اتهم مسؤول في منظمة دولية لحقوق الإنسان، الحكومة المجرية، باتباع سياسات تعجيزية تجاه اللاجئين.
وأوضح جابور جويلاي، رئيس قسم اللاجئين بلجنة هلسنكي المجرية (منظمة دولية) في حديث للأناضول، أن نحو 400 لاجئ في البلاد يسعون جاهدين للبقاء على قيد الحياة في ظل ظروف حياتية صعبة للغاية.
وقال جويلاي إن الحكومة المجرية تجبر مئات اللاجئين على العيش داخل خيامٍ تصل درجات الحرارة فيها 15 تحت الصفر، بالرغم من الشواغر الموجودة في المخيمات.
وأضاف غويلاي، أن حكومة البلاد أغلقت المخيمات المنشأة من أبنية حجرية، ونقلت اللاجئين إلى مخيمات أخرى، في ظل القرارات التي اتخذتها مؤخرًا في هذا الخصوص.
واستعرض "مثالاً على ذلك، مخيم مدينة كورمند (غرب) للاجئين، يتألف من خيم، ومزودة بمدافئ يمكن عرضها في المتاحف لشدة قدمها، ودرجات الحرارة في المنطقة 15 تحت الصفر".
ولفت إلى أن طلابًا في مخيم كورمند، يتلقون دورات في تعلم اللغة المجرية في جامعة العاصمة بودابست، مبينًا أن الحكومة لم تؤمّن للطلاب مكانًا يقيمون فيه.
وقال: "إجبار اللاجئين على الانتظار لمعرفة نتيجة طلب لجوئهم تحت ظروف غير إنسانية كهذه، يعتبر سياسة تعجيزية".
وشدد على أن المجر من خلال سياساتها تجاه اللاجئين على أراضيها، تبعث رسالة مفادها بأنها "لا تريد اللاجئين، وترغب في مغادرتهم إلى النمسا".
وانتقد غويلاي، نظام مراقبة المجر لحدودها، حيث يُنقل اللاجئ الذي يتم القبض عليه بعمق 8 كم إلى أقرب معبر حدودي ولا يسمح له بدخول البلاد.
واعتبر المسؤول أن "المجر كانت تمتلك نظامًا مثاليًا للاجئين يتوافق مع المعايير الدولية، غير أن الحكومة قوضت هذا النظام تدريجيًا بعد عام 2015".
وأضاف في هذا الإطار: "هذه الخطوات تعبر انتهاكًا لاتفاقية جنيف، وقوانين الاتحاد الأوروبي، والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان".
وأكد أن الهاربين من ويلات الحروب لا يستطيعون دخول الأراضي المجرية.
وشدد على أن الحكومة المجرية ألغت العام الماضي قانون الاتحاد الأوروبي الذي يلزم تقديم المساعدات لحاملي صفة اللاجئ.
وأكد أن الحكومة لا تقدم مساعدات في مجال الاندماج لـ 400 شخص في المجر يحملون صفة اللاجئ في البلاد.
وأضاف: "سيضطر الناس للعيش في الشوارع خلال فترة قصيرة، في حال لم تتدخل المنظمات الإغاثية (..) هل تصدقون أن المجر توفر مأوى للأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب وهربوا من الحرب الدائرة في سوريا والعراق وأفغانستان لثلاثين يومًا فقط".
من جانبه قال زولتان نيميث، القسيس في كنسية القديسة إليزابيث بمدينة كورمند الحدودية مع النمسا، إنه آوى لاجئين في الكنيسة نظرًا لتعرضهم لخطر التجمد من البرد.
وأشار نيميث إلى تشكل حكم مسبق لدى شريحة واسعة من الشعب تجاه اللاجئين، بسبب سياسات الحكومة وأسلوب وسائل الإعلام في التعاطي مع قضية اللاجئين.
ونوه القسيس إلى الحالة النفسية لدى اللاجئين جراء الردود السلبية التي يتلقونها من المجتمع بسبب تلك السياسات، حتى غدا بعضهم يشعر وكأنه تورط في جريمة قتل.
وأكد ضرورة عدم ربط مفهوم الإرهاب باللاجئين، داعيًا لمد يد العون لهم.
وأقامت السلطات المجرية في 2015، أسلاكاً شائكة على طول حدودها مع صربيا وكرواتيا، بهدف منع دخول اللاجئين إلى أراضيها التي تعتبر أهم ممر للاجئين باتجاه دول أوروبا الغربية.
وأعلنت حالة الطوارئ في المناطق الحدودية ورفعت مستوى العقوبات المفروضة على الذين يحاولون دخول البلاد بطرق غير قانونية.
وأجرت المجر في الثاني من أكتوبر الماضي، استفتاءً شعبيا بشأن قبول ألف و294 لاجئًا في إطار خطة توزيع اللاجئين التي أقرها الاتحاد الأوروبي على أعضائه.
وفي اليوم ذاته، أعلنت لجنة الانتخابات الوطنية فشل الاستفتاء في البلاد، بسبب بلوغ نسبة المشاركة فيه 43.29٪ فقط من مجموع عدد الناخبين المسجلين.