ثمّن خبراء سياسيون اتصال الرئيس الأمريكي" دونالد ترامب" بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الإثنين، موضحين أنه تأكيد على حدوث تقارب بين الطرفين مستقبلاً،خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، لكن في الوقت ذاته توقع بعضهم أن تمثل بعض الملفات عقبات في طريق التقارب بين الجانبين .
وتلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من نظيره الأمريكي مساء أمس الإثنين، والذي أكد خلاله " ترامب" على قوة العلاقات المصرية الأمريكية وما تتسم به من طابع استراتيجي، مشيرا إلى حرصه على الدفع قدماً بالتعاون الثنائي بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر في مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة والارتقاء به إلى آفاق أرحب.
السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق من جانبه قال إن الرئيسين " ترامب" و" السيسي" كانت بينهم مقابلة أثناء الإنتخابات الأمريكية شهدت ثناءاً متبادل فيما بينهما، وتلاقت رغبتهم المشتركة في التعاون بقضايا الإرهاب، الذي سيكون أبرز الملفات المشتركة بينهم.
وأضاف القويسني، لـ" مصر العربية"، أنه ليس معنى اتصال" ترامب" أن يكون هناك نجاح في التناول المشترك بكل الملفات على نفس الوتيرة من النجاح الذي سيشهده ملف الإرهاب، مُشيراً إلى أن هناك مشكلات كثيرة ستواجه العلاقات بين البلدين خاصة فيما يتعلق بالملف الفلسطيني.
وأشار، إلى أن المكالمة تأتي في إطار من الموازنة من الرئيس الأمريكي بين علاقاته بإسرائيل ومصر.
أما الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فأشار، إلى وجود اتساق في السياسة الأمريكية الأولية تجاه مصر، وبناء عليه سيتشكل مناخ جديد في العلاقات المصرية الأمريكية.
وأضاف فهمي، لـ" مصر العربية"، أن " ترامب" يتقرب للنظام المصري؛ لوجود قناعة لديه بضرورة حدوث تعاون مشترك مع مصر في مكافحة الإرهاب، مُشيراً إلى أن هذا سيكون له آثار ايجابية على الدعم المباشر لمصر في الجانب العسكري، وسيُعيد لدور مصر الإقليمي رونقه.
وتابع،" أعتقد أن العلاقات المصرية الأمريكية لن تكون طيبة على طول الخط، فستشهد مشكلات في المرحلة الأولى".
بدوره أكد السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن العلاقات المصرية الأمريكية تشهد صفحة جديدة فى مراحل تطورها إلا أنها تحتاج إلى تفاؤل حذر من الجانب المصرى وخطوات محسوبة وتعامل رصين وطرح التوقعات بأنها لن تكون دائما سهلة وستشهد بعض اختلاف فى الرؤى من هنا أو هناك.
وعقب وزير الخارجية الأسبق، المتواجد حاليا فى واشنطن ضمن وفد الدبلوماسية الشعبية ، على الاتصال الذى أجراه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، بقوله:" الرئيس السيسى كان أول المهنئين للرئيس ترامب عند انتخابه وأيضا بعد تنصيبه.. ترامب يجرى اتصالات مع أهم الزعماء المؤثرين- فى العالم وكان بالتالى الرئيس السيسى فى أوائل القائمة على أساس لقائهم قبل ذلك ووجود رؤى مشتركة مرتبطة خاصة بمكافحة الإرهاب ".
وأضاف العرابى: "طبيعى أن يكون الرئيس السيسي من أوائل الزعماء الذين تم الاتصال بهم سواء فى المنطقة أو حتى على مستوى العالم .. نستطيع القول إنها صفحة جديدة فى العلاقات المصرية الأمريكية،مؤكد أنها فترة جديدة، أمريكا نفسها تتغير ونحن مقبلين على حقبة جديدة فى العلاقات الدولية بشكل عام
وتابع الأمريكان ينظرون إلى مصر على أنها ركيزة قوية فى مكافحة الإرهاب وشريك استراتيجى يعتمد عليه".
وأوضح النائب مصطفى الجندى رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب أن اتصال" ترامب" بالسيسي ، يؤكد حرص واشنطن على طى ما وصفها بـ" الصفحة السيئة للرئيس السابق باراك أوباما" وسياساته الخاطئة فى علاقته بمصر، متوقعًا أن تشهد العلاقات المصرية الأمريكية مرحلة جديدة من التعاون الثنائى فى مختلف المجالات.
وأضاف الجندي ، في بيان له، أن تأكيد" ترامب" خلال الإتصال الهاتفي ، حرص الإدارة الأمريكية الجديدة على تقديم الدعم والمساندة اللازمة لمصر فى جميع المجالات فضلاً عن تطوير التعاون الثنائى على مختلف الأصعدة هو دليل قاطع على تنفيذ الرئيس الأمريكى ترامب لوعوده خلال حملته الانتخابية، وخلال لقائه كمرشح مع الرئيس السيسى على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.