في دافوس 2017.. هل نجحت الحكومة في تسويق الفرص الاستثمارية؟

منتدى دافوس 2017

على مدار 3 أيام شارك 3 وزراء من الحكومة بالمنتدى الاقتصادي العالمي بـ"دافوس"، سعيا لتسويق الفرص الاستثمارية وتوضيح الرؤية للاقتصاد المصري من وجهه نظر الحكومة.

وهؤلاء الوزراء هم داليا خورشيد وزيرة الاستثمار، وطارق قابيل وزير الصناعة والتجارة الخارجية، وسحر نصر وزيرة التعاون الدولي.

وسعت داليا خورشيد إلى تسويق بضاعة الحكومة من فرص استثمارية، بهدف عرض رؤية الحكومة للاقتصاد المصري من خلال الإجراءات التي توصف بـ"الإصلاحية".

 

وقالت وزيرة الاستثمار، داليا خورشيد، في المنتدى إن عام 2017، هو عام الاقتصاد المصرى، مضيفة أنه تم إظهار ذلك خلال مختلف الجلسات بما يشجع على جذب الاستثمار الأجنبى المباشر، إذ تستهدف الحكومة 10 مليار دولار خلال عامين.

وخلال المنتدى التقت خورشيد مجموعة عمر الفطيم الإماراتية والرؤساء التنفيذين لسيتي بنك وكريدي سويس ولازارد، والذين أعربوا عن رغبتهم في تنظيم والاشتراك في الجولات الترويجية التي ستقوم بها الوزارة للترويج للمناخ الاقتصادي والاستثماري في مصر، بحسب البيانات الرسمية لوزارة الاستثمار.

وقالت خورشيد مخاطبة هذه البنوك "لكم دور كبير خلال المرحلة القادمة لما سيشهده السوق المصري من نشاط اقتصادي واستثماري غير مسبوق في 2017".

كما التقت خورشيد برئيس مجموعة "كوك" التركية القابضة المالكة لمجموعة السلاسل التجارية "بيكو"، الذي أعرب، بحسب بيان لوزارة الاستثمار، عن تطلعه للتوسع من خلال سلاسل تملكها المجموعة الأم بدلا من العمل عبر موزعيين في مصر وذلك ثقة من المجموعة في مستقبل النمو في السوق المصري.

وتعمل المجموعة التركية في أسواق أوروبا وأسيا وتملك أشهر العلامات التجارية التركية في القطاع المصرفي والبنوك وتجارة التجزئة.

ومن جانبها، قالت الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي، خلال مشاركتها بجلسة "التنمية الاقتصادية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، إنها عرضت أهم ملامح البرنامج الاقتصادي الاجتماعي المصري.

 وأضافت في تصريحات لها أن الوزارة أعطت أولوية للمحافظات الأولى بالرعاية والتي تم تهميشها طوال الأعوام الماضية في الخدمات والبنية الأساسية، التي نحتاجها حتى تكون منطقة جذب للاستثمار.

 

وأشارت إلى أن مصر حرصت على تأكيد أهداف التنمية المستدامة 2030 بمنتدى دافوس، كما أكدت دور المرأة المصرية ، موضحة أن عام 2017 سيكون عام المرأة.

وتحدث طارق قابيل وزير الصناعة والتجارة الخارجية عن "المدن الذكية" والاقتصاد الرقمي" و"الثورة الصناعية الجديدة" خلال مشاركته في المنتدى، مشيرا إلى ما يجب على الدول العربية فعله من أجل مواكبة التطورات الصناعية العالمية.

وقال قابيل في جلسة "الاقتصاد العربى فى ضوء المستقبل الرقمى"، إن مصر تسعى لتحويل خصائص اقتصادها ليتواكب مع "الثورة الصناعية الجديدة"، على حد تعبيره.

وأضاف أن مصر تقوم الآن بتطوير السوق الإلكترونية والتى ستكون بمثابة تحول حقيقي للاقتصاد، فضلاً عن تطبيق خطة للتجارة الإلكترونية لتسهيل التجارة وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.

وأشار قابيل،  إلى أن "الثورة الصناعية الرابعة" تتيح العديد من الإيجابيات، وتحمل فى طياتها عددا من التحديات، حيث تتضمن إيجابياتها تحسين مستويات المعيشة وتقليل تكلفة الإنتاج وتقليل الوقت نحو التنمية، لافتاً إلى أنها تتضمن عدة تحديات أهمها تأثيرها السلبى على عمليات التشغيل وإحداث تغييرات جوهرية فى القطاعات التجارية والصناعية.

جاء ذلك فى سياق كلمة الوزير خلال مشاركته فى جلسة "الاقتصاد العربى فى ضوء المستقبل الرقمى"، والتى عقدت فى إطار فعاليات المنتدى الاقتصادى العالمى والمنعقد بمدينة دافوس السويسرية، وقد شارك فى الجلسة التى أدارتها لارا حبيب فى مقدمة البرامج بقناة العربية إلى يوسف الشاهد رئيس وزراء تونس و خالد بيارى الرئيس التنفيذى لمجموعة شركات اتصالات سعودية وبيتر سميث الرئيس التنفيذى لمجموعة شركات دولية.

 

وأضاف قابيل أن الحكومة تتجه نحو إنشاء "المدن الذكية"، ويأتى مشروع بناء العاصمة الجديدة على رأسها، كما قامت باستخدام المرافق الذكية لضمان التوافق بين نظام الخدمات الحكومية ونظم المشروعات المتطورة، كاستخدام العدادات الرقمية فى قياس استهلاك الكهرباء.

 وقال إن شركتين هندية وأخرى إندونيسية تعتزمان ضخ استثمارات جديدة بالسوق المصري خلال المرحلة المقبلة في مجالات صناعة الأتوبيسات وتكنولوجيا المعلومات والبتروكيماويات.

 وأوضح أن مجموعة شركات "هندوجا" الهندية تدرس إنشاء مجمع لإنتاج الأتوبيسات في مصر على غرار مشروعها المقام برأس الخيمة بالإمارات.

 

وحول مدى استفادة مصر من المنتدى يرى مدحت نافع الخبير الاقتصادي، أن الفكرة في داڤوس هى تسويق التصور للمستقبل وهذا التصور كان يفترض أن تضعه مصر في أچندة الاجتماعات وهو أمر ممكن نظير مبلغ محدد من المال.

 

وأوضح نافع خلال تصريحات خاصة لـ"مصر العربية" أنه كان من الأفضل وجود خطاب ملهم وقوي، إذ كان يتطلب تمثيل مصر بواسطة شخصيات مؤثرة في عالم الاقتصاد أو الأعمال أو حتى السياسة.

 

وقال إن التنوع في الوفود العربية عامة، شبه منعدم حيث تعد الوفود إما حكومية أو خاصة لكنها تتبع الحكومات في التوجه والتفكير والثقل العربي التاريخي تراجع بقوة لصالح وفود آسيا.

 

وتابع الخبير الاقتصادي قائلا: "ربما استفاد الحضور المصري المحدود من الجلسات والرؤى المستقبلية للمؤسسات والأفراد الأكثر تأثيراً في العالم الذين شاركوا بفاعلية في أعمال المنتدى، لكن مصر أو أي دولة عربية لن تحقق استفادة حقيقية من داڤوس إلا بالانتقال من مقعد المشاهد إلى مقعد التأثير في متغيرات الاقتصاد العالمي.

 

وعلى الصعيد العالمي، ساد القلق من مناخ سياسي أكثر خطورة وشعور عميق بعدم التيقن يحيط برئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة.

 وكان هناك إجماع في المنتدى العام الماضي على أن ترامب ليس أمامه فرصة للوصول للبيت الأبيض، لكن فوزه بعد أقل من نصف سنة على قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، جاء ليوجه صفعة لشتى المبادئ التي تعتز بها صفوة دافوس بشدة منذ فترة طويلة من العولمة إلى التجارة الحرة والشركات المتعددة الجنسيات.

 ومع اقتراب الانتخابات في هولندا وفرنسا وألمانيا وربما إيطاليا خلال العام الحالي، بدا قلق الحضور في "منتدى دافوس" واضحاً.

 وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات جان ماري جوينو في تصريح له: "بصرف النظر عن رؤيتك لترمب ومواقفه، فإن انتخابه أدى إلى شعور عميق بعدم التيقن وسيلقي ذلك ظلاله على دافوس".

 وكان الخبير في مؤسسة "كارنيجي للسلام العالمي" موازيس ناييم أكثر صراحة، إذ قال: "هناك إجماع على أن شيئاً ضخماً يجري.. شيئاً عالمياً وغير مسبوق على مستويات كثيرة، لكننا لا نعرف ما هي أسبابه أو كيف نتعامل معه".

 

وتستحضر عناوين حلقات المناقشة في المنتدى الاقتصادي العالمي المشهد العالمي الجديد الباعث على القلق، إذ كان من بين هذه العناوين: "كيف يمكن حل أزمة الطبقة المتوسطة المضغوطة والغاضبة؟"، و"سياسات الخوف أو التمرد للمنسيين"، و"التسامح هل بلغ مداه؟"، و"مرحلة ما بعد الاتحاد الأوروبي".

 وتعتبر قائمة الزعماء الذين يحضرون المنتدى هذا العام معبرة، فنجم المؤتمر هو الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي يعتبر أول رئيس صيني على الإطلاق يحضر "منتدى دافوس".

 

ويعتبر حضوره إشارة إلى ثقل الصين المتزايد في العالم، في وقت يعد فيه ترمب بمزيد من نهج "أمريكا أولاً" الانعزالي وتنشغل أوروبا بمشاكلها الخاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

 وحضرت المنتدى كذلك رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي التي تواجه مهمة شائكة تتمثل في إخراج بلدها من الاتحاد الأوروبي. 

 وربما يكون السؤال المحوري في "منتدى دافوس"، الذي شمل حلقات نقاشية ومآدب غداء وحفلات استقبال تتناول مواضيع متنوعة، من الإرهاب إلى الذكاء الاصطناعي والصحة، هو ما إذا كان الزعماء يمكنهم أن يتفقوا على الأسباب الأساس للغضب العام وأن يبدأوا صياغة استجابة له.

 وأكد تقرير للمنتدى عن الأخطار العالمية صدر قبل بدء انعقاد اجتماعاته، تآكل ثقة الرأي العام في المؤسسات"، مشيراً إلى أن إعادة بناء الثقة في العملية السياسية والزعماء ستكون مهمة صعبة.

 

ويعتقد الكاتب جاي ستاندينغ، الذي ألف العديد من الكتب عن طبقة جديدة تفتقر للأمان الوظيفي والإيرادات المضمونة، أن مزيداً من الناس يميلون إلى اعتقاد أن الرأسمالية القائمة على اقتصاد السوق تحتاج إلى تعديل شامل، حتى أولئك الذين استفادوا منه.

مقالات متعلقة