قالت الدكتورة غادة حشاد المحاضر في العلاقات التربوية والأسرية: "الغيرة عند الأطفال هي خليط من الشعور بالفشل والانفعال والغضب وحب التملك".
وأوضحت حشاد أن "الأطفال دائما ما يحاولون إخفاء غيرتهم, ولكنها تظهر في سلوكياتهم، وهي تحدث نتيجة شعوره بالقلق وعدم حصوله على احتياجاته أو شعوره بالتهديد لوضعه الحالي، كما يحدث عند ولادة الأم لطفل جديد".
وأضافت: "الغيرة في مرحلة الطفولة المبكرة طبيعية لوجود غريزة التملك عندهم خاصة ما بين 3 إلى 5 سنوات، وقد يغذيها وجود الطفل وحيدا لأبويه يمتلك دائما كل ما حوله لوحده، ولا يعلمه أبواه معنى المشاركة".
ولفتت حشاد إلى أن ما يزيد الشعور بالغيرة وحب التملك هو "عدم اختلاط الطفل بمن هم في سنه ومشاركتهم لألعابه"، لافتة إلى أن "زيادة الغيرة عن الحد الطبيعى تصبح خطرا على المستوى الشخصي والاجتماعي".
وأشارت الاستشاري التربوية إلى أن آثار الغيرة "تظهر على الطفل في سلوكيات مثل قضم الأظافر, مص الأصابع, التبول اللا إرادي, الاعتداء على الآخرين, التظاهر بالمرض والخوف وغيرها".
وكشفت حشاد عن أن هذه السلوكيات تأتي "لجذب الانتباه أو التنفيس عن الغضب.
وعن علاج الغيرة، أكدت حشاد أنه يجب معرفة الأسباب أولا "لتقليل حدتها وإبعاد الطفل عن هذا الشعور السلبي، ثم اتخاذ خطوات فعالة في العلاج".
وأضافت حشاد: "وقد تحتاج الأم إلى اللجوء للمختصين خاصة إذا كانت الغيرة بين الإخوة بشكل يؤرق حياتهم".
وتابعت: "يجب التعامل بحزم مع مشاعر التملك الزائد أو الغيرة، فلا يجب إبداء تعاطف زائد لهذه السلوكيات حتى لا ندعمها, مع مراعاة رفع ثقة الطفل بنفسه وتنمية مهاراته وهواياته وعدم إشعار الطفل بالعجز، وبالطبع علاج السبب إن كان واقعيا".