أكاديميون عراقيون: ترامب مطالب بالنظر إلى مكانة القدس قبل اتخاذ أي خطوة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

قال مختصون عراقيون في التاريخ الإسلامي والعربي إن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، مطالب بالنظر إلى مكانة القدس قبل اتخاذه أي خطوة من شأنها التصعيد في المنطقة، ومنها نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.

وقال عصام الفيلي أستاذ التاريخ في الجامعة المستنصرية بالعاصمة العراقية بغداد إن "القدس لها قدسية تاريخية ودينية لدى المسلمين، وهي تمثل أولى القبلتين وثاني الحرمين، وتضم معالم وشواخص تاريخية مهمة بالنسبة للأديان الأخرى، ومحاولة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيعرقل، وقد ينهي مشروع الحوار الفلسطيني الإسرائيلي القائم منذ سنوات".  

وأضاف الفيلي، أن "محاولة البحث عن خطوات ممهدة لتثبيت القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي سيدخل المنطقة في دوامة عنف جديدة وأيضا ستلقي بظلالها سلبا على العلاقات الإسرائيلية العربية".  

ووعد دونالد ترامب، الذي انتخب رئيسا للولايات المتحدة في نوفمبر الماضي، خلال حملته الانتخابية بنقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

 

وتم تنصيب ترامب، رئيسا للولايات المتحدة، رسميًا، أمس الجمعة.

ويرى حسن الفتلاوي أستاذ التاريخ بكلية التربية في جامعة بغداد، أن "القدس لها خصوصية لأنها تمثل مكانا مقدسا للديانات الإسلامية واليهودية والمسيحية، ومن هذا المنطلق يجب أن تأخذ القرارات السياسية بعين الاعتبار المكانة القدسية للمنطقة".

وأضاف الفتلاوي، أنه "من الناحية التاريخية فإن تواجد اليهود في القدس بشكل فعال حديث، لا يتعدى الـ80 عاما، بعد أن تعرضوا إلى الشتات على مر التاريخ، لكن هناك دعم كبير حصل عليه الإسرائيليون، خصوصا من الجانب الأمريكي، وهذا الدعم مرتبط بخصوصية أمريكا التي قامت تاريخيا على إزاحة أقوام كانت متواجدة في أمريكا الشمالية والجنوبية".  

والقدس في صلب النزاع بين فلسطين وإسرائيل، إذ يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة.  

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في أبريل 2014، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان، والإفراج عن المعتقلين القدامى في سجونها، والالتزام بحل الدولتين على أساس حدود 1967.  

وأعلنت السلطة الفلسطينية في وقت سابق عن رفضها لقرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وتقول إن ذلك من شأنه أن يقضي على أي أمل لإجراء مفاوضات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أو التوصل لاتفاق بينهما.  

ويقول كاظم لطيف الجميل أستاذ التاريخ في جامعة ديالى (شرق)، إن "مكانة القدس الشريف لدى عامة المسلمين تحتم على جميع الأطراف المؤثرة في المنطقة اتخاذ قرارات منسجمة ولا تقود إلى تصعيد جديد".  

وأضاف الجميل، أن "المنطقة تعاني من الصراعات، ولا تتحمل مزيدا من الأزمات، وخطوة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس من شأنه خلق تصعيد جديد".

وديسمبر الماضي، وقع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، قرارا بتعليق نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس لمدة 6 أشهر.  

ومنذ تبني الكونجرس الأمريكي، قرارا في 1995، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، دأب رؤساء الولايات المتحدة على توقيع قرارات كل 6 أشهر بتأجيل نقل السفارة "من أجل حماية المصالح القومية للولايات المتحدة"، حسبما تنص تلك القرارات.

مقالات متعلقة