قرية "الجورة " هي عاصمة الجنوب بالشيخ زويد بشمال سيناء ،وتبعد ٣٧ كم عن مدينة العريش عاصمة المحافظة، وتبعد ١٦ كم عن الحدود مع الأراضي المحتلة، وبها مقر القوة متعددة الجنسيات والمراقبون التي تراقب تنفيذ اتفاقية كامب ديفيد. يقطنها بدو ومزارعون لهم حقول صغيرة.
تعاني قرية "الجورة " من اثار العمليات العسكرية المستمرة منذ نحو 44 سنوات ، الا انه مؤخرا ومنذ نحو 3 أشهر ، تم عزل المنطقة تماما عن مركز مدينة الشيخ زويد والمناطق المحيطة بها ، وقطعت الطريق الرئيسية الممتدة من الشيخ زويد الى مركز قرية الجورة ، ما تسبب في حصار شديد القسوة أطبق على أنحاء القرية وعزلها عن العالم تماما.
يؤكد الشيخ عرفات خضر من رموز ومشايخ قرية "الجورة " ومن قيادات التعليم ورئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع بالجورة ، أن قرية تعاني معاناة شديدة من حصار تسبب في معاناة البلاد والعباد أدى إلى استحالة استمرار الحياة بشكل طبيعي ، إلا أن الأهالي يقاومون الحصار وبأقل وسائل الحياة الصعبة والقاسية.
ويشير الشيخ خضر إلى أن :" قرية " الجورة " بلا كهرباء منذ 3 أشهر ولا يأتي التيار الكهرباء إلى ساعات متقطعة وعلى فترات متباعدة وتم قطع الطريق الوحيد بين الذي يربط القرية بمدينة الشيخ زويد ، واليوم مر نحو 85 يوما والجورة محاصرة والطرق كلها مغلقة ، و17 مدرسة فى المنطقة مغلقة اكتر من 2000 طالب محرومون من الدروس بسبب الإغلاق التام.
ويلفت إلى انه تم إغلاق الطريق بين قريتي الظهير والجورة، وبذلك كملوا الحصار تماما بعد ان كانت هناك صلة وصل بين القريتين للتزود بالمؤن ومتطلبات الحياة الضرورية كالدقيق والمياه ، موضحا انه اليوم تمر 3 سنوات دون أن تدخل سيارات مياه الشرب للمنطقة ، و3 سنوات تمر على قرية "الجورة" وهي محرومة من الخدمات الصحية، وخدمات التلفون المحمول مفصولة نهائيا.
المواطن عبد القادر سواركة يقول انه :" لأكثر من شهر وأهالى قرية الجورة وشيبانة والظهير ، والمناطق المجاورة، لا يستطيعون الخروج او الدخول من مناطقهم، وهم فى امس الحاجة الى شراء الغذاء والدواء والماء مطالبا يتدخل النواب والمشايخ والوجهاء والنشطاء لرفع الكرب عن عاصمة الجنوب"الجورة" .
ويقول المواطن محمد سلامة ، من سكان قرية الجورة ، ان الشعور بالأمن والأمان مفقود و منعدم فكيف يتعلم الإنسان وهو فاقد هذا الأمن والأمان ، و تلك الكمائن المنتشرة التي أصبحت توقف المراكب السائرة و تلك الروح السائدة من الخوف التي تجدها في أعين الناس و أعين حتى رعاه الأمن في تلك الأكمنة هذا الجو يمكن أن تقام عليه حياه ، لطالما لا يوجد قرار بتحسين الأوضاع في سينا ء وخاصة هذه المنطقة التي طالتها الإضرار الكبيرة وتشكل خطورة .
ويؤكد الدكتور خالد زايد ، خبير تنمية بشرية ، أن الزمن يعود للوراء ، واليوم قطعت المسافة من قرية "الجورة " إلى مدينة الشيخ زويد سيرا على الأقدام لمسافة تتجاوز الثلاثون كيلو متر فى زمن ساعتان ونصف ، حيث تذكرت خلال سيري أحاديث أجدادنا عن حملهم المياه من على ظهور الجمال من ساحل البحر بالشيخ زويد سيرا على الأقدام ولم أكن أتصور أن الزمن سيعود للوراء ونكرر ما فعله الأجداد ، متسائلا يا ترى ماذا يخبئ القدر لنا ؟
ويقول احمد سلامة معلم من منطقة الظهير المجاورة لقرية " الجورة " بمنطقة الشيخ زويد ، إنه لا توجد مواصلة الى قريته من مدينة الشيخ زويد ، والوصول يستغرق ساعتين علي الأقدام من الشيخ زويد، لجانب أن هناك خطورة أثناء المشي حيث ينتشر الرصاص الطائش والعشوائي الذي يودي بحياة المواطنين وهم يسيرون بالشوارع
وأوضح سلامة انه لا توجد مياه والطعام يتم حمله علي عربات كارو لكونها هي وسيلة المواصلات والنقل الوحيدة المسموح لها بالمرور على الطرق في منطقة جنوب الشيخ زويد ، ومقابل أجور باهظة.
وأشار إلى إنهم يحصلون على مياه الشرب من بعض الخزانات الأرضية، التي توجد بها بواقي من مياه الأمطار الملوثة نتيجة العوامل الجوية ، لجانب انعدام والأسواق والخدمة الصحية حيث يتعرض كل من يصاب أو يعاني من المرض الشديد للموت دون ان يتمكن من الوصول إلى المستشفى الذي يقع على بعد نحو 37 كم من المنطقة.