أكدت الدكتورة دعاء راجح الاستشارية الاجتماعية والأسرية أن "الحياة الزوجية القائمة على الاختلاف والخلاف في كل تفاصيل الحياة اليومية" لافتة إلى أن "إعلان الحرب المتواصل حياة بائسة بالفعل وغير مؤهلة للاستمرار أبدا".
وقالت راجح في تدوينة لها عبر صفحتها على فيسبوك: "الاختلاف بين الزوجين واقع لا يمكن تجاهله، ومش ممكن هنقدر أبدا نتفق في كل حاجة في حياتنا مهما كنا متقاربين من بعض وبنحب بعض".
وأضافت: "الفرق بين علاقة والتانية أن فيه اتنين بيعرفوا يديروا الخلاف دا، واتنين فاشلين في النقطة دي تماما"، مشيرة إلى أن "فيه طبيعة شخصية تثار بسرعة من مجرد الاختلاف ولايحتمله، وواخد الموضوع على أعصابه وكرامته، وحاسس دايما أنه كده بيدافع عن حقه، وداخلها معركة تكسير إرادات ولابد من الفوز وسحق الآخر لتنفيذ ما أريد".
وتابعت الاستشارية الاجتماعية: "وفيه شخصيات يهمها المحافظة على العلاقة أكتر من تحقيق أهدافه، وعندها استعداد للتفاوض للوصول إلى حلول وسط ولتقديم تنازلات، وهدفها الوصول إلى رأي مشترك وليس إلى إقناع أو تركيع الآخر".
وأوضحت راجح أن طبيعة الشخصية بتفرق كتير، وطبيعة العلاقة برده بتفرق كتير، مشيرة إلى أن هناك "علاقة كل طرف فيها بيحاول يسيطر على حياة التاني كليا ويغير ويتحكم فيها، وبينهما تداخل وعايزين يكونوا حاجة واحدة ولازم يتحشروا في حياة بعض ويفرضوا رأيهم على بعض".
وذكرت راجح مثالا على ذلك: "فتلاقيه هو يتحكم في لبسها وهي تتدخل في شغله، هو يتحكم في طريقة علاقتها بأهلها وهي تزعل من طريقة علاقته بأصحابه، هو مش عايزها تشتغل إلا بالطريقة الي هو عايزها، وهي عايزاه يدير فلوسه بالطريقة الي هي عايزاها".
وأشارت راجح إلى أن المرأة الآن لا تتحمل الوصاية "لأنها كاملة العقل والنضج والشخصية، والراجل ليس عيل صغير هتربيه وتوجهيه على مزاجك، وفيه مساحة كبيرة بتاعت كل واحد فيكم ليس من حق الآخر التدخل والتحكم فيها أبدا".
الحل
واستطردت الاستشارية الأسرية: "لو احنا احترمنا بعض، واحترمنا أننا أشخاص ناضجين مش محتاجين وصاية من حد، واحترمنا مساحة كل واحد فينا الخاصة بيه، واحترمنا أن فيه جانب كبير من حياتنا ممكن أوي لا نتفق فيها، ولا نقتنع برأي الآخر فيها، ومن حقي تماما أني أمشيها برأيي أنا فقط لأنها تخصني أنا فقط، طالما قراري لن يضر الطرف الآخر أو يضر مؤسسة الزواج".
ولفتت راجح إلى أن "أنا وشخصيتي، وشكلي، وأهلي، وفلوسي، وشغلي، وأصحابي، ودائرة حياتي كلها الي كانت قبل الزواج، ورأي الآخر فيها استشاري فقط لاغير، لكن من حق كل طرف أنه يعمل في الجزء الخاص بيه ما يراه الأصلح والأولى وله كامل الحرية في ذلك".
وأكدت راجح أنه "بالطريقة دي هنقلل نقاط الاختلاف جدا، وهتكون فقط على الجزء المشترك بيننا في إدارة البيت والعلاقة بيننا وتربية الأولاد، لكن يبقى عندي قناعة تامة أن طبيعة شخصيتك، ومظهرك، وفلوسك، وأهلك، وأصحابك، وشغلك، وهواياتك، واهتماماتك دي بتاعتك أنت، وأنا مليش أي دعوة بيها، ومش من حقي أتدخل فيها إلا بالقدر الذي يحدث لي ضرر مباشر منها، ولو لي رأي هقوله لكن القرار في النهاية هيكون ليك لأن دي حاجة تخصك أنت".
وأضافت الاستشارية الأسرية أن "سبب ثالث من اشتعال المعارك بين الزوجين هي الظنون السيئة، وقراءة التصرفات وتفسيرها تفسيرات سلبية.. دا بيعمل كده علشان يذلني ويكسرني، دا بيعمل كذا علشان عايزه تتحكم في، دا بيعمل كذا علشان يرضي أهله، دا بيعمل كذا علشان مظهرها قدام الناس".
وشددت راجح على أن "فكرة الظن السيء بيدمر الثقة والعلاقة بين الإتنين نهائي"، متسائلة "ليه أعيش مع واحد بيفسر كل تصرف حتى لو تصرف إيجابي بشكل سلبي، ليه أعيش مع واحد علطول شاكك في نوايا، ليه ما نحترمش رغبات بعض بغض النظر ع نواياه ومقاصده إيه؟".
واستطردت راجح: "دوام التفكير في النوايا والمقاصد يوغر الصدور ويشعل المواقف، يعني مثلا لما أشوف موقف جوزي بيرمي الورق على الأرض، فلما أقعد أقول لنفسي أيوه مش بيحترمني ولا بيحترم الشغالة الي هو متجوزها، وأنه بيتعمد يرميها علشان يحتقرني"، لافتة إلى أن "دا بيخلي ردود أفعالي للفعل البسيط دا في منتهى السوء طبعا".
وتابعت: "لما تشوف مراتك بتتكلم مع زميلها أو قريبها بشكل غير لائق، لو أنت أخدت الموضوع على أنها مش بتحترمني، ومش بتقدرني وبتتعمد تغيظني وبتتجاهل غيرتي، هيبقى رد فعلك مختلف تماما عن أنك لو قلت أنا اتضايقت من التصرف الفلاني وهلفت نظرها بالراحة".
وأوضحت: "من الحاجات الي بتشعل المواقف أيضا أننا بناقش الأمور واحنا في حالة غضب، الدنيا مش هتطير لما نأجل الكلام لما نهدأ، ولما نيجي نتكلم ما يبقاش كل تركيزنا على دحض ونقد رأي الآخر بقدر ماهو عرض رأينا وبس".
ووجهت راجح حديثها لشريك الحياة: "طول ما أنت عايز تفوز دايما، وطول ما أنت عايز تتحكم في حياة الآخر، وطول ما أنت ظنونك دايما سيئة تجاهه، وطول ما أنت بتناقش الموضوعات المهمة وأنت غاضب، هتتحول حياتكم إلى ساحة معركة مفيش فيها منتصر ومهزوم بل الكل خاسر وأولهم ولادك".