تعيش الأوساط الرسمية والشعبية الفلسطينية حالة من التفاؤل بتحسن العلاقات مع القاهرة لما لها من دور تاريخي وقومي تجاه القضية الفلسطينية، فقد أجمع نشطاء فلسطينيون على أن العلاقة الفلسطينية المصرية علاقة أزلية خاصة وأن مصر حاضنة للعروبة والقومية العربية.
الغزيون تحديدا يحذوهم الأمل بأن يشهد هذا العام بداية صفحة جديدة وأن تطوى السنوات العجاف الأخيرة من خلال فتح معبر رفح البري وإقامة منطقة تجارة حرة وتفعيل التبادل الثقافي.
"مصر العربية " ترصد في هذا التقرير كيف يرى الفلسطينيون مستقبل العلاقة الفلسطينية المصرية، بعد أن شهد الجميع تقارباً ملحوظاً بين الطرفين في الآونة الأخيرة.
وقال محمد مقداد الأمين العام لحركة الائتلاف الوطني الفلسطيني:" سوف نشهد تحسنا كبيرا في الأيام القادمة في العلاقة الفلسطينية المصرية، كل المؤشرات تؤكد على ذلك، غزة جزء من مصر وهي البوابة الوحيدة للقطاع، حيث تقف مع غزة في السلم والحرب، ومصر في كل الأوقات داعمة للشعب الفلسطيني، كل ما نتمناه أن تقوى علاقتنا مع الإخوة المصرين".
أما خنساء فلسطين رحاب كنعان فأكدت أن جمهورية مصر العربية الشقيقة عودت الشعب الفلسطيني والعالم أجمع أنها بجانب الفلسطينيين ومازالت داعمة لقضيتهم العادلة.
وأضافت:" نحن نطالب الحكومة المصرية والشعب المصري إذا كان هناك تجاوزات من بعض الأشخاص ألا ينعكس هذا على الشعب الفلسطيني بكامله، وعلى العلاقة الأزلية الجميلة بين الشعبين الشقيقين، نحن لا نستطيع العيش بدون مصر، ونحن لن ننسى مواقفها معنا منذ أن انطلقت الثورة الفلسطينية حيث ساندنا كل رؤساء مصر ودعموا قضيتنا، فنقول شكراً مصر".
وتابعت المناضلة الفلسطينية:" نحن في قطاع غزة نعيش ونعاني من أزمات كثيرة جراء الحصار الإسرائيلي الخانق والمتواصل منذ عشر سنوات، فنتمنى أن تكون هناك بوادر خير في اللقاءات الأخيرة التي جمعت بين وفود فلسطينية والأشقاء المصريين على الأراضي المصرية وأن تترجم تلك اللقاءات على الأرض، وأن يكون هناك عودة إلى ما كنا عليه سابقا، للتخفيف من معاناة الغزيين المحاصرين".
أما المواطن علي خليل فقال:" نبرق بتحياتنا إلي الشعب المصري والقيادة المصرية، ونؤكد أن الشعب الفلسطيني والشعب المصري شعب واحد والمصير واحد، الشقيقة مصر مازالت الداعمة للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية".
وأكمل:" نحن نؤكد على عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين، ونتمنى أن تكون العلاقة دائماً في تقدم، مصر دائماً في قلب الأحداث ومطلعة على كل مايجري من انتهاكات إسرائيلية على الأرض الفلسطينية، وداعمة لنا نتمنى في الأيام القادمة انفراجة واضحة في العلاقة الفلسطينية المصرية يلمسها الجميع"ـ
فيما قال محمد جابر:" نتمنى أن تكون العلاقات مع مصر أقوى وأفضل مما كانت عليه خلال الفترة السابقة، مصر على امتداد العصور موصولة مع غزة من خلال العادات والتقاليد والاقتصاد وغيره، مصر مرتبطة بغزة وكل أطياف الشعب الفلسطيني يتمنى أن تتحسن العلاقة الفلسطينية المصرية ".
يذكر أن العلاقة بين القاهرة وغزة شهدت توترا بعد اتهام القاهرة لحركة حماس بعلاقتها وارتباطها بالعديد من الأحداث، الأمر الذي نفته الحركة بشكل قاطع وقد تزامن ذلك مع إغلاق معبر رفح ووضع حماس على قائمة التنظيمات الإرهابية، لكن سرعان ما تحسنت العلاقات بعد أن ثبت انتفاء علاقة لحماس بأي أحداث تمس أمن مصر، وترجم هذا التحسن بزيارة وفود من غزة للقاهرة ولقاء نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بقيادات أمنية مصرية مؤخراً.