قال "يوني بن مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية إن إضعاف جماعة الإخوان المسلمين يخدم المصالح الأمنية لإسرائيل، داعيا تل أبيب لاستخدام نفوذها واستغلال أصدقائها في الكونجرس لتمرير مشروع قانون يقضي بإدراج الإخوان على قائمة التنظيمات الإرهابية بالولايات المتحدة.
واعتبر "بن مناحيم" في مقال نشره موقع "نيوز1" العبري بتاريخ 17 يناير 2017، أن تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الأخيرة وريك تيلرسون المرشح لتولي حقيبة الخارجية في إدارته، حول عزم الإدارة الجديدة الحرب على ما تسمى التنظيمات الإرهابية المتشددة قوبلت بترحاب في الدول العربية المعتدلة وعلى رأسها مصر.
ترامب كشف الأسبوع الماضي عن عزم إدارته الحرب على تنظيم داعش وتنظيمات إسلامية "متشددة" وحمل إدارة أوباما مسئولية ظهورها، فيما قال المرشح لتولي حقيبة الخارجية خلال جلسة استماع عقدها مجلس الشيوخ الأمريكي إن " هزيمة داعش سوف تسمح لأمريكا بتركيز اهتمامها على بقية التنظيمات التى تتبنى الإسلام الأصولى مثل تنظيم الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة الإرهابى وتنظيمات معينة داخل إيران".
لم تتأخر الخطوة الأولى في هذا التوجه، إذ تقدم السيناتور الجمهوري تيد كروز المرشح السابق للانتخابات الأمريكية بمشروع قانون لإدراج "الإخوان المسلمين" و"الحرس الثوري" الإيراني على قائمة التنظيمات الإرهابية. كذلك تجرى دراسة إدراج حركة "أنصار الله" الحوثية اليمنية في القائمة ذاتها.
ويتعين على الخارجية الأمريكية تقديم موقفها للكونجرس حول الموضوع. بعد ذلك تجرى جلسات استماع بمشاركة كل الأذرع الاستخبارية في الولايات المتحدة. وسبق وأوقفت إدارة أوباما إجراء التشريع الجديد في الكونجرس ضد الإخوان.
وقال "بن مناحيم" إن كبار مسئولي جماعة الإخوان أجروا الكثير من اللقاءات المصورة مع مسئولي الخارجية الأمريكية بإدارة أوباما التي بررت ذلك بدعوى أن الحديث يدور عن "جماعة معتدلة" تزود المخابرات الأمريكية بما في ذلك بمعلومات عن نشاطات التنظيمات الجهادية بالشرق الأوسط، على حد زعمه.
وأضاف المحلل الإسرائيلي :”تجاهل أوباما الحقيقة البسيطة أن التنظيمات الإرهابية السنية، القاعدة وداعش وحماس وجبهة النصرة خرجت جميعها بدون استثناء من عباءة الإخوان المسلمين. ليس هذا سرا استخباريا أن الشيخ يوسف القرضاوي أحد زعماء الإخوان اعتاد على التباهي في أحاديثه لوسائل الإعلام بأن أسامه بن لادن كان تلميذه”.
مصر تستعد للتغيير
بحسب- “بن مناحيم"- تنفس نظام السيسي الصعداء برحيل إدارة أوباما التي دعمت جماعة الإخوان التي أعلنها (السيسي) تنظيما إرهابيا في بلاده ورحب الرئيس المصري بالسياسة الجديدة لترامب.
ويستعد وفد مصري من لجنة الشئون الخارجية التابعة للبرلمان في القاهرة السفر للولايات المتحدة للقاء ترامب، يوم 21 يناير الجاري، أي بعد يوم واحد من دخوله البيت الأبيض.
يتوقع أن يلتقي الوفد المصري أيضا السيناتور تيد كروز وأعضاء آخرين بالكونجرس، وتسليم الإدارة الجديدة تقريرا مفصلا حول النشاطات “الإرهابية” للإخوان المسلمين في مصر. على حد قول المحلل الإسرائيلي.
عشية الانتخابات الأمريكية التقى عدد من أعضاء البرلمان المصري وليد فارس، أحد مستشاري الرئيس ترامب لشئون الشرق الأوسط وسلموه معلومات حول العمليات “الإرهابية” للإخوان المسلمين.
ويحاول الرئيس المصري السيسي العمل بشكل مواز أمام بريطانيا لإغلاق مكتب التنظيم الدولي للإخوان في لندن، زاعما أنه يدعم النشاطات الإرهابية مثل باقي مكاتب الحركة في قطر وتركيا.
في 10 يناير التقى السيسي في القاهرة أليكس يانجر رئيس جهاز المخابرات البريطانية (إم.آي. 6) بحضور رئيس المخابرات المصري اللواء خالد فوزي.
وترفض بريطانيا حظر نشاطات الإخوان داخل أراضيها، ويرتبط مكتب الحركة في لندن بعلاقات سياسية واسعة مع سياسيين بريطانيين، وفضلت الاستخبارات البريطانية حتى الآن السماح بنشاطات علنية للجماعة في بريطانيا. وتأمل مصر أن تؤثر سياسة ترامب على بريطانيا أيضا.
ويرى النظام المصري أن جماعة الإخوان بصدد مواجهة فترة صعبة للغاية في أعقاب التغير المتوقع في تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة. فإدراج الحركة في قائمة التنظيمات الإرهابية في أمريكا يفترض أن يعصف بنشاط الجامعة ومصادرها المالية. وأغلب الظن أن تحذو دول غربية أخرى حذو ترامب.
وختم "يوني بن مناحيم" مقاله بالقول :”إضعاف جماعة الإخوان من خلال تشريع في الكونجرس يخدم المصالح الأمنية لإسرائيل، إذ يفترض أن يضعف أيضا حركة حماس والجناح الشمالي للحركة الإسلامية (في إسرائيل)برئاسة الشيخ رائد صلاح. لذلك علينا الترحيب بمبادرة السيناتور الجمهوري تيد كروز، وعلينا أن نساعده لتمرير مشروع القانون في الكونجرس من خلال أصدقاء إسرائيل".
الخبر من المصدر..