أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف أن حركة المقاومة الإسلامية حماس ليس لها أي تدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية على الإطلاق، وأن معركتها وسلاحها موجه صوب الاحتلال الصهيوني فقط.
وأشار إلى أن كل المحاولات للزج بحماس في الصراع الليبي هي محاولات فاشلة، كما أوضح الصواف أن كل لقاءات المصالحة لا تتعدى الكلام ولا جديد على أرض الواقع.
وعن العلاقة الفلسطينية المصرية قال المحلل السياسي الفلسطيني: إنها علاقة أزلية ولا يمكن للطرفين الاستغناء عن بعض.
" مصر العربية " حاورت الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف للإطلاع عن قرب على بعض الملفات الهامة في الساحة الفلسطينية .
إلى نص الحوار :-
كيف تري مستقبل المصالحة الفلسطينية في ظل اللقاءات الأخيرة؟
ما خرج عن هذه اللقاءات لا يختلف عن الحديث الذي كان يتبع كل لقاء يجري ما بين حماس وفتح وكل الفصائل الفلسطينية حول موضوع المصالحة أي أنه لا يتعدى الكلام لكن على أرض الواقع لا يوجد أي شيء يدلل على أن هناك نوايا حقيقية لإجراء مصالحة فلسطينية – فلسطينية.
نأمل أن تكون الأيام القادمة أيام مصالحة وتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني بدلاً من حالة الانقسام التي أضرت بالكل الفلسطيني.
إلى أين وصل ملف تشكيل حكومة الوحدة؟
حكومة الوحدة الوطنية حتى الآن حبر على ورق ولم يتم التحرك باتجاه تشكيل هذه الحكومة، ولم يتم الاتفاق بين كل الفصائل الفلسطينية على أسماء هؤلاء الوزراء، ولم يتشاور محمود عباس مع القوى والفصائل الفلسطينية حتى تشكل حكومة وحدة وطنية بمعنى أننا لازلنا في دائرة الحديث والكلام الإعلامي.
هل اللقاءات التحضيرية للمجلس الوطني فشلت؟ وما الحل؟
لم تفشل اللقاءات، وخرج عنها بيان فلسطيني هام، ولكن كما قلنا من البداية إن كل الذي يجري حتى هذه اللحظة هو مجموعة من العبارات والجمل تصاغ ولا تنفذ على أرض الواقع واللجنة التحضيرية للمجلس الوطني.
خرجت توصيات المفترض أن ينفذها محمود عباس لو بالفعل كان يريد منظمة تحرير قوية ومجلس وطني حي تَشارك فيه جميع القوى الفلسطينية فحتى اليوم أيضا لم يتم شيء من هذا القبيل.
كيف تقرأ مستقبل العلاقة بين القاهرة وغزة؟
المطلوب من مصر أن تعيد قراءتها للواقع وأن ترتب العلاقة مع قطاع غزة ،لأن مصر بحاجة لقطاع غزة وقطاع غزة بحاجة لمصر وأعتقد أنه لا يمكن في يوم من الأيام أن تنجح أي محاولة للتفرقة بين الطرفين.
العلاقة المصرية الفلسطينية أزلية وستبقى على مدى السنوات القادمة والمهم أن نعيد قراءة الواقع، وأن نعيد قراءة المصلحة المترتبة على هذه العلاقة بما يخدم مصلحة وصالح الشعبين.
هل تتوقعون مغامرة لنتنياهو ضد غزة؟
الاحتلال الصهيوني عادةً تفكيره دموي وموضوع العدوان على غزة متوقع في أي وقت، ولكن الإسرائيليين لديهم حسابات متعددة في موضوع الربح والخسارة الذي ممكن أن يتحقق من وراء أي عدوان على غزة.
إذا وجد الاحتلال أن من مصلحته هجوم على غزة سوف ينفذ ذلك العدوان وإذا كانت قراءته غير ذلك والنتيجة سلبية سوف يمهل ذلك إلى أن يأتي الزمن الذي يعتقد أنه سوف يكون مناسباً لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها.
كيف سيكون الواقع الفلسطيني إذا نقلت السفارة الأمريكية للقدس؟ وكيف ستكون طبيعة الرد الفلسطيني؟
الطرف الفلسطيني ضعيف ولكن الضعف ليس معناه الاستسلام لابد وأن يتحرك الكل ضد السياسة الأمريكية الجديدة ، وضد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأعتقد أن الفلسطينيين وحدهم سيتصدون لذلك ،ولكن مطلوب من كل الأطراف العربية والإسلامية أن تتحرك في هذا الاتجاه وإذا فعلها الترامب سوف يجني مصائب كثيرة.
كان هناك أنباء عن تورط حركة حماس فيما يجري في ليبيا ،ما تعقيبك على ذلك؟
حماس سياستها معروفة لدى الجميع هي لا تتدخل في الشأن الداخلي في أي دولة عربية، حتى أن مصر اتهمت حماس في ذلك أكثر من مرة ولكن لم يثبت ذلك، واليوم نفس الأسطوانة يمارسها خليفة حفتر ومجموعته باتهام حماس بالتدخل في الشأن الليبي.
وهذا ادعاء ولا أساس له من الصحة، حماس فقط معركتها مع الاحتلال الصهيوني وسلاحها لا يوجه إلا للاحتلال، وهي ترغب أن تكون كل الساحات العربية ساحات مساندة للمقاومة وليست معادية .