رئيس التحرير.. كواليس الصحافة المصرية والعربية

غلاف رواية "رئيس التحرير"

صدر حديثًا عن دار الآن ناشرون وموزعون، في عمّان، الرواية الأولى للشاعر المصري أحمد فضل شبلول "رئيس التحرير.. أهواء السيرة الذاتية". وتكشف فصول الرواية الكثير مما يدور في كواليس الصحافة المصرية والعربية، وكيفية إدارة المجلات والجرائد، وعن تشابك المصالح بين إدارة التحرير والكتّاب وبقية العاملين بالمطبوعة، وكيفية تربُّح بعض الأفراد من وراء عملهم بالصحافة. كما تتناول الصراع الخفي في إحدى المجلات الثقافية الخليجية، بين رئيس التحرير وإحدى المحررات التي كانت وراء تعيينه رئيسًا للتحرير.  

كما تغوص الرواية في العالم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي بالمنطقة العربية، بدءاً من انتفاضة 18 و19 يناير 1977 في مصر وصولا إلى ثورة 25 يناير 2011.

ولا تخلو الرواية من الجانب العاطفي حيث علاقة السارد بزميلته الكاتبة والفنانة المصرية منى فارس، والكاتبة الخليجية الجوهرة إبراهيم، وكأن المرأتين شخصيتان لروح واحدة، فضلا عن بروز شخصيات أخرى عربية وهندية بالرواية تكشف عن الواقع الخليجي اليومي الذي يتعامل من خلاله السارد خلال السنوات التي قضاها بالخليج.  

وتبدأ أحداث الرواية بلحظات الاسترجاع بعد أن تلقى السارد خبر الاستعداد للعمل لدى المجلة الخليجية، فيتذكر علاقته بأصدقائه القاهريّين، الذين كانوا يقفون ضد من ينال فرصة عمل أو فرصة سفر للمشاركة في فعاليات ثقافية أو شعرية خارج مصر، وجاء ذلك تحت عنوان "ألاعيب ثقافية". ويتدرج الاسترجاع إلى سنوات دراسته في كلية التجارة عندما رأس تحرير مجلة حائطية، ثم مجلة "استنسل" صدر منها عدد واحد عن اللجنة الثقافية بكليته، ثم مجلة تصدرها إحدى الجماعات الثقافية والفنية بالإسكندرية، ثم علاقته ببعض المجلات العربية في ذلك الوقت، ومنها مجلة "الثقافة العربية" التي كانت تصدر في ليبيا، ثم المشاركة في أحداث انتفاضة 18 و19 يناير 1977 عندما ارتفعت أسعار بعض السلع الغذائية في مصر.  

ومن لحظات الاسترجاع التي شغلت حيزاً في الرواية، إلى السفر إلى الخليج للعمل، فأحس منذ الوهلة الأولى بأنه غريب على الخليج، خاصة أنه لم يجد أحداً في استقباله.  

وتدور الرواية خلال 27 فصلًا، في عدة مدن عربية منها: الإسكندرية والقاهرة وأبوظبي وعمَّان وبغداد وغيرها من المدن، واعتمدت في جانب منها على السيرة الذاتية للسارد، وعلى المتخيل الروائي للشخصيات والأحداث في جانب آخر منها.  

وتنتهي الرواية باندلاع أحداث ثورة 25 يناير، ووقوع التصادم بين رئيس تحرير المجلة الخليجية والسارد، لعدم موافقته على نشر ما يكتبه السارد عن أحداث الثورة في إحدى الجرائد الخليجية، فيحصل السارد على إجازة لتهدئة الموقف المشتعل بينهما، وبهذه النهاية المفتوحة يترك الكاتب الكثير من الدلالات وعلامات الاستفهام بما سوف يؤول إليه مصير المنطقة.  

وأحمد فضل شبلول، عمل في مواقع إعلامية عدة في مصر والخليج، حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 2007، وتخرج في كلية التجارة، وله اثنا عشر ديوانا شعريًا مطبوعًا، آخرها: "زوايا من بقايا شمعتك"، ويكتب للأطفال، وأصدر سبعة كتب في هذا المجال، كما أصدر بعض المعاجم العربية منها: معجم الدهر، ومعجم أوائل الأشياء المبسط، ومعجم شعراء الطفولة في الوطن العربي خلال القرن العشرين.

مقالات متعلقة