"تعاون إيراني سعودي للمساعدة في حل النزاعات في سوريا واليمن، بعد تعاونهما الناجح" بشأن لبنان في العام الماضي" دعوة وجهها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالأمس للمملكة العربية السعودية أثناء مشاركته في في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
دعوة ظريف الغريبة تأتي في وقت اعترضت فيه طهران بشدة على إشراك الرياض في مباحثات الأستانة المقرر عقدها 23 يناير من أجل بحث تثبيت الهدنة في سوريا، بل أن المسؤولين الإيرانيين زادوا على ذلك باتهام السعودية بدعم الإرهاب بسوريا.
ورغم ذلك قال ظريف:" لا أرى أي سبب لأن تكون هناك سياسات عدائية بين إيران والسعودية ضد بعضهما"، ضاربا المثل بتعاون الجانبين في لبنان لوقف عرقلة عملية انتخاب الرئيس وتحقيق نجاح بانتخاب ميشال عون رئيسا للدولة.
اليمن والبحرين وسوريا
ويرى وزير الخارجية الإيراني أنه من الممكن التعاون المشترك بين طهران والرياض لإنهاء الأوضاع المأساوية لشعوب سوريا واليمن والبحرين وغيرها في المنطقة.
الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة قال إن إيران تقتل بيد وتمد يدها للتحالف باليد الأخرى فهي تناور.
الملف اللبناني مختلف
وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن الملف اللبناني يختلف تماما عن الملفين اليمني والسوري ففي سوريا إيران وروسيا وبشار الأسد دمروا كل شيء وقضوا على الدولة بأكملها فلا يمكن قياس هذا على ذاك، بحد تعبيره.
واعتبر أن كلام وزير الخارجية الإيراني مليء بالمغالطات والمنافاة للواقع، فإيران تستخدم سياسة اتهام الخصم بدعم الإرهاب ومن ثم تدعوه للعمل سويا وتعيد كرة الاتهام وهكذا.
وأكمل:" كلنا نعلم كيف يعامل السعوديين الحجاج باهتمام ومع ذلك اتهمتهم طهران بقتل حجاجها مع إنهم من يفتعلون المشكلات في الحج".
تريد تنازلات
من جانب آخر رأى زكريا عبدالرحمن الخبير بالشؤون العربية أن إيران تدعو السعودية لتقديم تنازلات أخرى في اليمن وسوريا كما تنازلت في لبنان.
ويؤمن زكريا في تصريحاته لـ"مصر العربية" أن ماحدث في لبنان لم يكن توافقا إيرانيا سعوديا ولكن تنازلا وتراجعا من المملكة في مقابل مكسب لإيران وذراعها العسكري "حزب الله".
هزيمة
وأكمل:" ماحدث هزيمة مدوية لقوى 14 آذار التي تدعمها السعودية لصالح تحالف عون وحزب الله ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أن حصة عون كانت الجمع بين حقيبتي الخارجية والدفاع للمرة الأولى فكان عادة يرشح رئيس الجمهورية لمنصب وزير الدفاع أو الخارجية ولكن هذه المرة حصد الاثنين معا ومنح إحداهما لصديقه والأخرى لصهره".
ألمح زكريا إلى أن في عرف الدبلوماسية يحاول المنتصر تلطيف الأجواء حفظا لماء وجه الطرف الآخر بتسمية الانتصار "توافق"، ودوما ماكان يتردد في لبنان مصطلح لا غالب ولا مغلوب مع أن أحد الطرفين كان مغلوبا.
الخلاف باليمن
ولفت إلى أن الرياض ابتعدت عن الملف السوري بطبيعة الحال، ويبقى الخلاف الإيراني السعودي في الملف اليمن وإن كان يشهد تراجعا سعوديا في تقديم الدعم للرئيس منصور هادي .
التعاون في المنظر الإيراني بحسب ما يفسر الخبير بالشؤون العربية يعني التراجع العربي لمصلحة إيران.
ونصب ميشال عون، حليف حزب الله رئيسا للبنان أكتوبر الماضي بعد توافق مع سعد الحريري القيادي تحالف 14 آذار وقائد تيار المستقبل المقرب من السعودية ورحبت إيران حينها بانتخابه واعتبرته نصرا لحزب الله.
تدهور العلاقات
وشهدت العلاقة بين السعودية أسوأ تدهور العام الماضي في شهر يناير حينما أقدم مجموعة من المتظاهرين الإيرانين بالهجوم على السفارة السعودية في طهران وحرقها بعد تنفيذ عقوبة الإعدام بحق المعارض السعودي الشيعي نمر النمر، ضمن 47 شخص نفذت السعودية الإعدام بحقهم.
وردت السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في مؤتمر صحفي لوزير الخارجية عادل الجبير، ودعت البعثة الدبلوماسية الإيرانية الموجودة على أراضيها لمغادرة البلاد خلال 48 ساعة، ودعمها في ذلك بعض الدول العربية حيث قطعت البحرين والسودان علاقتهما بإيران وقلصت الإمارات تمثيلها الدبلوماسي هناك.
وأعلنت الرياض فيما بعد منع مواطنيها من السفر إلى إيران، ووقف كل العلاقات التجارية مع طهران.
وتتهم الرياض طهرن بتسليح الحوثيين الذين انقلبوا على شرعية الرئيس منصور هادي ويستهدفون المملكة بصواريخ باليستية.
والتزمت السعودية الصمت منذ أيام ولم تسر على نهج الدول البحرين والكويت وقطر والإمارات وعمان في تعزية إيران في وفاة الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني.