تليجراف: فيديو ريجيني يزيد الشبهات حول مقتله

لقطة من فيديو ريجيني

اللقطات المصورة التي عرضها التلفزيون المصري للباحث الإيطالي جوليو ريجيني الذي قُتل في مصر، والتي اختزلت فيها محادثة مدتها 45 دقيقة إلى حوالي 4 دقائق، تثير مجددًا الشبهات حول ملابسات وفاته، بعد ظهور ريجيني وهو يتفوه بكلمات مثل المال والمعلومات وذكرى الثورة,

هكذا علقت صحيفة "تليجراف" البريطانية على مقطع الفيديو المثير للجدل الذي بثه التلفزيون المصري أمس الاثنين لطالب الدكتوراة في جامعة كمبريدج جوليو ريجيني قبيل اختطافه ومقتله في القاهرة قبل عام في القاهرة وتحديدًا في عشية الذكرى الخامسة لثورة الـ35 من يناير 2011، قائلة إنَّ تلك الصورة تعد الأولى من نوعها التي يتم طرحها علنًا للشاب الإيطالي منذ الإعلان عن الحادث.

 

الفيديو تمّ التقاطه سرًا بواسطة محمد عبد الله، ممثل النقابة العامة للباعة الجائلين والذي سُمع صوته فيه وهو يطلب أموالاً من ريجيني باللغة العربية لأنّ زوجته مريضة، لكن دون جدوى.

 

ويكشف الفيديو، والكلام لـ "تليجراف"، تفاصيل اتفاق بين ريجيني وممثل النقابة العامة للباعة الجائلين، يطلب فيه الأول الحصول على معلومات قبل مارس مقابل أموال، كما يكشف كيفية الحصول على تلك المعلومات وطريقة حصول ممثل النقابة على الأموال، فيما ذكر ريجيني خلال الفيديو أن تلك المعلومات لصالح مؤسسة أجنبية.

 

وقال ريجيني:" ليس لدي سلطة- فهناك برنامج في بريطانيا لكني لا أعرف  الأشخاص الذين يدخلون هذه المؤسسات التي بها الأموال."

 

وأبلغ ريجيني -الذي كان يعد رسالة دكتوراه بجامعة كمبريدج البريطانية- عبد الله بوضوح أنه لا يستطيع منحه المال لأن ذلك يتعارض مع المعايير الأكاديمية.

 

وقال ريجيني في الفيديو باللغة العربية "محمد أنا الفلوس مش فلوسي. أنا مش ممكن استخدم الفلوس بأي صورة علشان أنا أكاديمي ومش ممكن أكتب في الأبليكيشن.. في المعلومات للمؤسسة في بريطانيا.. عايز أستخدم الفلوس بصورة شخصية."

 

ويقول ريجيني في الفيديو إنه سيساعد عبد الله في التقدم بطلب للحصول على منحة بقيمة عشرة آلاف جنيه مصري لأنشطة نقابية وليس لاستخدامات شخصية.

ويسأله عبد الله إن كانت هناك أي إمكانية للحصول على المال للاستخدام الشخصي قائلا "طيب مفيش بقي سكة تانية غيرها.. سكة تانية.. استخدام شخصي؟"

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الحوار الذي دار في مقطع الفيديو يدعم على ما يبدو نظرية ظهرت في التحقيقات والتي تفيد أن ريجيني كان يحاول مساعدة منظمي النقابة العامة للباعة الجائلين على التقدم للحصول على منح أثناء إجرائه بحثا حول الحركة العمالية في مصر- موضوع بالغ الحساسية أثار ريبة أجهزة الاستخبارات في البلد  العربي الواقع شمالي إفريقيا.

 

كان محمد عبد الله، رئيس نقابة الباعة الجائلين قد خرج في 11 سبتمبر الماضي، قائلا إنه تقدم ببلاغ ضد ريجيني قبل مقتله بسبب شكوك ساورته بشأن أسئلته حينما أجرى مقابلة معه، وأضاف في تصريحات صحفية أنه تقّدم بالبلاغ من منطلق غيرته على بلده ووطنه، وبعدما شعر بأن الأسئلة التي يوجهها له ريجيني"غير منطقية"  ولا تتعلق برسالة دكتوراه كما قال له، وإنما "لها أهداف أخرى".

 

بث فيديو ريجيني على شاشة التلفزيون المصري جاء بعد ساعات من قرار للنائب العام المصري، نبيل صادق،  بالموافقة  على مشاركة خبراء إيطاليين وشركة ألمانية متخصصة في استرجاع البيانات في قضية ريجيني الذي اختفى بالقرب من محل إقامته بالدقي في 25 يناير الماضي، وعثر عليه قتيلا وعلى جثته آثار تعذيب على مشارف القاهرة في 8 من فبراير 2016.

 

وكان ريجيني يجري بحثًا للدراسات العليا عن النقابات العمالية في مصر وشاهده أصدقاؤه آخر مرة يوم 25 يناير كانون الثاني 2016. وعُثر على جثته وعليها آثار تعذيب شديد على جانب طريق سريع خارج القاهرة يوم الثالث من فبراير الماضي.

 

شاهد فيديو ريجيني المثير للجدل

 

 

لمطالعة النص الأصلي

 

مقالات متعلقة