ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنَّ الرئيس دونالد ترامب سيطالب وزارة الدفاع "البنتاجون" بإعداد خطة هجومية بقدر أكبر لمحاربة تنظيم الدولة "داعش" في سوريا، وخطة أخرى حول "مناطق آمنة"، في غضون ثلاثة أشهر.
وحسب "روسيا اليوم"، فمن المقرر أن يزور ترامب "البنتاجون"، الجمعة، للمرة الأولى بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة للولايات المتحدة.
وخلال هذه الزيارة، سيشرف الرئيس على مراسم أداء وزير الدفاع جيمس ماتيس اليمين الدستورية، وسيوقع على التعليمات الجديدة للوزارة، ومن ثمَّ سيعقد لقاءً قصيرًا مع الهيئة الموحدة لأركان الجيش.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في إدارة الرئيس أنَّ ترامب سيكلِّف وزير الدفاع بإعداد خطة للعمل في سوريا، قد تضم نشر مدفعية أمريكية في الأرض السورية أو شن هجمات باستخدام مروحيات قتالية أمريكية لدعم الهجوم البري على معقل تنظيم "الدولة" في مدينة الرقة.
وذكر المسؤولون أنَّ ترامب سيطالب "البنتاجون" بتقديم الخطة الجديدة في غضون 30 يومًا، وهو أمر يتوافق مع تصريحاته أثناء الحملة الانتخابية، إذ كان يؤكد دائمًا أنَّ لديه "خطة سرية" لمواجهة تنظيم "الدولة"، لكنَّه تعهَّد بإعطاء القادة العسكريين مهلة مدتها شهر لتقديم خيارات جديدة بشأن محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط.
ومن الخيارات المحتملة التي أشارت إليها الصحيفة، توسيع استخدام قوات العمليات الأمريكية الخاصة، وزيادة عدد العسكريين الأمريكيين المنتشرين في العراق وسوريا، وكذلك منح "البنتاجون" والقادة الميدانيين صلاحيات إضافية لتسريع عملية اتخاذ القرارات.
ويتعلق أحد القرارات الأكثر صعوبة بموقف واشنطن المستقبلي من دعم القوات الكردية في سوريا، والمخاطر التي ينطوي عليها هذا الدعم بالنسبة للعلاقات الأمريكية التركية، وتتمثل الخيارات المتاحة في هذا الخصوص، إمَّا في مواصلة تسليح الأكراد لخوض معركة الرقة أو في الانخراط في جهود مشتركة لتشكيل قوات أكثر تعددًا، ستضم عسكريين أتراك وميليشيات سورية معارضة مدعومة من أنقرة، وحتى، ربما، عناصر من الفرقة الـ82 المحمولة جويًّا من الجيش الأمريكية، بالإضافة إلى مروحيات "أباتشي" ومدفعية.
وحصلت "نيويورك تايمز" على مسودة أمر تنفيذي لترامب يكلف بموجبه وزير الدفاع ماتيس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون بوضع خطة أخرى في غضون 90 يومًا ستتعلق بإقامة "مناطق آمنة" في سوريا، على الرغم من تحذيرات سابقة لمسؤولي "البنتاجون" من أنَّ مثل هذه الخطوة ستجر واشنطن إلى الأزمة السورية بشكل أعمق.
ومن المتوقع أن يطالب البيت الأبيض في تعليماته الجديدة "البنتاجون" بمراجعة استراتيجية الولايات المتحدة في المجال النووي، بما في ذلك تحديث الثلاثية النووية "أي الطائرات والغواصات التي يمكن إطلاق صواريخ نووية منها، والصواريخ البالستية"، وكذلك الخطط الخاصة بنشر منظومة الدرع الصاروخية العالمية للولايات المتحدة.
وسبق لترامب أن تحدث عن ضرورة زيادة أعداد القوت البرية والبحرية وسلاح الجو ومشاة البحرية.
وذكرت الصحيفة أنَّ مسودة تعليماته لـ"البنتاجون" تنص على اتخاذ خطوات رامية لزيادة قدرة القوات على الدخول الفوري في القتال.
ولفتت الصحيفة إلى أنَّ إحدى الخطوات الأولى لوزير الدفاع الأمريكي الجديد بعد تولي مهام منصبه، تتمثَّل في الاتصال بأمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، ليؤكد له دعم واشنطن للحلف الذي سبق لترامب أن وصفه بأنَّه حلف "عفا عليه الزمن".
ومن المتوقع أن يقوم ماتيس قريبا بجولة إلى أوروبا ليلتقي مع حلفاء واشنطن في بروكسل قبل مشاركته في مؤتمر الأمن بميونيخ.
وذكرت "نيويورك تايمز" أنَّه على الرغم من وجود نقاط تلاقٍ كثيرة بين ترامب وماتيس حول النفقات العسكرية وتعزيز قدرات الجيش، من المتوقع أن تنشب بينهما خلافات معينة، ولا سيَّما بسبب ارتيابية وزير الدفاع الجديد إزاء "نوايا روسيا" وعلى خلفية دعمه القوي لحلفاء واشنطن الأوروبيين ورفضه المطلق لاستخدام أساليب التعذيب لدى استجواب المتطرفين.