عبد الرحمن رياض يشير إلى ثلاثة أكوام من التراب في حديقة شرقي الموصل، قائلاً: "هذا والدي.. ووالدتي بجانبه، وأخي الصغير".
وأضاف الشاب البالغ 18 عامًا- خلال حديثه لوكالة اﻷنباء الفرنسية- :" لقد دفناهم تحت أشجار البرتقال".
القوات العراقية سيطرت في الأيام الأخيرة على شرقي الموصل، وهي خطوة رئيسية في معركة استعادة المدينة الثانية في البلاد، من الدولة الإسلامية المعروفة إعلاميًا "بداعش".
العديد من القتلى الذين سقطوا في القتال دفنوا بسرعة وفي أماكن مختلفة - مثل عائلة عبد الرحمن - الآن العديد من السكان يتطلعون إلى دفن ضحاياهم مرة أخرى ولكن بالشكل المناسب.
وكان عبد الرحمن وشقيقه عدنان، الناجيان الوحيدان من غارة جوية دمرت منزلهم.
وقال عبد الرحمن:" كل شيء انهار من حولي .. نهضت وسألت أخي إذا كان لا يزال على قيد الحياة.. إلا أنّه أصيب في ساقه .. ثم أخبرته أن يأتي إلى سريري وبدأت أبحث عن أخي الصغير، والدي ووالدتي .. وصرخت ولكن لا أحد أجاب".
وأضاف: استمرار القتال في المنطقة أجبرنا على دفن اﻷسرة في الحديقة.. هل يمكنك أن تتخيل هذا؟ وفي يوم واحد، نودع ثلاثة من أفراد عائلتي .. لقد دفنت جزءا من روحي في ذلك اليوم".
موقع دفن عائلة رياض، هو مكان مؤقت، لكنهم أصروا على أنهم سوف يعيدون دفن ذويهم عندما تتحرر الموصل.
العديد من ضحايا الهجوم تم دفنهم مرة الثانية، الآن الحياة الطبيعية بدأت تعود إلى طبيعتها بعد "تحرير" الضفة الشرقية.
وقال "فالح محمد" حفار القبور في مقبرة على الطرف الشرقي من الموصل :" عدد الضحايا يصل في اليوم الواحد لـ 10 ".
وأضاف: أثناء القتال، هناك أشخاص دفنوا في الحدائق، والمساجد، ثم بعد شهر أو شهرين عندما تم تحرير الأحياء من داعش، أقاربهم يسعون لإعادة دفنهم في المقبرة .. حتى هناك بعض الضحايا يدفنون ثلاث مرات".
وتابع:" عندما يتوفى شخص، المفروض أن يدفن مرة واحدة، والآن يتم دفن الناس مرتين، وأحيانا ثلاث!".
في أحد الأزقة الضيقة، استخرج الابن على، جثة والده ملفوفة بورقة ملطخة بالدماء، والرائحة الكريهة، وقال أحد اﻷقارب:" الرجل قتل منذ ثلاثة أسابيع جراء سقوط قذيفة هاون على الحي".
وأضاف رعد حسن صديق العائلة:" دفن الشخص مرة واحدة صعب بما فيه الكفاية، ولكن دفنه مرة ثانية أسوأ من ذلك بكثير".
الرابط الأصلي