قال الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني (إسرائيل)، إن اعتقاله لنحو 9 أشهر لن يرهبه عن المضي في رسالته، ولم يزده إلا إصرار على التمسك بالثوابت الإسلامية والفلسطينية والعروبية.
وأضاف صلاح، "لا يمكن أن نخاف في يوم من الأيام من السجون، سنبقى نؤكد ونقول نحن لا نحب السجون ولكن إن فرضت علينا فمرحباً بالسجون، ولم يزدنا السجن إلا إصراراً وتمسكاً بالثوابت".
ورداً على تلويح شرطة الاحتلال الإسرائيلية بتقديم لائحة اتهام جديدة ضده قال" اعتبر ذلك تفاهات لا تخيفني، إن شاء الله سأبقى ماض في طريقي وفي دوري الذي انتصر فيه لثوابتي بكل أبعادها الإسلامية والفلسطينية والعروبية".
وشدد في هذا السياق على أنه سيواصل الدعوة إلى الرباط في المسجد الأقصى، رغم التحقيق معه بشأنها، كونها عبادة لا يمكن التفريط فيها.
وأشار الشيخ صلاح إلى أنه لم يتعرض للتعذيب الجسدي أثناء اعتقاله ولكن قال:"كانت مطاردة بكل معنى الكلمة، أستطيع أن أسميها مطاردة دينية ومطاردة سياسية شديدة جداً".
ووجه الشيخ صلاح التحية لتركيا ولشعبها الذي أفشل "الانقلاب الرخيص"، قائلاً: "أحب الشعب التركي قيادة وشعباً ، أحب تركيا ومنابر المساجد الصادقة في تركيا وأحب المؤسسات الأهلية والإعلام الصادق في تركيا، أراهم جزء مني وأنا جزء منهم".
وفيما يلي نص الحوار مع الشيخ رائد صلاح:
هل لك أن تحدثنا عن فترة اعتقالك وخاصة العزل؟
الشيخ صلاح: قضيتها في سجن يسمى رامون، وهو في جنوب أرضنا المباركة (فلسطين التاريخية) وقريب من قطاع غزة، وقضيتها لوحدي بما يعرف بالسجن الانفرادي أو العزل ، معنى ذلك أنك ملزم أن تعيش لوحدك في غرفة وحيداً طوال الوقت، ممنوع أن تختلط بأي أسير، وممنوع أن تصافح أي أسير وممنوع أن تأخذ الطعام من أي أسير أو أن تعطي أي أسير طعاماً .. كل شيء ممنوع وتبقى لوحدك.
بطبيعة الحال فإن هذا النظام فيه تعذيب، فيه حصار، فيه إشعار للإنسان أنه مقطوع بالمطلق عن العالم الذي يحيط به، هذه الأجواء صعبة جداً على الأسير.
وبالإضافة إلى ذلك فإن مسافة السجن بعيدة جداً عن الأهل، فكانوا ، إذا أرادوا زيارتي، يسافرون من البيت بعد صلاة الفجر مباشرة ثم يعودون في ساعات متأخرة لأن المسافة طويلة جداً.
هذا يعني أن سجن العزل هو عقوبة للأسير وعقوبة لأهل الأسير، ولذلك يجب أن تكون هناك جهود مكثفة على صعيد إعلامي وسياسي وشعبي تطالب بإلغاء هذا النوع من الأسر الانفرادي.
ماذا تقول عن علاقتك مع الأسرى وأوضاعهم؟
الشيخ صلاح: الحمد لله رب العالمين خلال الأشهر التي عشتها في رامون كانت لي فرصة أن أتحدث عبر النوافذ مع الكثير من الأسرى، أسرى من الضفة الغربية، وحتى أسرى من قطاع غزة، أصحاب محكوميات عالية جداً، منهم من هو محكوم 9 مؤبدات ومنهم من مضى عليه في السجن 14 عاماً.
الأسرى بحمد الله معنوياتهم عالية وقوية وهم ليسوا على استعداد أن يساوموا على الحقوق الإسلامية أو العربية والفلسطينية، والحمد لله ليسوا على استعداد أن يظهروا نوعا من الانكسار ونوعا من الذل والضعف، هم شامخون كالجبال بحمد الله رب العالمين.
كيف كانت معاملتكم داخل السجن، هل تعرضتم لأي تعذيب؟
الشيخ صلاح: لم يكن هناك تعذيب جسدي ولكن كانت مطاردة بكل معنى الكلمة، أستطيع اسميها مطاردة دينية ومطاردة سياسية شديدة جدا من خلال التحقيقات المكثفة التي كانت معي، مرة من قبل أجهزة شرطة ومرة من قبل أجهزة مخابرات.
وكذلك هناك نوع من التعذيب المتواصل وهو التعكير على حياة الأسير بكثرة التفتيش للغرفة التي كنت فيها، في بعض الأحيان كان التفتيش يتم في ساعات الصباح الباكر، تدخل قوة كبيرة تفتش كل الغرفة وتخلط كل ما في الغرفة وفي بعض الأحيان كانوا يأتون بعد أن نصلي صلاة العشاء وأيضا يخلطون كل الغرفة.
في بعض الأحيان منعوا عني وصول الصحف لفترة طويلة جداً وفي أحيان أخرى منعوا عني وصول الكتب 3 أشهر.
هذه كانت أمثلة على الحصار الدائم والتعذيب الدائم.
هل سيكون من شأن سجنك خفض وتيرة نضالك؟
الشيخ صلاح: أعوذ بالله، السجن هو تغذية، نتغذى بالسجن فتزيد معنوياتنا وتزيد ثوابتنا ويزيد إصرارنا ونبقى نؤكد أننا دخلنا السجن ونحن أحرار وعشنا في السجن ونحن أحرار ونخرج من السجن ونحن أحرار، وسنبقى نؤكد على أننا لا يمكن أن نخاف في يوم من الأيام من السجون، سنبقى نؤكد ونقول لا نحب السجون ولكن إن فرضت علينا فمرحبا بالسجون.
أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها أجرت تحقيقات معكم فماذا دار فيها؟
الشيخ صلاح: خلال الأيام التي قضيتها في السجن كانت هناك تحقيقات معي من قبل جهاز يسمى "لاهف 433" في الشرطة وبناء على هذه التحقيقات فقد أعلنوا أنهم سيقدمون لائحة اتهام ضدي بتهمة التحريض وبتهمة الانتماء إلى مؤسسة محظورة .
ولكن أنا مرة أخرى أقولها اعتبر ذلك تفاهات لا تخيفني، إن شاء الله سأبقى ماضِ في طريقي وفي دوري الذي انتصر فيه لثوابتي بكل أبعادها الإسلامية والفلسطينية والعروبية، ولا يمكن أن تردعنا لغة التهديد إن كانت من أفراد أو من مؤسسات، لا يمكن أن تردعنا بإذن الله.
نحن ماضون حتى نلقى الله سبحانه وتعالى.
هم حاولوا أن يحققوا معي عن موضوع الرباط في المسجد الأقصى، فقلت لهم ولا زلت أقول، الرباط هو عبادة كالصلاة والصوم، كالزكاة والحج.
قلت لهم: إذا أردتم أن تحاكموني على موضوع الرباط فأنتم تحاكمون الإسلام، كأنكم تحاكمون من يصلي وكأنكم تحاكمون من صام فهذه عبادة لا يمكن أن نتنازل عنها.
نعم دعونا في الماضي للرباط في المسجد الأقصى وسنبقى ندعو إلى الرباط في المسجد الأقصى فهذه عبادة ثابتة في القرآن وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ماذا تقول للشعب التركي؟
الشيخ صلاح: أحب الشعب التركي قيادة وشعباً، أحب تركيا ومنابر المساجد الصادقة في تركيا وأحب المؤسسات الأهلية والإعلام الصادق في تركيا ، آراهم جزء مني وأنا جزء منهم، نحن جسد واحد، نحن بإذن الله في مستقبل واحد وفي حاضر واحد ولذلك، الخير كثير في تركيا.
الآن تعتبر تركيا، بإذن الله، سنداً لا أقول للشعب التركي فقط وإنما سنداً لكل هموم أمتنا المسلمة وعالمنا العربي وشعبنا الفلسطيني فألف تحية لهم وثبتهم الله تعالى.
ووصف الشيخ صلاح محاولة الانقلاب الفاشلة، التي جرت في تركيا يوليو الماضي، أثناء سجنه، بأنها" محاولة رخيصة"، مشيدا بالشعب التركي "الذي تصدي لهذا "الانقلاب الرخيص".
ولفت إلى الحديث الذي وجهه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خلال "هذا الجهاز المتواضع بتلك الكلمات الصغيرة بحمد الله ردت الانقلابين على أعقابهم وما خرجوا إلا بخزي الدنيا والآخرة".
وقال الشيخ صلاح "أسأل الله أن يحفظ تركيا كمنبر للحقوق والعدالة ولدعم كل قضايانا الإسلامية والعربية والفلسطينية وفي مقدمتها قضية القدس والمسجد الأقصى".