المسألة بأيديهم، في ظل "الانحياز الذي تبديه واشنطن لإسرائيل".

 

ولفت إلى أن "المسؤولية ملقاة أيضا على عاتق حركات المقاومة الفلسطينية، وعلى القوى التقدّمية في العالم العربي، والبلدان العربية عموما"، من أجل "الضغط بقوة لمنع تفعيل قرار يتناقض مع حل الدولتين، ويشكل تحديا صارخا للشرعية الدولية ولتاريخ المسلمين والمسيحيين في فلسطين".

 

ووعد ترامب خلال حملته الانتخابية، قبيل انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.

 

وعقب فوز ترامب، عولت إسرائيل الكثير على تصريحاته المؤيدة لها خلال حملته الانتخابية، وطالبته مرارًا بتنفيذ وعوده بنقل سفارة بلاده.

 

وتُعَدُّ القدس في صلب النزاع بين فلسطين وإسرائيل حيث يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة.

 

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في أبريل 2014، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان، والإفراج عن المعتقلين القدامى في سجونها، والالتزام بحل الدولتين على أساس حدود 1967.

 

وأمس الأحد، أكدت 70 دولة ومنظمة دولية، في البيان الختامي للمؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، المنعقد في باريس، أن إنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يمكن أن يتحقق إلا بحل الدولتين.

 

ودعت إلى نبذ "العنف" ورفض الاستيطان والعودة إلى طاولة المفاوضات.

مقالات متعلقة