قال "يوني بن مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية إن هناك حالة من الهلع في صفوف المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين مع عزم الرئيس الأمريكي الجديد سن قانون يدرج الجماعة في قائمة التنظيمات الإرهابية.
واعتبر في مقال نشره "مركز القدس للشئون العامة والسياسية" أن ترامب يسير على درب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي سبق وأعلن الجماعة تنظيما إرهابيا.
إلى مقتطفات من المقال..
يبدو أن الرئيس الأمريكي عاقد العزم على المضي قدما في تنفيذ وعده الانتخابي الخاص بالحرب على الإسلام المتشدد. لدى زيارته هذا الأسبوع لمقر وكالة الاستخبارات المركزية "CIA” في لانجلي بولاية فرجينيا، كرر وعده بالقضاء على تنظيم داعش.
وصل وفد من البرلمان المصري مطلع الأسبوع لواشنطن لإجراء لقاءات سياسية وجلب معه ملفا مفصلا عن العمليات الإرهابية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وعلاقاتها بتنظيم داعش بشمال سيناء.
في الأسبوع الماضي، قدم السيناتور الجمهوري تيد كروز مشروع قانون للكونجرس للتصديق عليه، والإعلان عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والحرس الثوري الإيراني كتنظيمات إرهابية.
يعاني التنظيم الدولي للإخوان في السنوات الماضية انقسامات وصراعات داخلية بعد الضربة القاسية التي تلقاها في مصر. زج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقادة الجماعة في السجن وعلى رأسهم الرئيس السابق محمد مرسي والمرشد العام محمد بديع وفر العشرات من زعمائها من مصر ووجدوا ملاذا سياسيا في تركيا وقطر.
الخطوات الأولية التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب ضد الإسلام المتشدد أدخلت قادة الجماعة في ضغط، وأبدت علامات على التراجع. أكبر هذه العلامات جاءت من الأردن، بإعلان جماعة الإخوان هذا الأسبوع عن إنهاء مقاطعة الولايات المتحدة. كانت الجماعة قاطعت الولايات المتحدة عام 2003 في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق.
أفادت وكالة أنباء "قدس برس" في 23 يناير أن إنهاء المقاطعة يتضمن إلغاء حظر لقاء مسئولي السفارة الأمريكية في عمان وأن سبب إنهاء المقاطعة هو تغير الظروف منذ 2003 وحتى اليوم. قال علي أبو السكر نائب الأمين العام لـ"جبهة الانقاذ الإسلامي" التابعة للجماعة، إن الحوار مع الولايات المتحدة يأتي في إطار استراتيجية الحوار مع الجميع باستثناء الكيان الصهيوني (إسرائيل). والتقى ممثلون للإخوان في الأردن مع مسئولين بالسفارة الأمريكية بعمان، وخلال الأسابيع الماضية مع عدد من سفراء الدول الأوروبية أيضا في العاصمة الأردنية.
يبدو أن الجماعة في الأردن تتخوف من تبعات القانون الجديد الذي تدفعه إدارة ترامب في الكونجرس ضد التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وتلمح للإدارة الجديدة أنها غير مرتبطة بالجماعة في مصر التي أعلنت كتنظيم إرهابي على يد الرئيس السيسي. في الماضي كان عدد من زعماء الجماعة بالأردن قد زعموا أن الجماعة هناك حركة إسلامية مستقلة لا ترتبط تنظيميا أو إداريا بالجماعة في مصر.
مخاوف بين "الإخوان المسلمين" في الولايات المتحدة
وفقا لمصادر مصرية، تسود مخاوف هائلة بين مؤيدي الإخوان بالولايات المتحدة من الخطوات التي تعتزم إدارة ترامب اتخاذها ضد الجماعة. شارك ناشطو الجماعة خلال الأيام الأخيرة في التظاهرات المختلفة بالولايات المتحدةو ضد الرئيس الجديد، حاملين صور الرئيس المعزول محمد مرسي ولافتات ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
في نيويورك نظموا وقفة احتجاجية في "تايمز سكوير" بمناسبة الذكرى السادسة لاندلاع الثورة ضد الرئيس مبارك في 25 يناير. لدى ناشطي الجماعة بالولايات المتحدة علاقة وطيدة بالحزب الديمقراطي وحظيوا بمعاملة دافئة من الرئيس السابق باراك أوباما، ووزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون، اللذان جمدا سن القانون في الكونجرس الذي يعلن الجماعة تنظيما إرهابيا.
يقيم في الولايات المتحدة عدد من زعماء الجماعة البارزين مثل محمد شبير، ومحمود الشرقاوي، وأبناء الرئيس المصري الراحل محمد مرسي. لدى بعض هؤلاء الزعماء وأبناء أسرهم جنسيات أمريكية، لكن ذلك لن يحول دون اتخاذ خطوات ضدهم، إذا ما جرى تمرير التشريع الجديد في الكونجرس.
تقول تقارير صحفية مصرية إن إدارة ترامب تنوي تجميد أموال جماعة الإخوان في البنوك الأمريكية وأن عددا من زعماء الجماعة ينوون الفرار من الولايات المتحدة لتركيا وقطر.
يبدو أن إدارة ترامب تتبنى خط الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، القاضي بأن جماعة الإخوان تنظيم إرهابي، ترتبط بعلاقات وتتعاون مع تنظيم داعش. لدى الجماعة في مصر جناح عسكري، وأيضا جناح سري باسم "حسم" مسئول عن اغتيال مسئولين كبار في المؤسسة المصرية واستهداف مواقع الجيش والشرطة.
الخبر من المصدر..