غادر فيليب السادس ملك إسبانيا والوفد المرافق له السعودية، خلال وقت سابق أمس الإثنين، بعد زيارة رسمية استغرقت ثلاثة أيام. وتركزت مباحثات البلدين على الفرص المتاحة للشركات الإسبانية للاستثمار في قطاعات اقتصادية عدة بالمملكة، أبرزها الطاقة الذرية والمتجددة، إضافة لتعزيز التجارة بين البلدين. ونشرت وسائل إعلام محلية وعربية، قُبيل وخلال الزيارة، معلومات حول صفقة سفن حربية بنحو 2.1 مليار دولار بين البلدين، فيما لم يعلن عنها رسمياً. وغلب على الوفد المرافق لملك إسبانيا الحقائب الوزارية الاقتصادية والدفاع؛ وضم من الجانب الاقتصادي، وزير الأشغال العامة والنقل أنيجو خواكين، ونائب وزير الدفاع أغوستين كوندي، ووزيرة الدولة للشؤون التجارية ماريا لويس، ووزير الدولة للبنية التحتية والمواصلات والإسكان خوليو غوميت، إضافة للسفير الأسباني لدى السعودية خواكين بيريث. وحسب صحف إسبانية، ومجلة انترناشيونال بيزنس تايمز؛ فإن الزيارة كانت لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة سفن حربية إسبانية من نوع أفانتي ستبيعها مدريد للرياض بقيمة 2.1 مليار دولار. وقال المتحدث باسم شركة نافنتيا الإسبانية إن ما يمكن تأكيده فقط هو أن المفاوضات متقدمة جداً لبناء خمس سفن حربية سيتم بيعها للبحرية السعودية. وكشف تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (مقره السويد)، في أبريل الماضي، أن السعودية احتلت المرتبة الثالثة عالمياً في حجم الإنفاق العسكري عالمياً بـ87.2 مليار دولار، وارتفع حجم إنفاقها العسكري إلى الضعف منذ 2011. وخصصت السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، نحو ثلث موازنتها لعام 2017، للقطاعين "العسكري" و"الأمني". وحسب بيان موازنة السعودية 2017، بلغت مخصصات القطاعين نحو 287.5 مليار ريال (76.7 مليار دولار)، تمثل 32.3% من إجمالي الموازنة، البالغ 890 مليار ريال (237.3 مليار دولار). وعقد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأحد الماضي، جلسة مباحثات رسمية مع ملك إسبانيا. وجرى خلال جلسة المباحثات استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، والسبل الكفيلة بمواصلة تعزيزها في مختلف المجالات. وخلاله زيارة الملك الإسباني للسعودية، زار فيليب السادس، أمس الإثنين، مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة. وجرى خلال الزيارة استعراض أوجه التعاون المشترك بين البلدين، في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية والطاقة المتجددة في إطار رؤية المملكة 2030. وتستهدف رؤية 2030 من خلال البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، إنتاج 9.5 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2023 باستثمارات تتراوح بين 30 و50 مليار دولار. كما اجتمع ملك إسبانيا مع رجال أعمال ومستثمرين سعوديين، أمس، في غرفة تجارة وصناعة الرياض، وقال خلال اللقاء إن بلاده تحتل المركز الثالث بين الدول الأوروبية المستوردة من السعودية. وأضاف أن الشركات الإسبانية تراهن على المستقبل في المملكة؛ لذا تسعى للاستثمار والدخول في شراكات مع قطاع الأعمال السعودي، لتنفيذ مشاريع في المجالات الهندسية والطاقة المتجددة وتحلية المياه. وحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء في السعودية (حكومي)، تبلغ الصادرات السعودية لإسبانيا 13.5 مليار ريال (3.6 مليار دولار) خلال 2015، مقابل واردات من إسبانيا بقيمة 9.6 مليار ريال (2.6 مليار دولار)، بتبادل تجاري 23.1 مليار ريال (6.2 مليار دولار). وقال رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، أحمد الراجحي، في تصريحات صحفية، أمس، إن المستثمرين الإسبان لهم مساهمة نشطة في السعودية، ويعملون منذ سنوات طويلة في مجال مصافي البترول، والصناعات البتروكيماوية بتعاون مع شركتي أرامكو وسابك. وأضاف أن لديهم مساهمة بارزة في مشروعات ضخمة، مثل مشروعي قطار الحرمين ومترو الرياض، إضافة لمشروعات تحلية المياه. وتعد هذه الزيارة الرسمية الأولى لملك إسبانيا إلى السعودية، إلا أنه سبق أن زار الرياض لتقديم التعازي بالملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، في يناير/كانون الثاني 2015. كانت زيارة الملك فيليب السادس قد تأجلت مرتين؛ الأولى بسبب تعثر تشكيل الحكومة الإسبانية، والثانية بسبب وفاة شقيق الملك سلمان الأمير تركي بن عبد العزيز آل سعود. (الدولار الأمريكي = 3.75 ريال سعودي)