حازم حسني لـ السيسي: أين حرب الاستنزاف مما نعيشه في عهدك؟

حازم حسنيحرب الاستنزاف

استنكر الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية، وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي ما تعيشه مصر حاليًا بحرب الاستنزاف.

 

وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "تعالَم فظهر الخلط في خطابه، لا أعرف كيف يلجأ رأس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، وقائدها العام ومدير مخابراتها الحربية سابقاً، إلى أسلوب الخلط بهدف خداع المصريين، وتشويش آلة التفكير عندهم، باستدعائه حرب الاستنزاف التي عشناها بعد حرب 67 كى يبرر ما نحن فيه من عجز عن مواجهة جماعات العنف المسلح في سيناء، وكأن استنزاف هذه الجماعات لقدرات الدولة المصرية يشابه ما أراد السيسى الإيحاء بأنه كان حرباً لاستنزاف الدولة في هذه الأيام الصعبة منذ نحو نصف قرن".

 

وتابع: "كل من عاش هذه الفترة من جيلي، أو حتى قرأ عنها من الأجيال اللاحقة، يعلم أن حرب الاستنزاف لم تكن تستهدف استنزاف مصر، وإنما هي حرب بدأت بقرار من الرئيس جمال عبد الناصر - وهو الذي أطلق عليها اسم "حرب الاستنزاف" - لكى يجبر إسرائيل على أن تبقى فى حالة استدعاء دائم لقوات الاحتياط مما لا تتحمله التركيبة السكانية الإسرائيلية".

 

وواصل: "صحيح أن مصر تكبدت خسائر بشرية ومادية خلال هذه الحرب التي امتدت إلى ما قبل وفاة عبد الناصر بقليل، لكنها وفرت للقوات المسلحة المصرية ميدان تدريب حقيقى على المهارات القتالية، وعلى تطوير قدرات الجيش العسكرية، وهيأته للحظة العبور بعد ذلك فى حرب 73".

 

وذكر: "جدير بالذكر أنه رغم توجيه جُل موارد الدولة في ذلك الوقت لدعم المجهود الحربي، ورغم الغارات التي كانت تشنها الطائرات الإسرائيلية على العمق المدني المصري، واستهدافها منشآت صناعية وتعليمية مدنية، فإن الاقتصاد المصري ظل قوياً ومتماسكاً، كما ظل المجتمع المصرى قوياً ومتماسكاً، ولم يشعر أي مصرى وقتها بوطأة هذه الحرب على قدرته على تلبية احتياجاته واحتياجات أسرته الأساسية، ولا نحن عانينا وقتها من ارتفاعات في مستويات الأسعار، ولا من ارتفاع حجم الدين العام، ولم يخرج عبد الناصر وقتها ليطالب المصريين بالفكة ولا بأن يصبحوا على مصر بجنيه".

 

وتساءل: "أين حرب الاستنزاف هذه مما نعيشه في عهد السيسى من ارتباكات اقتصادية وعسكرية ونحن نواجه عصابات مسلحة استعصت على قدرات آلة الحكم محدودة الكفاءة ومحدودة القدرات؟، هي في كل الأحوال آلة حكم بلا أي أفق سياسي أو استراتيجي يمَكّنها ويمَكّننا من الخروج من عنق الأزمة التي انتهى السيسي في خطابه بأكاديمية الشرطة إلى أنها أزمة ممتدة بلا أى أفق زمنى، والأدهى من ذلك أنه أراد إقناع المصريين بأنهم كانوا يعرفون ذلك وهم يفوضونه فى يوليو 2013 وأنهم وافقوا على أن تكون المواجهة إلى ما شاء لا ما شاء الله".

 

واختتم: "هكذا يتم التدليس على المصريين بتحريف تاريخهم العسكري، وبتحريف حتى إرادتهم وتوقعاتهم، لا لشئ إلا ليحجب عن الجميع حجمه الحقيقى وعدم استحقاقه لموقعه كرأس لدولة بحجم مصر، دولة لها تاريخ، ولها مستقبل، وليس من حق أحد أن يعبث بأيهما لخدمة مصالحه ومصالح رهطه المقربين".

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن رجال الشرطة والجيش يتلقون رصاص الإرهابيين بدلا من المواطنين في كل مكان.

 

وأضاف "السيسي" خلال كلمته باحتفالات عيد الشرطة الـ65، بمقر أكاديمية الشرطة، أن مصر تعيش الآن حالة حرب تشبه حرب الاستنزاف التي شهدتها مصر قبل انتصارات أكتوبر المجيدة.

مقالات متعلقة