"أغراض غير وطنية" المتهم الأول لدى الرئيس عبدالفتاح السيسي في انحراف ثورة 25 يناير عن مسارها، قبل أن تُنقذها 30 يونيو، التي وصفها الرئيس بالثورة التي استرد الشعب فيها حقه في الحفاظ على هويته وتقرير مصيره، فما مدى تطابق هذا الكلام مع الواقع.
أجمع سياسيون، اعتماداً على مُعايشتهم للوضع وقُربهم من الأحداث منذ 25 يناير 2011 حتى الآن، أن 30 يونيو تبعها عودة لما قبل 25 يناير التي لم تكتمل حتى الآن بحسب قولهم، مؤكدين أن الدولة الحالية تهوى 30 يونيو وليس ثورة يناير.
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي ، في خطابه المُسجل، أمس الأربعاء بمناسبة الذكرى الـ6 لثورة 25 يناير،" إن بدايتها كانت نقطة تحول في تاريخ مصر، ولكنها انحرفت عن مسارها؛ لاستيلاء الأغراض غير الوطنية عليها ما تسبب في إحباط غير مسبوق وجاءت ثورة الشعب من جديد في يونيو 2013 لتصحح المسار ويسترد الشعب حقه في الحفاظ على هويته وتقرير مصيره وكفاحه".
بحس القاضي السابق حكم المستشار أحمد مكي، وزير العدل الأسبق، في حديث لـ" مصر العربية"، على 25 يناير بأنها لم تكن ثورة مكتملة؛ لأن الثوار لم يحكموا، بل نحت الرئيس الأسبق مبارك عن الحكم وأتت بظهيره بدلاً منه وهو المجلس العسكري. واختلف مكي، مع حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن 30 يونيو كانت تصحيح لمسار 25 يناير، حيث قال، إنها كانت ردة على الثورة؛ لأنها أوصلت مصر إلى ما هو أسوأ من عهد مبارك – بحسب كلامه-، مُشيراً إلى أن حديث السيسي اليوم يعكس نظرة الدولة حالياً تجاه 25 يناير و30 يونيو.
وأشار وزير العدل الأسبق، إلى أن النظام الحالي يُقدر 30 يونيو؛ لأنها أتت به للحكم، وطمست معالم 25 يناير، موضحاً أن الدولة العميقة ونظام مبارك عاد بـها مرة أخرى للمشهد السياسي، على عكس 25 يناير التي أتت في الأساس ضدهم.
أما السفير معصوم مرزوق، القيادي بالتيار الشعبي، فنعت 25 يناير بأنها أعظم ثورات الشعب المصري على مر التاريخ، مُدللاً عل حديثه بالحديث عنها في كل الأوساط العالمية بنوع من التقدير والفخر.
وأوضح مرزوق، لـ" مصر العربية"، أن 25 يناير تم التآمر عليها لإجهاضها وإفراغها من محتواها بالصفقات التي عقدها بقايا رموز مبارك والدولة العميقة مع الإخوان ، ولكن تصدى المصريون لهذه المؤامرة في 30 يونيو، إلا أن الدولة العميقة انتزعت ثمارها وأجهضت الثورة.
وأشار ، إلى أن 30 يونيو كانت إحدى توابع ما وصفه بالزلزال الكبير الذي ضرب مصر في 25 يناير، ولكنه فشل أيضاً، لكنه يرى أن هناك توابع مستقبلية قد تُحقق أهداف ثورة 25 يناير، مؤكداً أن ثورة يناير لم تكتمل وعادت دولة المحاسيب وما قبلها. وتابع،" عُدنا بعد 30 يونيو لما كان قبل 25 يناير، فرغم مرور 6 سنوات على الثورة لم تتحق أي من أهدافها "، لافتاً إلى أن الأوضاع الاقتصادية سيئة والشباب بالسجون والفساد استشرى بشكل كبير وأخيراً لاكرامة لأحد.
أما الدكتور حسام عيسى، نائب رئيس الوزراء الأسبق، يرى، أن السلطة الحالية لا تؤمن بالأساس بثورة 25 يناير، وهي تنظر لها بعين المؤامرة، فهم بالنسبة لهم 30 يونيو هي الثورة.
قال عيسى، لـ" مصر العربية"، إن ثورة 30 يونيو، لم تُصحح مسار 25 يناير؛ لأن ما جاء بعدها كله مُغاير لأهداف الثورة، التي يؤكد أنها لم تفشل ، ولكنها تحتاج لاكتمال ، مُشيراً إلى أن هناك محاولات مستميتة ظهرت بوادرها بعد 30 يونيو لتشويه يناير، وإلباسها ثوب المؤامرة التي دُبرت لمصر.
وأشار نائب رئيس الوزراء الأسبق، إلى أن محاولات تشويه ثورة يناير بشكل عام شيء غير كريم وخطر على مصر؛ لأنها إنجاز تاريخي، عندما تتحقق أهدافها كاملة سيكون نقلة كبيرة في حياة الشعب المصري ، أما 30 يونيو فُسرقت من الشعب وأعادتنا لما قبل 25 يناير.