رصد مركز النديم، لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، في تقريره المعنون بـ "حصاد القهر" لعام 2016، بالتزامن مع الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، التي كانت بالأمس، العديد من رسائل المحبوسين، تتبلور حول وقائع و تفاصيل تعذيبهم.
الطابق الثالث بلاظوغلي
اختفى، إسلام خليل، في 17 يوليو 2015، وفي الطابق الثالث بمبنى الأمن الوطني بلاظوغلي، يقول "إسلام"، بعد خروجه، إن الرائحة المسيطرة على المكان كانت دم وتقرحات والأصوات تعذيب من غرف التحقيق وبكاء أطفال لا ينتهي وآهات في الطرقات والمكاتب.
داخل إحدى تلك المكاتب كان إسلام خليل يجلس بغمامة على عينيه وجروح وتقرحات في مناطق عدة بجسده نتيجة التعذيب بالكهرباء ممنوع من الكلام والحركة، وطعامه اليومي عبارة عن رغيف خبز فقط. حسب قوله.
ويؤكد "إسلام"، أن حساب الزمان كان عن طريق تغيير دوريات الحراسة اليومية، أو سؤال مسجون حضر حديثاً رغم خطورة ذلك والتي قد تؤدي إلى قضاء بقية اليوم معلقاً من يده مدة تزيد عن جلسته في التعذيب.
علم "إسلام" وباقي المتواجدين معه أنه يوم العيد، احتفالاً بذلك اصطحبه أحد الحراس قائلا :"تعالى هنقعدك في مكان أحسن النهاردة عيد"، هذا المكان كان عبارة عن نزع الكلابش من يده اليسرى والتعليق من اليمنى، وقضى يومه بهذا الوضع.
في 21 ديسمبر كان موعد خروجه للنور بعد 122 يوماً من الاختفاء القسري، بحسب روايته، وقف مع مجموعة كطابور أشبه بالأسرى كان من بينهم طفل لديه نزيف سيفضي إلى موته، لكنهم أخبروه أنه لن يخرج.
الأسد العجوز
ممدوح جمال، أحد متهمي قضية مجلس الشورى، يروي بعد خروجه ما أُطلق عليه أحد أدوات التعذيب في سجن طرة وهو مخبر المباحث بسجن القاهرة "الأسد العجوز" ذلك الذي يبلغ من العمر 50 عاماً والمسئول عن عنبر شديد الحراسة الذي يضم أصحاب المشاكل من السياسيين والجنائيين، كما يطلق عليهم بجانب غرفة التأديب.
يوضح محمود، أن يومه كان يبدأ بوصوله للسجن في الثامنة صباحاً للدخول لغرفة التأديب لإجبار المسجون على وضع وجهه في الحائط لضربه على "قفاه"، أو صدم رأسه بالحائط، أو ضربه بشومه، يبدأ بعدها العرض بخروجه من التأديب حالاً مقابل 500 جنيه.
يقول "ممدوح"، إنه خوفًا من تهريب المخدرات بالمعدة، يجعلون الجنائيين يتناولون تركيبة عبارة عن زيت وصابون وسجائر مطفأة لإخراج ما في معدتهم، ولقي بعضهم حتفه جراء تلك التركيبة كان من بينهم أحد المتهمين بالسرقة في زنزانة 2/أ خرج تقريره الطبي في النهاية هبوط حاد في الدورة الدموية.
في زنازين الجنائيين يدخل مخبر المباحث لإجبارهم على خلع ملابسهم وضربهم بـ"ماسورة" المياه أو خرطوم جلدي.
أزيكم يا إرهابيين
محمود محمد، المعروف بـ"قضية تيشرت وطن بلا تعذيب"، بعد خروجه هذا العام كتب في شهادته ما حدث معه أثناء التحقيق في النيابة، موضحاً أنه ظن في البداية أن وكيل النيابة سيرحمه من الانتهاكات التي تعرض لها لكنه واجه ذلك بالضرب.
الكلمة الأولى التي انطلقت من وكيل النيابة المعني بالتحقيق معه، "أهلا أزيكم يا إرهابيين"، رافضاً حضور المحامي، وسط وجود الضابط الذي ألقى القبض عليهم طالبا من وكيل النيابة "عايزك تخدمني في دول".