مع قرب تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب زمام الحكم والذي راهن على نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة، حذّر فلسطينيون من خطورة هذه الخطوة في حال تم تطبيقها على الأرض مؤكدين أنَّ المقاومة هي الخيار الأول للرد على مثل هذه الخطوات الصهيوأمريكية، داعين لتحرك عربي ودولي للجم مثل هذه الاعتداءات على المدينة المقدسة، والانتصار للحق الفلسطيني.
"مصر العربية" ترصد في هذا التقرير حالة الغضب الفلسطينية على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس والصمت العربي على هذه الخطوة الصهيوأمريكية التي تهدف لتعزيز الاحتلال الصهيوني في الأرض العربية الفلسطينية.
فأكد الدكتور ذو الفقار سويرجو القيادي الفلسطيني في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن محاولة الإدارة الأمريكية الجديدة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس هي محاولة فاشلة، الهدف منها فرض وقائع جديدة على الأرض غرضها مزيد من الاستفزاز في أي مفاوضات جديدة مستقبلية.
وأضاف" إذا عملت الإدارة الأمريكية الجديدة بشكل حقيقي وفعليّ على نقل السفارة للقدس فهذا يعني المساس بأكثر من مليار مسلم، وهذا سيكون له تبعات خطيرة جراء المساس بالشعب الفلسطيني وجوهر قضيته وهي القدس الشريف، فسيؤدي لتدمير ما يسمى بعملية السلام ، مشيرًا إلى أنَّ هذا الاعتراف الأمريكي هو تنكر لقرار مجلس الأمن، وتنكر لقرار اليونسكو الذي حدد بأن الأراضي الفلسطينية الواقعة في القدس والتي يوجد فيها مقدسات هي أراضي فلسطينية.
ولفت أنه في حال تم الإقدام على هذه الخطوة فستفتح جبهة جديدة لن تنتهي لسنوات طويلة، وأردف سويرجو قائلاً :"أعتقد أن الإدارة الأمريكية سوف تتراجع عن القرار"ـ
فيما أكد محمد البريم القيادي في حركة المجاهدين أن نقل السفارة الأمريكية للقدس ينذر بانفجار قادم وسيدمر ما يسمى بعملية السلام.
وأشار إلى أن الخيار الوحيد أمام الشعب والسلطة الفلسطينية هو المقاومة كونها الكفيل الوحيد لوقف الاحتلال وأعوانه ودحرهم عن أرض فلسطين.
وتابع البريم "أمريكا دائماً منحازة مع الجانب الصهيوني، وبتطبيق وعودتها ونواياها أعتقد أن ذلك سيفجر الوضع في المنطقة من جديد".
وأردف قائلاً: "ليس من الغريب على إدارة ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لكن الأغرب من ذلك أن يصمت العرب والمسلمون والدول التي تدعي الديمقراطية على هذا القرار الذي من الممكن في أي لحظة أن ينفذ أمام أعين العالم الصامت المنحاز للاحتلال".
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني قادر على قلب الطاولة على الاحتلال وقادر على صياغة مشروع جديد عنوانه لا خيار إلا خيار المقاومة.
أما القيادي الفلسطيني محمود الزق فقال ل"مصر العربية": "أعتقد أن هذا القرار حتى هذه اللحظة لم يتم اتخاذه بشكل رسمي، وهذا القرار صعب جداً وتحديداً بعد اتخاذ مجلس الأمن قرار 2334 الذي يدين الاستيطان" وأكد أن هذا القرار سيضع أمريكا بمواجهة مع العالم كله إذا تجرأت على تنفيذ ذلك على الأرض وتم اتخاذ قرار بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وأضاف الزق " في حال تم نقل السفارة أعتقد أن الفلسطينيين سيكون لهم مواقف متتابعة أبرزها وقف العملية السلمية توقفاً كلياً، و لن يكون لأمريكا أي دور في عملية السلام".
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله في كافة الساحات الدولية حتى لو تم اتخاذ هذا القرار فسيتم اتخاذ قرارات فلسطينية تتناسب مع حجم الموقف وخطورة هذا القرار.
في السياق حذر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، من نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية ستعيد النظر بالاعتراف بدولة إسرائيل، وستنفذ خطوات احتجاجية أخرى متعلقة بكامل المسار السياسي، وكل ذلك إجراءات وليس تهديدات فقط.
وأضاف، خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله: "أن الحديث عن نقل السفارة الأمريكية للقدس يعني نهاية حل الدولتين ،ويعني بالنسبة لنا انتهاء المسار التفاوضي، وإغلاق الباب كلياً أمام المفاوضات، وهذا غير مقبول بالنسبة لنا وبالنسبة للمجتمع الدولي الذي لن يقبل هذا الموضوع".
ويذكر أنه منذ قيام كيان الاحتلال، أعلن جميع المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة، بأنهم سيهتمّون بنقل سفارة بلادهم إلى القدس، وتعاظمت كمية الوعود على نحوٍ أكبر منذ قيام "إسرائيل" باحتلال القدس الشرقية عام 1967؛ بهدف تحقيق عملية القدس الكبرى، وإعلانها عاصمة يهودية للدولة.