مباحثات جنيف .. تأجيل ونفي وتشاؤم من النتائج

روسيا تعلن تأجيل مباحثات جنيف حول سوريا ومتحدثة مبعوث الأمم المتحدة لسوريا تنفي

لم يعد هناك متفائل بالمباحثات السياسية في الفترة الراهنة إلا روسيا تقريبا التي تؤمن أن مباحثات الأستانة نجحت نجاحا كبيرا وحركت المياه الراكدة في مسار جنيف رغم انتقادات المعارضة الواسعة، فإيران والنظام السوري لا يريدان حلا سياسيا ويفضلون الحسم العسكري والإجهاز على القوى الثورية المسلحة لذلك لم يلتزوا بوقف إطلاق النار، بينما ترى المعارضة إن المباحثات مجرد كسب للوقت واستنزاف لها.

 

وأعلنت قوى المعارضة استيائها من نتائج مؤتمر الأستانة خاصة لإغفال دور إيران العسكري في سوريا والميليشيات الشيعية التي استدعتها من دول الجوار، واكتفى البيان الختامي لحوار الأستانة بتأكيد ضرورة الحل السياسي ووقف إطلاق النار والتوجه لجينيف.

 

تأجيل  

وفي اللقاء الذي جمع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية اليوم  ببعض الفصائل المعارضة السورية في موسكو بناء على دعوة لمحاولة تشكيل وفد موحد للمعارضة إلى مفاوضات جنيف أعلن لافروف تأجيلها من الثامن من فبراير إلى نهاية الشهر.

 

"من الجيد ملاحظة أن مجرد الإعلان عن اللقاء في آستانة والتحضير له حضّ زملاءنا في الأمم المتحدة على التحرك وإعلان محادثات سورية في جنيف ولو أن موعد الثامن من فبراير أُرجئ مجدداً إلى نهاية الشهر المقبل"، هكذا أكمل لافروف حديثه.  

نفي

 

ولكن اللافت هو نفي يارا الشريف المتحدثة باسم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا بعدها  تأجيل موعد محادثات جنيف حول سوريا.

 

وفي تصريحات صحفية حول تصريحات سيرجي لافروف بتأجيل المحادثات أكدت الشريف أّن دي ميستورا هو الوحيد الذي يقرر تأجيل المحادثات.

 

وذكرت أن المبعوث الأممي سيحسم موعد مؤتمر جنيف بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأسبوع المقبل إلى جانب ممثلي الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي.

 

 

أول محادثة  

من جهة أخرى أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يتحدث هاتفيا للمرة الأولى مع نظيره الأميركي دونالد ترامب غداً.

 

وأشاد بوتين أول من أمس أثناء لقائه ملك الأردن عبد الله الثاني في موسكو بالجهود المشتركة التي أفضت إلى مفاوضات أستانا، مشيرا إلى أن السوريين باتوا على يقين باستحالة التوصل إلى حل للأزمة السورية بالطرق العسكرية.

 

وبينما قال دي مستورا عن مباحثات الأستانة "علينا الانتظار، ليس المهم هو التوقيع على ورقة بل الأهم هو وقف الأعمال العدائية والحفاظ على أرواح الناس"، ومع ذلك أثنى على حوار الأستانة معلنا أنه بصدد تقديم تقرير إلى الأمين العام للأمم المتحدة عن نتائج اللقاء.

 

ودعا المبعوث الأممي لإشراك الدول العربية في العملية التفاوضية بجنيف حول سوريا.

 

 

خلاف أمريكي روسي  

فراس الحاج الناشط الحقوقي السوري اعتبر إعلان موسكو تأجيل المباحثات ونفي الأمم المتحدة هو خلاف في وجهات النظر بين أمريكا وروسيا.

 

ورأى في حديثه لـ"مصر العربية" أن محادثات جنيف لن تفضي لانتقال للسلطة أو حل سياسي وسيكون مجرد اجتماع روتيني تحضيري قد ينتج عنه جولة جديدة لمفاوضات أكثر جدوى، مؤكدا أن الآمال المعلقة عليها محدودة.

 

لا تبشر بخير  

ودلل على كلامه بأن المعطيات لا تبشر بنتائج إيجابية تنبثق عن مفاوضات جنيف فحتى الآن لم يحدث وقف إطلاق النار في سوريا، وإيران والنظام والميليشيات الشيعية الأجنبية يصعدون عسكريا في ريف حمص وحماة وريف دمشق والغوطة والخروقات تجري على مرأى ومسمع من الجميع.

 

وأكد الحاج أن أقصى هدف يأملون تحقيقه من خلال  مفاوضات جينيف المقبلة هو تثبيت وقف إطلاق النار الذي ما زالت تلتزم به المعارضة وترى فيه إيران خطرا على مساعيها وأهدافها.

 

سياسة ترامب الجديدة  

جدوى المباحثات السياسية في اعتقاد الحقوقي السوري ترتبط بسياسة إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونلاد ترامب.  

وشاركه التشاؤم زكريا عبدالرحمن الخبير السياسي السوري معتبرا مباحثات جنيف وجه آخر لمؤتمر الأستانة فجميعهم من وجهة نظره مماطلات سياسية لكسب الوقت من أجل تصفية الفصائل المعارضة السورية.

 

وأكمل حديثه لـ"مصر العربية" أن روسيا تحاول أن تكسب الوقت لترتيب الصفوف والقضاء على الفصائل عسكريا واحدة تلو الأخرى في عدة مناطق، وفي الوقت نفسه تقدم فصائل في المباحثات على حساب أطراف أخرى داخل المعارضة لإحداث فتنة وشرخ بينهم.

 

وشدد على أن ما يراد لسوريا هي التقسيم لثلاث دويلات وهو أمر متفق عليه بين واشنطن وموسكو، وكل ما يعلن عن مفاوضات هي مراوغات سياسية.

مقالات متعلقة