في اليمن .. مساعي إعادة المفاوضات تصطدم بالتصعيد العسكري

المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد وصل اليمن لإعادة فتح ملف المفاوضات في ظل تعنت الطرفين والتصعيد العسكري المتبادل

وصل المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد،  الاثنين، إلى عاصمة اليمن المؤقته عدن، للقاء الحكومة الشرعية، من أجل استئناف عملية السلام المتعثر منذ مشاورات الكويت في أغسطس الماضي، في رابع محطات جولته الإقليمية الحالية.

 

زيارة ولد الشيخ أحمد، إلى عدن جاءت بعد توقُّف طويل، للمفاوضات بين الأطراف المتنازعة آخرها في الكويت التي لم تسفر عن أي نتائج لحل الأزمة.

 

وأنهى المبعوث الأممي، زيارتة إلى مدينة عدن دون أي مؤشرات على انفراجة في مسار السلام المتعثر منذ أشهر.

 

اتهامات متبادلة بين الحوثيين  والطرف الحكومي برفض خطة الأمم المتحدة لنزع فتيل الصراع والقتال المتصاعد فهل ستثمر مساعي ولد الشيخ أحمد بتحريك ملف وقف إطلاق النار والمفاوضات السياسية عن نتائج حقيقة في حل الأزمة اليمنية؟ 

 

 

المفاوضات كسابقاتها

 

يرى " الباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية "حسام السعيدي أنَّ  ولد الشيخ أحمد يعمل وفقًا لجدول أعمال معلوم مسبقًا لدى الطرفين، ويسبق موعد المفاوضات تصعيد عسكري في مختلف الجبهات وتصعيد إعلامي أيضًا.

 

وأكمل حديثه لـ"مصر العربية:" يبدو من تصريحات الرئيس هادي بأنه والحكومة متمسكان بالمرجعيات التي تم تحديدها مسبقا وعلى رأسها القرار الدولي 2216 كما أن الحكومة أبدت استعدادها للتفاوض وفقًا لخارطة الطريق التي سلمتها لولد الشيخ مسبقًا مع وضع بعض الملاحظات عليها".

 

ويعتقد " السعيدي " أنَّ تشكيل حكومة بن حبتور في صنعاء قد أعطى للانقلابيين ورقة ضغط جديدة .

 

وتأتي المفاوضات بعد طلب الحكومة الشرعية من الانقلابيين تقديم كشوفات الموظفين لصرف مرتباتهم من عدن وهو الأمر الذي رفضه الانقلابيون، وذلك يؤكد حالة الاستقطاب العالية بين الطرفين التي عزز منها تقدم القوات الموالية للشرعية في كل من الجوف وتعز بالتالي  فأن فُرصَ نجاح المفاوضات تشابه سابقاتها.

 

هذا بجانب العديد من العوامل المؤثرة على سير المفاوضات التي لم تتغير وعلى رأسها الموقف الدولي، كما أن التقدم العسكري ليس قادرًا بعد على فرض شروط جديدة على طاولة المفاوضات .

 

 

المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، قال إنه "يتطلع إلى تحقيق السلام وحقن الدماء عبر التحضير لعمل لجان التهدئة ومباشرة المهام الموكلة إليها، دون الكشف عن اتفاق مع الجانب الحكومي حول ذلك، خصوصًا مع التصعيد العسكري الكبير".

 

وفي الوقت الذي يشهد حراك سياسي فيه لإحياء عملية السلام  تتصاعد على جبهات القتال معارك عنيفة بين الحوثيين وقوات الحكومة الشرعية.

 

 

ويقول  المحلل السياسي أحمد المكش إنَّ المبعوث الأممي "ولد الشيخ"  لن يأتي بجديد فقراره مرتهن بالمملكة العربية السعوديه ولن يزيد أو ينقص شي في هذه الأزمه العبثية.

 

وأضاف في حديث خاص لـ " مصر العربية " أن توقف المفاوضات جاء حسب رغبة تجار الحروب وأوراق لا زالت تهم أمريكا بالدرجه الأولى بالتالي يتم إعادة المفاوضات عبر ضغط وقصف عشوائي على الساحل الغربي بتعز من أجل  إخضاع  الأطراف في صنعاء.

 

 

وتابع  المكش  أن مدى نجاح هذه المفاوضات يتوقف على حسن نوايا الأمم المتحده والاتحاد الأوربي إن كانوا جادين في إيقاف الحرب بالضغط على السعودية، معتبرا أن الرئيس  هادي وحلفاءه أدوات يستخدمها التحالف ليس إلاّ وفقًا لتعبيره.

 

تمسك هادي بالمرجعيات

 

وكان الرئيس هادي، قد سّلم ولد الشيخ، مطلع ديسمبر الماضي، ردًا رسميًا هو الأول حول خارطة الطريق الأممية التي تقترح حل النزاع المتصاعد في البلد، لكن التصريحات الصادرة اليوم تكشف أن المبعوث الأممي لم يأخذ بتلك الملاحظات، وأنه لا وجود لأي تعديلات كما كان متوقعًا.

 

 

وتضمنت الملاحظات على ضرورة أن تقوم الخارطة على أساس المرجعيات الدولية الثلاثة (القرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني)، والتي تؤكد أنه الرئيس الشرعي المنتخب حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة.

 

ويرفض هادي خارطة الطريق الأممية باعتبارها تهمّش دوره المستقبلي، وتمنح صلاحياته لنائب رئيس جمهورية جديد توافقي، يكون هو المخول بتكليف شخص بتشكيل حكومة جديدة، فيما يظل هادي رئيسًا شرفيًا حتى إجراء انتخابات رئاسية بعد عام من توقيع الاتفاق.

مقالات متعلقة