قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الأربعاء، إن "روسيا وقوات النظام والمعارضة السورية مستعدون من حيث المبدأً لشن عملية (عسكرية) مشتركة ضد تنظيم داعش"، الذي يسيطر على العديد من المناطق في سوريا.
وهذه أول مرة تعلن فيها موسكو، الداعمة للنظام السوري عسكريا وسياسيا، عن مثل هذا التوافق، وهو ما لم تؤكده أو تنفيه حتى الآن المعارضة ولا النظام السوري.
وجاء تصريح لافروف ضمن إشادته بنتائج مباحثات سوريا غير المباشرة، التي اختتمت أمس في العاصمة الكازخية أستانة، بالإعلان عن إقرار آلية مشتركة تركية روسية إيرانية، لمراقبة وقف إطلاق النار الجزئي الساري في سوريا منذ 30 ديسمبر الماضي.
وخلال رده على أسئلة أعضاء مجلس الدوما (البرلمان) الروسي، قال إن "الوفد الروسي بحث مع المعارضة السورية (في أستانة) التعاون في مكافحة الإرهاب".
وأضاف أن روسيا وسعت التعاون مع تركيا وإيران وبقية دول المنطقة بشأن المسألة السورية، و"نتيجة لتلك الجهود" تم الاتفاق على عمليات الإجلاء من مدينة حلب السورية (شمال)، ووقف إطلاق النار.
ولفت إلى أن موسكو قدمت مشروع الدستور السوري، الذي أعدته، إلى أطراف مباحثات أستانة (تركيا، روسيا، إيران، والنظام والمعارضة السورية، الأمم المتحدة)، وراعت في هذا المشروع موقف النظام والمعارضة ودول المنطقة.
واعتبر لافروف أن محادثات أستانة "أوصلت الجهود الرامية إلى حل الأزمة السورية (القائمة منذ مارس 2011) إلى مستوى جديد".
وبخصوص تأزم العلاقات الروسية الأمريكية، قال وزير الخارجية الروسي إن تجاوز الأزمة الراهنة في العلاقات بين البلدين "يحتاج إلى بذل مزيدا من الجهود، وإلى وقت".
وأعرب عن استعداد موسكو لعمل كل ما يقع على عاتقها لتحسين العلاقات مع واشنطن، التي تضررت إبان إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما.
وأضاف أن روسيا تدعم تأسيس تعاون عادل بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في المجالين الاقتصادي والأمني، مشددا على أن "العلاقات الروسية الصينية تشهد تطورا".
وردا على سؤال بشأن الاتحاد الأوروبي، أجاب لافروف بأن موسكو لم ترغب في أي وقت من الأوقات أن يتجزأ الاتحاد الأوروبي، وأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يكرر دوما رغبته في رؤية الاتحاد الأوروبي قويا وموحدا وقراراته مستقلة.