شهدت العاصمة واشنطن اشتباكات بين عناصر الشرطة ومتظاهرين مناهضين للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ليلة تنصيبه خلفا لباراك أوباما.
وأظهرت مقاطع فيديو حشدا هائلا من المتظاهرين المعروفين بـ"أنتي-ترامب" الذين حملوا لافتات بجانب نادي الصحافة الوطني، وهتفوا بشعارات مناهضة للرئيس الأمريكي الذي سيتم تنصيبه رسميا الجمعة.
وتدخلت شرطة مكافحة الشغب في حدود التاسعة مساء، حيث رشت المتظاهرين بالفلفل ومواد كيمائية بغرض تفريقهم، وفق صحيفة واشنطن بوست".
وقال متحدث باسم شرطة العاصمة إنه لم يتم اعتقال أي شخص في أعقاب هذه الاشتباكات.
وعشية يوم التنصيب خرج آلاف في نيويورك للمشاركة في تجمع عند فندق (ترامب إنترناشونال أوتيل آند تاور) ثم ساروا إلى مسافة قريبة جدا من برج (ترامب تاور) حيث يقيم قطب العقارات ورئيس الولايات المتحدة الجديد.
وشارك في الجمع عدد من السياسيين والنشطاء والمشاهير من بينهم بيل دي بلازيو رئيس بلدية نيويورك والممثل أليك بولدوين الذي يحاكي دور ترامب في برنامج (ساترداي نايت لايف).
وقال دي بلازيو "قد يتحكم دونالد ترامب في واشنطن لكننا نتحكم في مصائرنا كأمريكيين... نحن لا نخاف من المستقبل بل نرى أن المستقبل وضاء لو أمكن سماع أصوات الناس."
وفي واشنطن اصطفت سيارات الشرطة في معظم أجزاء طريق بنسلفانيا أفنيو الذي سيمر منه الموكب وأنزل عمال حواجز من على شاحنات وأقاموا متاريس ووضعوا شريطا فاصلا عند الرصيف.
وقال وزير الأمن الداخلي جيه جونسون إن الشرطة تسعى للفصل بين المجموعات باستخدام أساليب شبيهة بتلك التي استخدمت خلال المؤتمرات السياسية في العام الماضي.
وقال لمحطة إم.إس.إن.بي.سي "الشيء المقلق هو أن بعض هذه المجموعات مؤيدة لترامب وبعضها معارضة له لذا فقد لا تسير الأمور على ما يرام إن هي تجمعت في نفس المساحة."
وثار غضب معارضي ترامب لما أدلى به خلال حملته من تصريحات عن النساء والمهاجرين والمسلمين وتعهده بإلغاء قانون الإصلاح الشامل للرعاية الصحية المعروف باسم "أوباماكير" وببناء جدار على طول الحدود مع المكسيك.
أما أنصاره فمعجبون بخبرته في قطاع الأعمال فهو مطور عقاري بارز وأحد نجوم تلفزيون الواقع وهم يعتبرونه من خارج دوائر الحكم والسياسة التقليدية وسيتبنى نهجا جديدا في السياسات.
ومن المقرر إقامة طوق أمني حول مساحة نحو ثمانية كيلومترات مربعة من وسط واشنطنبالاستعانة بقرابة 28 ألفا من أفراد قوات الأمن واستخدام أسيجة تمتد لعدة كيلومترات وحواجز طرق وشاحنات محملة بالرمل.
وكانت جماعة من المحتجين تعرف باسم (ديسرابت جيه 20) أو (عطلوا تنصيب ترامب في 20 يناير) قد تعهدت بتنظيم مظاهرات عند كل نقطة من نقاط التفتيش الاثنتي عشرة ومنع الوصول إلى احتفالات التنصيب في متنزه (ناشيونال مول) في قلب واشنطن.
وتعهدت الشرطة ومسؤولو الأمن أكثر من مرة بضمان حقوق المحتجين الدستورية في حرية التعبير والتجمع السلمي.
ومن المتوقع أن تقل حشود يوم الجمعة كثيرا عن المليوني شخص الذين حضروا تنصيب أوباما رئيسا للمرة الأولى في 2009 وأن تكون في حدود المليون الذين شاركوا في تنصيبه في فترته الثانية عام 2013.