لهذه الأسباب نجحت الثورة المضادة فيما فشلت فيه «25 يناير»

ثورة 25 يناير - أرشيفية

قبل ست سنوات من الآن، كان هدير الهتافات يهز ميدان التحرير، ,وغيره من ميادين مصر بـ"عيش.. حرية ..عدالة اجتماعية" ليعلن عن أهداف ثورة 25 يناير 2011، إلا أن الذكري السادسة للثورة تحل في ظل خيبة أمل واسعة، فلم يتحقق من مطالب يناير أي شيء، بل انقلبت موازين السياسة، وتصدرت الثورة المضادة ورسخت أركانها، وأطاحت بـ"يناير" وثوراها من المشهد، ومازال هتاف الميادين  هي المطالب التي يسعى المصريون لتحقيقها حتى الآن.

 

 

وأوضح خبراء تحدثوا لـ"مصر العربية" أسباب نجاح ما أسموه بالثورة المضادة فيما خسرت فيه الثورة الأم، في عدة نقاط أهمها قلة الخبرة وعدم التنظيم، وعدم وصول الثورة للسلطة.

 

 

 

فيقول الدكتور أحمد البرعي، وزير القوى العاملة في حكومة عصام شرف التى أعقبت الثورة، ووزير التضامن الأسبق، وهو من المحسوبين على ثورة يناير إن السبب في انحسارها أن الطريقة التى قامت بها تلقائية، ولم يكن وراءها تنظيم.

 

 

 

وأضاف أنَّ الثورة نجحت لأنها قامت على دولة في نهاية عمرها، فكان رأس السلطة يرغب من تحويل النظام من جمهوري لشبه ملكي، ويورث السلطة لابنه، وبالتالي كان من السهل إسقاط نظامه، لكن حالة الحشد والتنظيم التى أعقبت الثورة، لم تكن قادرة على إكمال الطريق.

 

 

وأوضح أن الحياة السياسية، انقطعت في مصر عام 1954، بعد قرار حل الأحزاب السياسية، ومنذ هذا التاريخ ونحن نعيش في دولة الحزب الواحد، وحتى الأحزاب التى تواجدت فيما بعد كانت خاضعة للنظام بما في ذلك الجمعيات الأهلية والنقابات العمالية والمهنية.

 

 

ولفت إلى أنه كان يوجد أصحاب مصالح، ظهروا في المشهد عقب يناير، وبالتالي حولوا دفة الثورة لتحقيق مصالحهم، وغابت عن المشهد فكرة العدالة الاجتماعية التى كانت رأس حربة الثورة.

 

 

لكن البرعي يسترجع قائلا بأن الأمر ليس غريبا، فكل الثورات التى قامت لتحرير الناس بالعالم والمطالبة بتغير الأوضاع الاجتماعية مرت بانتكاسات، لكن في النهاية كانت الغلبة لمن ينادي برفع المعاناة عن الناس، وإطلاق حرياتهم وتحقيق العدالة الاجتماعية.

 

 

ويقول وزير التضامن الأسبق، إنه للأسف الثورة المضادة تتصرف بغباء واضح جدا، وتهاجم "يناير" التى اعترف العالم كله بها، حتى المصريون أنفسهم اعترفوا بها في دستورهم الحالي، واعتمد أعداء "يناير" على أسلوب "منحط" لتشوية كل من له علاقة بثورة 25 يناير، واستخدموا في ذلك أساليب بذيئة، بحسب وصف البرعي.

 

 

ويضيف أن هذه التصرفات أدت إلى انشقاق الجبهة الداخلية وانقسامها، ظهر ذلك في قضية جزيرتي تيران وصنافير التى حكمت فيها المحكمة الإدارية العليا، في 16 من يناير الجاري، بمصريتهما، حتى أنها في ظل قيام أحلك الظروف الاقتصادية يوجد مبررات اجتماعية للفشل.

 

 

وتوقع البرعي أن تعود يناير للصدارة في الأيام المقبلة، حتى وإن خرجت بشخصيات أخري لكن ستكون بنفس المبادئ.

 

 

بالتزامن مع تصريحات البرعي قال الدكتور مصطفي كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن أسباب إخفاق ثورة يناير وتصدر الثورة المضادة لها، هو عدم وصول الأولي للسلطة.

 

 

وأضاف لـ"مصر العربية" أن المظاهرة التى خرجت في 25 يناير 2011، للمطالبة بعزل وزير الداخلية، ثم تحولت لثورة تطالب بإسقاط النظام، لم تخطط للوصول للحكم.

 

 

ويشير إلى أن من وصلوا للحكم بعد ذلك سواء المجلس العسكري في الفترة من 2011حتى يونيو 2012، أو الإخوان بعد ذلك، لم يكن لديهم ميول ثورية، فالجيش إنحاز للثورة لرفضه تطبيق سيناريو التوريث، ثم حكمت جماعة الإخوان من يونيو 2012إلى يونيو2013، ولم يكن في أجندتها أيضا حكم البلاد فكانت تطمح للوجود في صف المعارضة منذ انتخابات برلمان 2005، حتى الثورة، إضافة إلى أن الجماعة ليست فصيلا ثوريا في الأصل.

 

 

 

وتابع أن الوضع عاد ليد المجلس العسكري عقب صيف 2013، لتعود الأمور إلى ما كانت عليه.

 

 

 

ويرفض أستاذ العلوم السياسية إطلاق وصف السقوط والانتهاء على ثورة يناير بشكل عام، مشيرا إلى أنها مازالت مستمرة وقائمة ولها قاعدة شعبية على الأرض.

 

 

 

محمد يوسف المتحدث الرسمي لحزب الدستور، الذي خرج من رحم الثورة  يري أن التراجع بدأ تحديدا عقب استفاء مارس 2011.

 

 

ويقول لـ"مصر العربية" إن الأطراف الثورية انقسمت حول طريق معالجة الأمور وقتها، ودخلت في صراعات سياسية مبكرا، ولم تؤسس جمعية معبرة عن الثورة لوضع دستور جديد يضم أهداف الثورة بين مواده.

 

 

وأضاف أن مجموعات الثورة لم ينتبهوا لضرورة محاسبة كل من أخطأ قبل الثورة بشكل جاد، وبالتالي انقلبت الأمورعليهم.

 

 

وتابع أنه حتى بعد تشكيل مجلس شعب، وانتخاب رئيس جمهورية، لم يكن على أجندتهم مطالب الثورة، بل تم تأجيل جميعها تقريبا.

مقالات متعلقة