الإشباع العاطفي عند الأطفال صفر .. هذا سبب السلوك السيئ

السلوك السيء للأطفال

الإشباع العاطفي عند الأطفال أمر لا يجب تجاهله من قبل الآباء، فاستقامة أطفالك وتعديل سلوكهم أمر يتطلبه الاحتواء والحنان، والاستماع إليهم ومعرفة ما يدور في عالمهم. ويحتاج الأطفال إلى كل ذلك حتى لا يشعرون بالتوتر والقلق الذي ينعكس على سلوكهم بشكل سلبي.

 

وتعتمد تربية الأطفال بشكل أساسي على احترام حاجات الطفل النفسية قبل تلبية احتياجاته المادية، لذلك يجب تخصيص وقت للتواصل مع الطفل بشكل يتناسب مع عمره.

 

وقالت فاتن عمارة الاستشارية الأسرية: "أمهات كتير بتشتكي؛ كل ما ولادي يشوفوني بتكلم في الموبايل يبدأوا يتخانقوا، وصوتهم يعلى، وأقعد أشاور وأحذر وأهدد وأقفل علي باب غرفتي عشان يسكتوا على ما أخلص المكالمة يزيدوا فيها، وما يسكتوش إلا أما أنهي المكالمة".

 

وأضافت بمثال آخر: "ابني أول ما أمسك اللابتوب أو أبدأ أشتغل تبدأ الطلبات؛ ماما عاوز آكل، عاوز أشرب، احكي لي حكاية، عاوزة أروح عند جدو دلوقتي عشان واحشني قوي، عاوز يلبس لَبْس الصيف في الشتا أو العكس".

 

وتابعت عمارة في تدوينة لها عبر فيسبوك: "غالبا بيكون رد فعل الأم إما التجاهل أو العقاب والغصب، وبتكون النتيجة أنهم فعلا بيزيدوا في محاولاتهم جذب انتباهها بالسلوكيات اللي تضايقها، وتعطلها وتضغطها أكتر.. طب والحل؟!".

 

الحل

 

وعن الحل، أكدت عمارة: "الطفل بيبدأ يعمل تصرفات سيئة أو غريبة لما يشعر بالتوتر نتيجة إهمالنا ليه، أو أننا بنهتم بأي حاجة أكتر منه؛ شغل .. مكالمات .. فيسبوك.. بابا.. شغل البيت .. إلخ، أو لما بيبقى عاوزنا ننشغل بيه وبطلباته فيبدأ يلفت انتباهنا ليه، لأن من أهم احتياجاته النفسية الشعور بالأهمية والتأثير وخاصة من ماما وبابا".

 

وطالبت الاستشارية الأسرية الآباء: "لما يبدأ الطفل يتصرف كده في كل مرة بتنشغلي فيها عنه عليكِ بالآتي؛ وقفي كل حاجة بتعمليها لثواني، اعمل معاه تواصل بصري وبصي في عينيه، وقوليله أنا قدامي مثلا عشر دقايق أخلص اللي في إيدي وبعدين نتكلم".

 

وذكرت عمارة نصائح للآباء، منها: "أو اديله خيارات لحاجات ممكن يعملها ويستمتع بيها في خلال العشر دقايق، مثلا إيه رأيك تحب تلون ولا تلعب games على ما أخلص، وشجعيه وقوليله أنا متأكدة أنك هتقدر تستغل وقتك كويس، ومثلاً هتلون أحلى صورة".

 

واستطردت: "بعد ما تخلصي اشكريه واسأليه عمل إيه في الوقت ده، وعن التفاصيل إزاي لونت الصورة الحلوة دي، وصلت ل level كام في ال game ؟".

 

وشددت الاستشارية الأسرية على ضرورة إشباع حاجة الطفل النفسية، قائلة: "عشان تشبعي حاجته النفسية للأهمية والانتماء ولا يلجأ لتصرفات تضايقك، خصصي وقت للجلوس معاه (ال Quality time )، واتكلمي معاه في أي حاجة بيحبها احكي له حكاية، اتفرجوا على ألبوم الصور وهو صغير وكان بيتكلم إزاي وبيعمل إيه، والعبي معاه لعبة تستمتعوا بيها انتوا الاتنين".

 

واستطردت عمارة: "في أم هتقولي أنتِ بتحلمي، وأنا مشغولة ومضغوطة ومعنديش لا طولة بال، ولا وقت لكده كل يوم"، لافتة إلى أن الدراسات النفسية "بتقول علشان نشبع حاجة الطفل للشعور بالأهمية هيحتاج وقت نقضيه معاه على حسب سنه، من سن سنتين ل 7 سنوات 10 دقايق فقط يوميا، من سن 7 سنوات إلى 13 سنة نص ساعة أسبوعيا، من 13 سنة فما فوق ساعة واحدة شهريا".

 

واختتمت تدوينتها: "أعتقد أنه وقت قليل جدا علشان نقلل توترهم ومعاناتهم ونوصلهم رسالة طمأنينة؛ لأنهم بالفعل يستحقون اهتمامنا وحبنا غير المشروط مهما كانت أفعالهم وتصرفاتهم".

مقالات متعلقة