العلاقات الزوجية يجب أن تكون قائمة على الحب والمودة والرحمة، حتى يسير مركب الحياة وتستمر الشاركة بين الزوجية. ولكن توجد علاقات غير سوية تؤدي إلى فشل الحياة الزوجية.
وتقوم العلاقات غير السوية على استعلاء طرف على الآخر، أو تعتمد على العنف اللفظي أو النفسي، وقهر شريك الحياة، بالإضافة إلى السخرية والاتهامات والتسلط.
وترى الدكتورة دعاء راجح الاستشارية الاجتماعية والأسرية أن هناك "نموذج منتشر جدا من الزيجات غير السوية بتلاقي اقتران بين شخصيتين؛ شخصية متسلطة عنيدة عايزه رأيها هو الي يمشي على طول الخط، ومعندهاش أي استعداد لتقديم أي تنازل في أي موقف".
وأوضحت راجح: "وبتلجأ لفرض رأيها بأساليب الصراخ والعند والخصام والإجبار بأي وسيلة، وممكن بيمارس العنف اللفظي والقهر النفسي على الآخر؛ لإخضاعه بدوام النقد والسخرية والاتهامات واللوم والتعليمات، وبتكون غالبا شخصيات محاربة عندها استعداد تحول أي موقف مهما كان بسيط إلى حرب ضروس تقضي على الأخضر واليابس".
وكشفت راجح عن طبيعة الشخصية الأخرى، قائلة: "وشخصية وديعة هادئة تنشد السلام دايما، ولا تستطيع خوض الحروب وتؤثر السلامة وتفضل التنازل دوما علشان المركب تمشي".
وأضافت الاستشارية الاجتماعية في تدوينة لها عبر فيسبوك: "الزيجات الي زي دي بتكون زيجات فاشلة غالبا مفيش بينهم مودة ورحمة، حتى لو المركب ماشية، لكن المركب ماشية على حساب الشخصية المسالمة التي تتجنب دوما الحرب والنزال".
وتابعت راجح: "العنيد بيتنفذ كل طلباته ورغباته، لكن عمره ما هيحس بالحب من شريك حياته، لأن التاني مقهور ومسجون جوه رغباته وتعليماته، وعمرنا ماشفنا سجين بيحب سجانه ممكن بيخاف منه، ممكن محتاج ليه، لكن أنه يحبه صعب أوي".
وذكرت الاستشارية الأسرية أن هذه النوعيات "موجودة في النساء والرجال، وبعدين تشتكي أنها مش حاسة بحبه، والمسالم قاعد يتنازل، وممكن يوصل لدرجة أنه خلاص معدش بيقول رأيه أصلا، وبيحس أن كل دوره أنه ينفذ التعليمات والتوجيهات".
ولفتت راجح إلى أن مساوئ هذا الزواج تؤدي إلى تراكم الاستياء والكآبة والقهر، "لحد ما شخصيته بتضيع مع الوقت، وبيبقى زي العبد المطيع لسيده، بيعافر في سنوات الزواج الأولى لحد ما مقاومته بتنهار، وساعات بيلجأ إلى الهروب من البيت أو الخيانة أو الكذب أو المداراة لو راجل، أو تلجأ إلى العزلة النفسية ومحاولات حماية النفس من الأذى النفسي، والبعد بالتدريج عنه والخيانة لو امرأة".
وكشفت راجح عن أن الشخصية المسيطرة "غالبا مش بتحس بنفسها، ولا بالي عملته في شريك حياتها إلا لما يحس بالفشل خلاص، وأنه زهقان من التاني وأن زواجه على المحك فممكن يبدأ يراجع نفسه، ودا نادر للأسف".
وأضافت: "الزواج مش سجن، ولا أن واحد يسجن التاني جواه، ولا ان واحد لا يحق له التصرف إلا بإذن الآخر، لازم فيه قدر ما من الحرية للزوجين، ولو أنت حاسس أنك مسيطر تماما على شريك حياتك، وما يقدرش يعمل حاجة إلا بأمرك وبتوجيهاتك؛ دي مش شطارة دا تسلط واستبداد أنت الي هتجني نتايجه بعد كده".