تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته بمناسبة الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، للحديث عن 3 قضايا، اعتاد تناولها في مجمل خطاباته، مؤكدًا اهتمام الدولة بهم.
وتحدث الرئيس، في خطابه، عن 3 ملفات وهم «محاربة الإرهاب – مكافحة الفساد – الإصلاح الاقتصادي»، ما يفتح تساؤلاً حول مدى الإنجاز الذي تحقق خلال العامين الماضيين في هذه الملفات - بحسب خبراء.
سياسيون، أكدوا، أن محاربة الإرهاب كانت من أبرز الوعود، التي نجحت الدولة في التصدي لها، إلا أن تقييمهم للوضع الاقتصادي والفساد اختلفوا عليه، فمنهم من يرى نجاحاً، وآخر يرى أن هناك بعض القصور لأسباب عديدة.
ألقى الرئيس السيسي، على الشعب المصري، اليوم الأربعاء، كلمة مسجلة احتفالاً بذكرى ثورة 25 من يناير، وقال فيها:"إن ثورة يناير ستظل نقطة تحول في تاريخ مصر، وإن البلاد تسير على الطريق الصحيح، كما أكد أن الدولة مستمرة في محاربة الإرهاب والفساد حتى تقضي عليهما، إضافة للإصلاح الاقتصادي وتحسين بيئة الاستثمار".
يرى الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الدولة أقدمت على الإصلاح الاقتصادي بالفعل بالإجراءات التي اتخذتها مؤخراً، مُشيراً إلى أنها تأخرت كثيراً، وينقصها بعد الأمور حتى يكون هناك إصلاحاً اقتصادياً حقيقياً. وأضاف سعيد، لـ" مصر العربية"، أن الدولة نجحت بشكل كبير في ملف مكافحة الإرهاب، الذي يُعد أبرز النجاحات، إلا أنه متبقي بعض الأمور الواجب إصلاحها حتى يكون هناك بيئة مُشجعة للاستثمار،وكذلك تعديل بعض القوانين التي تقف عائقاً أمامه، إضافة للبيروقراطية المنتشرة بغالبية مؤسسات الدولة.
وأشار ، إلى أن الحرب على الفساد بدأت، فمؤخراً سمعنا عن موظفين بمناصب كبرى بالدولة يُقبض عليهم بتهم الرشوة، لافتاً إلى أن الدولة متبقى لها الاهتمام بالمشروعات الصغيرة وتشجيع الشباب.
وقال اللواء محمد الغباشي، نائب رئيس حزب حماة وطن، إن أبرز خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم في ذكرى 25 يناير تضمن المحاور التي تعمل عليها الدولة وتوليها اهتماماً، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب الذي يرى أنها حققت فيه طفرة ملموسة.
وأشار الغباشي، في تصريح لـ"مصر العربية"، إلى أنه لأول مرة تواجه دولة إرهابًا من جميع حدودها الخارجية في الوقت الذي لديها جماعات متطرفة داخلياً، لكن هذا الملف هو الأكثر نجاحا للدولة حتى الآن بجانب المشروعات القومية والبنية التحتية التي ستساهم في جذب الاستثمارات.
أما ما يخص الملف الاقتصادي فيرى، أن الدولة تركت طريق إعطاء المسكنات واتخذت إجراءات صعبة حتى تنقذ الاقتصاد من الانهيار، كما أن مكافحة الفساد بدأت فيها إجراءات كبيرة فنسمع حالياً عن موظفين بمناصب عليا يُقبض عليهم بتهم الرشوة والفساد. وشدد نائب رئيس حزب حماة وطن، بضرورة أن تحديد الرئيس بعض الوعود في خطابه بمناسبة ذكرى 25 يناير، دليل على أنه سُيوليها اهتماماً شديداً، ورسالة للجميع أنه لا ينسى هذه الوعود ولكنه يسير في الأهم، ومكافحة الإرهاب هي أكثر الملفات أولوية.
ومن جانبه أوضح أحمد حسن، المتحدث باسم حزب مستقبل وطن، أن الوعود التي أطلقها الرئيس السيسي في خطاب ذكرى ثورة يناير، تُمثل المحاور التي تعمل عليها الدولة منذ توليه الحكم قبل عامين، مُشيراً إلى أن هناك نجاحات في بعضها. وأضاف حسن، لـ" مصر العربية"، أن هناك نجاحات كبيرة في ملف مكافحة الفساد، لكن هناك بعض القصور في الإصلاح الاقتصادي ، مُشيراً إلى أننا مازلنا نحتاج لقوانين مُشجعة للاستثمار، وتغيير في بعض الأمور التي تحكمها البيروقراطية، ويرى أن التعديل الوزاري المنتظر الأسبوع المقبل هدفه تصحيح المسار في هذا الملف. وتابع،"ملف مكافحة الإرهاب يشهد نجاحات كبيرة، والدولة تُديره بشكل جيد"، مُدللاً على ذلك أن بعض الدول مثل ألمانيا رفعت حظر السفر عن مصر مؤخراً.
وتحل اليوم الأربعاء، الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، من خلال تظاهرات ومليونيات في شتى ميادين وشوارع مصر تطالب بـ"إسقاط النظام".
شاهد الفيديو..