وزراء خارجية التعاون الإسلامي يبحثون أزمة الروهنجيا في كوالالمبور

تتجه الأنظار غدا الخميس إلى العاصمة الماليزية، كوالالمبور ترقبا لما ستسفر عنه نتائج الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بشأن محنة أقلية الروهنجيا المسلمة في ميانمار.

 

وأوضح الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في المنظمة عبد الله بن عبد الرحمن عالم، أن الأوضاع المأساوية وأعمال العنف التي تعرض لها المسلمون في ميانمار منذ اندلاعها في 2012، أدت إلى تشريد ولجوء أكثر من 2.5 مليون شخص حول العالم.

 

وأشار عالم، في بيان للمنظمة، إلى أن أعداد المهّجرين والنازحين من مسلمي الروهنجيا داخل ميانمار تجاوزت 120 ألف شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية طارئة.

 

وبيّن أن الفترة من 9 أكتوبر 2016، إلى 5 يناير 2017، شهدت لجوء أكثر من 65 ألف شخص مسلم روهينجي إلى بنجلاديش، هربا من أعمال القتل والعنف التي يتعرضون لها بشكل ممنهج في ميانمار، وذلك وفقا لتقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

 

ومن المرتقب أن يسعى وزراء خارجية الدول الأعضاء في اجتماعهم الاستثنائي في كوالالمبور غدا، إلى اتخاذ الخطوات الجادة التي يتعين على المنظمة والمجتمع الدولي تنفيذها لحث حكومة ميانمار على ضمان السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى ولاية أراكان (غرب) التي تتركز فيها أقلية الروهنجيا المسلمة.

 

كما سيبحث المجتمعون معالجة الأسباب الجذرية للعنف، وتوسيع دائرة الحوار بين الطوائف بما يكفل للسكان الروهنجيا النازحين العودة إلى ديارهم بأمان وكرامة، بحسب البيان.

 

ووفقًا لوزير الخارجية الماليزي "أنيفان أمان"، يتوقع أن يقدم رئيس وزراء بلاده نجيب عبد الرزاق، كلمة افتتاحية في الاجتماع.

 

وقال "أمان"، في مؤتمر صحفي، اليوم، إن "ماليزيا ستطلب من حكومة ميانمار التعاون من خلال السماح بالوصول إلى مسلمي الروهنجيا في أراكان، لإيصال المساعدات الإنسانية لهم دون التعرض لأية عوائق".

 

وأضاف أن "السماح بوصول المساعدات الإنسانية ستكون واحدة من القرارات الثلاثة التي تسعى كوالالمبور، من أجلها، خلال الاجتماع الوزاري الطارئ".

 

وأوضح أن "القرارات الأخرى لها علاقة بالإجراءات التي تتخذها حكومة ميانمار في ما يتعلق بتحسين ظروف المجتمعات الضعيفة، بما فيها أقلية الروهنجيا المسلمة في أراكان".

 

ولفت وزير الخارجية الماليزية إلى أن "بلاده ستعرب عن قلقها إزاء أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتداعياتها، بحق مسلمي الروهينجيا".

 

وأشار أمان، إلى أن "ماليزيا قررت الدعوة إلى اجتماع استثنائي نظرًا لأن أزمة الروهنغيا تزداد سوءًا".

 

وتابع: "لقد رأينا الآثار المتولدة عن إجراءات الحكومة في ميانمار من خلال التهجير الجماعي لمسلمي الروهنجيا عبر الحدود إلى بنغلاديش".

 

وأشار إلى أن هذا الأمر "يشكل مصدر قلق لمنظمة المؤتمر الإسلامي لأنه يؤثر على المسلمين".

 

واستطرد "ستخرج كوالالمبور ببيان ختامي حول العودة الآمنة لآهالي الروهنجيا النازحين".

 

ويتعرض المسلمون في إقليم أراكان لحملات من القتل والتشريد والاضطهاد، إضافة إلى تهجيرهم وتدمير منازلهم وممتلكاتهم ومساجدهم، على يد جماعات مسلحة بوذية.

 

ويعيش نحو مليون من مسلمي الروهنجيا، في مخيمات بأراكان، بعد أن حُرموا من حق المواطنة، إذ تعتبرهم حكومة ميانمار "مهاجرين غير شرعيين" من بنغلاديش، بينما تصنفهم الأمم المتحدة بـ "الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم".

مقالات متعلقة