في كل ليلة تقريبا وبعد حلول الظلام يذهب مصابون سوريون إلى مواقع معروفة بين إسرائيل وسوريا عند مرتفعات الجولان بدافع اليأس طلبا للمساعدة من جيش العدو.
وقال مسؤولون بالجيش الإسرائيلي يعملون في المنطقة التي استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967 إن الجنود الإسرائيليين في نقاط الحراسة أو الدوريات يرصدون المصابين وهم ينتظرون بجوار السياج ويقومون بنقلهم إلى موقع خلفي يصل إليه مسعفون تابعون للجيش بسرعة.
وترفض إسرائيل قبول اللاجئين الفارين من الصراع المستمر منذ قرابة ست سنوات في سوريا التي لا تزال في حالة حرب معها من الناحية الفنية. لكن إسرائيل سمحت بدخول أكثر من 2600 سوري للحصول على الرعاية الطبية.
وفي ليلة شديدة البرودة من ليالي يناير سُمع صوت إطلاق نار ودوي انفجارات على مسافة قريبة فيما كان مسعفون إسرائيليون يضعون ضمادات على جروح رجلين سوريين أصيب أحدهما في الرأس.
وقال الكابتن أفياد كاميسا نائب رئيس المسؤول الطبي في لواء الجولان "نفعل كل ما بوسعنا لإنقاذ حياتهم واستقرار حالتهم ونقلهم إلى المستشفى".
ورفع المسعفون المصابين لنقلهما إلى سيارة إسعاف تابعة للجيش تحركت ببطء في طريق ترابي.
وكانت عائلة سورية- مكونة من جد وجدة وأب وأم وطفل- تمر بالمكان بينما كانا يستعدان لعبور الحدود مجددا إلى سوريا تحت جنح الظلام.
وقال كاميسا "بعض القصص تثير عواطفنا. عندما يأتي الأطفال أتأثر شخصيا بصفتي أبا".
وفر الملايين وقتل مئات الآلاف في الصراع السوري الذي ترد إشارات من حين لآخر على حله.
والذهاب على إسرائيل مليء بالمخاطر.
وتحدث الأشخاص الذين أجرت رويترز مقابلات معهم في (المركز الطبي زيف) في صفد بشمال إسرائيل بحرية كبيرة لكن طلبوا عدما ذكر أسمائهم ولا التقاط صور لوجوههم ولا تصويرها بالفيديو خوفا من العقاب في بلادهم.
وساعد الجيش الإسرائيلي في تسهيل دخول المستشفى ربما بدافع الحرص على تحسين الصورة السلبية عنه في العالم العربي.
ونجا رجل اخترقت الشظايا ساقيه من تفجير في قريته أسفر عن مقتل 23 شخصا.
وقال الرجل "اعتدنا في الماضي أن إسرائيل عدو لنا. هذا ما دأب النظام على قوله لنا. وعندما جئنا إلى إسرائيل غيرنا رأينا. لا عداوة بيننا".
وأضاف "وفي النهاية اكتشفنا أن نظامنا هو عدونا جميعا"، في إشارة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وفي غرفة قريبة تجلس طفلة سورية تبلغ من العمر سبع سنوات وأمها إلى جوارها. وأصيبت الطفلة بشظايا قذيفة مورتر قبل نحو شهرين وأصيبت بجروح تهدد حياتها كما أصيبت أعضاؤها الداخلية وثلاثة من أطرافها بجروح شديدة.
وقال عيسى فارس وهو مسيحي من عرب إسرائيل يعمل في المستشفى الذي يوجد فيه الكثير من العاملين من أصل عربي "نحاول في الأسابيع الأولى عدم طرح الكثير من الأسئلة عليهم لأننا نخاف أن يزيد هذا من التوتر."
ولا تؤيد إسرائيل أي طرف في الصراع السوري من الناحية الرسمية. وتعارض وجود قوى إيرانية وجماعة حزب الله اللبنانية للقتال دعما للأسد لكنها تشعر بالقلق أيضا لوجود جماعات إسلامية متشددة تحارب الرئيس السوري.