تعتزم روسيا إجراء مفاوضات مع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بشأن طلبها السابق لتوسيع حدود الجرف القاري بمنطقة القطب الشمالي، الذي لم تصدق عليه واشنطن حتى الآن.
أفاد بذلك للصحفيين وزير الموارد الطبيعية والبيئة الروسي سيرجي دونسكوي، حسب "روسيا اليوم".
وردًا على سؤالٍ بهذا الشأن، صرَّح دونسكوي: "فيما يخص هذا الإجراء فإنَّها مسألة للمستقبل، ولكن في أي حال، يجب أن تجرى المفاوضات".
ومع ذلك، ذكر دونسكوي أنَّ روسيا كانت دائمًا تأخذ بعين الاعتبار واقع أنَّ الولايات المتحدة لا توافق على طلب روسيا لتوسيع حدود الجرف القاري في القطب الشمالي، غير أنَّه أشار إلى أنَّ هذه المسألة ليست هي الشيء الرئيسي في الوقت الحالي.
وأضاف: "النقطة الثانية على أي حال، لدينا، بالإضافة إلى أنَّه يجب على لجنة الأمم المتحدة النظر في الطلب وتأكيد صحته، يتعين علينا لاحقًا إجراء المفاوضات مع تلك الدول التي نتاخمها - أي مع الدانماركيين والكنديين".
جديرٌ بالذكر أنَّ روسيا رفعت طلبًا ابتدائيًّا إلى لجنة الأمم المتحدة لشؤون حدود الجرف القاري عام 2001.
وفي فبراير من العام الماضي، قدَّمت روسيا للأمم المتحدة طلبًا معدلًا بشأن توسيع حدود الجرف القاري في منطقة القطب الشمالي، عبر ضم قمة جبل لومونوسوف وتشكيلات أخرى تملك طبيعة قارية.
وتطالب روسيا بهذا الجزء من الجرف الغني بالنفط، بما فيه قمة لومونوسوف ومرتفع ميندلييف، إلا أنَّ طلبها كان يرفض سابقا بسبب نقص المعطيات العلمية عن هذه المناطق.
وتنص اتفاقية الأمم المتحدة للقانون البحري لعام 1982 على حق الدول الساحلية بإنشاء منطقة اقتصادية بعرض 200 ميل، وفي حال امتداد الجرف خارج هذه الحدود تستطيع الدولة توسيع حدودها حتى 350 ميلًا، حيث تحصل الدولة ضمن هذه الأطر على حق التحكم بالموارد الطبيعية بما فيها النفطية.
ويشير الطلب الروسي إلى أنَّ المناطق المذكورة الواقعة في قاع المحيط المتجمد الشمالي هي امتداد طبيعي للقارة، ولذلك فهي حسب البند السادس من المادة 76 للاتفاقية الأممية حول القانون البحري "غير مشمولة بمسافة 350 ميلا بحريا عن الشاطئ.
ويشمل الطلب إحداثيات جيوسياسية للمواقع، وأعلنت وزارة الموارد الطبيعية الروسية أنَّه في حال تأكيد العلماء حق روسيا في الحصول على هذه المناطق وعلى تطوير مواردها الطبيعية فإنها قد تحصل حتى على خمسة مليارات طن من الوقود "نفط أو غاز".
يُذكر أنَّه في ديسمبر 2014، قدَّمت الدنمارك عبر منطقة الحكم الذاتي "جرينلاند" طلبًا إلى الأمم المتحدة لرسم الحدود في منطقة القطب الشمالي والمحيط المتجمد الشمالي، مطالبة بمساحة تبلغ 895 ألف كيلو متر مربع.
وإضافةً إلى روسيا والدنمارك، هناك مطالبات بالأجزاء في المنطقة القطبية الشمالية لكل من الولايات المتحدة وكندا والنرويج.