بدأت صباح اليوم الاثنين محادثات أستانة بشان سوريا في العاصمة الكازاخستانية في مسعى لتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا وإيجاد سبل لحل الأزمة التي تعصف في البلاد، من المقرر أن تمتد على مدى يومين.
ويضم الوفد المعارض، الذي كان مؤلفا في البداية من ثمانية أعضاء، 14 عضوا يضاف إليهم 21 مستشارا.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن وفد النظام السوري الذي يضم 10 أشخاص برئاسة السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري غادر دمشق الأحد، متوجها إلى أستانة.
والتقي الطرفان في جنيف 3 مرات، تفاوضا خلالها بشكل غير مباشر، لكنها ستكون المرة الأولى التي يلتقيان وجها لوجه.
جدول المفاوضات
وحسب الوكالة، فإن اللقاءات ستبدأ بمأدبة غداء على شرف المدعوين، تتبعها الجلسة الأولى العامة للمباحثات بين الساعة 13:00-14:00 بالتوقيت المحلي، حيث يفتتحها رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزرباييف بكلمة ترحيب، تتبعها كلمات رؤساء وفود روسيا وتركيا وإيران ومندوب الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
وتبدأ المباحثات السورية-السورية بين وفدي المعارضة والنظام ظهر اليوم ، وسيقوم بدور الوسيط بينهما ممثل الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، وقد تنضم إليه وفود أخرى في الوساطة.
وأكدت فصائل المعارضة المدعومة من تركيا، والحكومة السورية التي تساندها روسيا وإيران، أن المحادثات ستتركز على تثبيت وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 30 ديسمبر، ويبدو صامدا على الرغم من الانتهاكات المتكررة له.
ويأمل النظام السوري أيضا في الدفع باتجاه حل سياسي "شامل" لوقف حرب مستمرة منذ 6 سنوات، حيث أعلن الرئيس بشار الأسد، الخميس، أن المحادثات ستركز على وقف إطلاق النار من أجل "السماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سوريا، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة".
أما في فترة ما بعد الظهر، فستتواصل المشاورات بشكل ثنائي بين الطرفين دون وسيط، ليتم في الجلسة العامة الثانية التي تبدأ عند الساعة 19:00-20:00 مساء بالتوقيت المحلي، تلخيص النتائج الأولية التي تم التوصل إليها خلال اليوم الأول من المباحثات.
وفي اليوم الثاني، من المقرر أن تعقد محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف، فعند الساعة 14:00 بعد الظهر سيتم استكمال الجولة الأولى من الاجتماعات، لاستخلاص النتائج ومناقشتها واعتماد بيان مشترك من قبل المشاركين في الاجتماع، ليتم بعدها عقد مؤتمر صحفي مشترك لرؤساء الوفود.
وقف إطلاق النار
وقبل انطلاق المفاوضات أكد الطرفان أنها ستركز على تثبيت وقف إطلاق النار الهش، والساري منذ نهاية ديسمبر برعاية روسيا وإيران وتركيا.
وقال محمد علوش، في مقابلة خاصة مع وكالة الأناضول التركية قبل سفره إلى الأستانة، "إن هدف المعارضة من الذهاب إلى المفاوضات هو تثبيت وقف إطلاق النار بالدرجة الأولى، والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات في سجون النظام، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة".
واعتبر علوش أن تحقيق تقدم في هذه الملفات سيكون "إنجازاً كبيراً يساعد على التقدم والمضي في الحل السياسي".
وطالب علوش روسيا بالضغط على إيران والحكومة السورية لوقف ما تصفه المعارضة بالانتهاكات واسعة النطاق لوقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه تركيا وروسيا.
وقال في تصريحات لرويترز أمس الأحد "يعتبر وقف إطلاق النار اختباراً حقيقياً لقوة روسيا ونفوذها على النظام وإيران كضامن للاتفاق، فإذا فشلت في هذا الدور فهي فيما بعده أفشل".
كما قال يحيى العريضي، المتحدث باسم وفد المعارضة لرويترز "لن ندخل في أي مناقشات سياسية، وكل شيء يدور حول الالتزام بوقف إطلاق النار والبعد الإنساني لتخفيف معاناة السوريين الموجودين تحت الحصار، والإفراج عن المعتقلين وتسليم المساعدات.
وتابع قائلاً:" النظام السوري له مصلحة في صرف الانتباه عن هذه القضايا. إذا كان النظام السوري يعتقد أن وجودنا في أستانا استسلام منا فهذا وهم."
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، اعتباراً من 30 ديسمبر الماضي، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، بفضل تفاهمات تركية روسية.
ومن جانبه، قال رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري: "إن النقاط الرئيسية على جدول الأعمال تشمل تثبيت خطوط وقف إطلاق النار، والتوصل إلى قواسم مشتركة بشأن محاربة الإرهاب".
وأضاف، في مؤتمر صحفي بأستانة، أن محادثات السلام ستكون بين أطراف سورية فحسب، وأن تركيا لن تشارك في الحوار.
وتجرى مفاوضات أستانة برعاية تركيا وروسيا وإيران، وسيكون حضور الدول الغربية محدودا، إذ سيشارك كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على مستوى السفراء، كما سيكون للاتحاد الأوروبي حضور رسمي.
في الوقت الذي ينتظر العالم انطلاق المحادثات بين وفدي المعارضة السورية والنظام في أستانا، اليوم الاثنين، يبدو أن آمال التوصل إلى حل ما أو اتفاق نهائي ضعيفة. ويتوقع انتهاء الاجتماعات بحلول ظهر الثلاثاء، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية في كازاخستان.
وكانت أستانا، شهدت الأحد، عدة اجتماعات تحضيرية، انتهت بلقاء وفود كل من روسيا وتركيا وإيران في مباحثات استمرت ست ساعات لوضع وثيقة نهائية تكون أساسا للتفاوض بين وفدي النظام والمعارضة، دون التوصل إلى نتائج.
اجتماعات مباشرة أم لا؟
وأعرب رئيس الوفد الروسي، ألكسندر لافرينتيف، عن أمله بالتوصل إلى صيغة الوثيقة قبل انطلاق المفاوضات، الاثنين، مشيراً إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان ممثلو النظام والمعارضة سيلتقون وجهاً لوجه.
وفي نفس السياق، لفت رومان فاسيلينكو، نائب وزير خارجية كازاخستان، اليوم الاثنين، إلى أن أطراف محادثات السلام السورية في أستانة لم تتفق بعد على عقد اجتماعات مباشرة بين وفدي النظام وجماعات المعارضة. وقال فاسيلينكو قبل ساعات فقط من المفاوضات، إن مسألة الاجتماعات المباشرة لم تُناقش بعد.
مفاوضات صعبة
في حين قال إلكسندر موسينكو، وهو مستشار للسفير الروسي في كازاخستان للصحافيين، الأحد، إن المحادثات التحضيرية "مضت بصعوبة ولكن هناك حاجة لمنح مفاوضينا وقتا للسماح لهم باستكمال المهمة". وأضاف:" ما من شك في أنه لا يمكن حل قضايا مثل هذه في يوم واحد فقط".
وقال بعض المراقبين إن الاجتماعات في أستانة قد تساعد على استئناف مفاوضات جنيف التي ترأسها الأمم المتحدة. ويحضر الاجتماعات ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بشأن سوريا.
إلى ذلك، رأى دبلوماسي كبير بمجلس الأمن الدولي شريطة عدم نشر اسمه، أن "عملية أستانة تعد إلى حد ما شيئاً لا يمكن التكهن به في ضوء عدم التأكد مما يفكر فيه الروس على وجه الخصوص".