تحالف مع الكثيرين وحارب أكثر منهم .. هكذا سار تنظيم فتح الشام في سوريا منذ أن كان يسمى جبهة النصرة قبل خلع بيعة أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، الذي يبدو أنه بات يسر نحو نحبه في الفترة المقبلة.
وفي الوقت الذي اتفق فيه الراعون لمؤتمر الأستانة "تركيا – روسيا – إيران" على محاربة تنظيم فتح الشام مع داعش في أول اتفاق رسمي، خاض التنظيم معركة تصفية لأحد الفصائل المعارضة يدعى "جيش المجاهدين" أحد فصائل الجيش السوري الحر وسيطر على أسلحته بجانب الهجوم على الجبهة الشامية، ما جعل باقي الفصائل تنتفض ضده.
كان فتح الشام دوما عقبة في طريق الحل منذ أن كان يسمى جبهة النصرة حيث كان عضوا في جيش الفتح الذي يجمع تحت رايته العديد من الفصائل المعارضة ذات الثقل العسكري الكبير وتشكل في مارس 2015 واستطاع السيطرة على محافظة إدلب التي ما زالت معقلا للمعارضة، وكانت الهدن التي توقع في سوريا تستثني داعش وفتح الشام منها وهو ما كانت تعترض عليه فصائل المعارضة لتداخل فتح الشام معها.
الفصل
وطالبت روسيا أكثر من مرة بالفصل بين المعارضة المتشددة في إشارة لداعش وفتح الشام وغير المتشددة وهو ما كانت واشنطن ترفضه ولكن تركيا قبلت به أخيرا وضغطت على فصائل المعارضة الأخرى لقبوله قبيل مباحثات الأستانة التي جرت الاثنين والثلاثاء الماضيين.
وكما تحالفت جبهة النصرة في 2014 مع تنظيم داعش وتقاتلا فيما بعد، سحق تنظيم النصرة 14 فصيلا صغيرا قبل أن يغير اسمه لفتح الشام وبالاسم الجديد يعتبر جيش المجاهدين أو ضحاياه ولكن باقي الفصائل هبت ضد تغول جيش الفتح.
الفصائل تنتفض ضده
وأعلنت 7 فصائل التحرك لصد هجمات فتح الشام وهي أحرار الشام وجيش الإسلام (قطاع إدلب)، وألوية صقور الشام، وكتائب ثوار الشام، والجبهة الشامية (قطاع حلب الغربي)، وجيش المجاهدين، وتجمع فاستقم كما أمرت.
وأشعل فتح الشام غضب المعارضة السورية منذ ثلاثة أيام عندما بدأ الهجوم على جيش المجاهدين والجبهة الشامية وسيطر على بلدة الحلزون شمال إدلب، وأفتى "المجلس الإسلامي السوري" أفتى بوجوب قتال فتح الشام.
وأصدر جيش المجاهدين التابع للمعارضة المسلحة بيانا بصفحته الرسمية على تويتر يستنكر فيه الهجوم على مقاره ويعتبره خدمة للنظام السوري وتأجيجا للاقتتال الداخلي.
يفتقد الحاضنة الاجتماعية
تيسير النجار رئيس الهيئة العامة السورية للاجئين، قال إن تنظيم فتح الشام ليس له حاضنة اجتماعية في سوريا ودخل البلد برعاية إقليمية مؤكدا أنه يعمل وفق أجندة إيران والنظام السوري ويحقق أهدافهم.
وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن ميليشيا فتح الشام تتظاهر أنها مع الثورة ولكنها خنجر في ظهرها، والكثيرون خدع بها، رغم أن بعض المقاتلين بها صادقو النية وجاء من الخارج ليفتدوا بأنفسهم آخرين ولكن التوجه العام للميليشيا هي إحداث الفوضى وتحويل الدول إلى دول فاشلة.
وذكر أن تنظيم القاعدة لم يكن له وجود في سوريا ولكن النظام السوري الذي رعاه ليزج به في العراق بعد استقدامه من الخارج.
التمويل
وأكد أن الفصائل المعارضة بصدد إنهاء وجود فتح الشام ما داموا لا يخدمون الثورة، مبينا أن انجذاب بعض الشباب للتنظيم نظرا للتمويل الكبير الذي يحصلون عليه من دول إقليمية.
وذكر النجار أن مقاومة الفصائل المعارضة لفتح الشام ستكون بعيدة تماما عن أي مشاركة من قبل النظام، مشددا على أن التنظيم ليس له مستقبل في سوريا، ولكن الخوف أن يرسخوا أفكارهم في الأطفال ليخرج جيل يحمل فكرهم.
ليس له مستقبل
واتفق معه فراس الحاج المعارض السوري بأن فتح الشام ليس له أي مستقبل في سوريا سوى على المستوى القريب أو البعيد.
وأكمل في حديثه لـ"مصر العربية" أن سوريا بوجه عام ضد التشدد سواء كان تشدد إسلامي أو علماني أو لأي طائفة أخرى.
ولكن في الوقت نفسه استنكر المعارض السوري اهتمام المشاركون في مؤتمر الأستانة بالحرب على فتح الشام وتجاهل الميليشيات الشيعية المتطرفة التي استقدمتها إيران من دول لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان ومناطق كثيرة أخرى.