علّق حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي أدلى بها في أسوان على هامش فعاليات الجلسة الشهرية لمؤتمر الشباب.
وانفعل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء مشاركته في الندوة المعدة للحديث عن الصناعات الصغيرة والمتوسطة للصعيد، صباح اليوم، قائلًا: "احنا فقراء أوي.. ودولة فقيرة.. ولازم تفهموا إن أهل الشر مش عايزينكم تعيشوا"، مضيفًا: "بالرغم من فقرنا إلا أننا سنتقدم وهنكبر وهنكمل".
وكتب حازم حسني عبر حسابه الشخصي على "فيس بوك"، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد: "كنت أتصور أن السيسى قد اكتفى من السقوط بما سلمه للمملكة العربية السعودية من وثائق لا تمس أمننا القومى فحسب كما هى التهمة الموجهة لتنظيم الإخوان، لكنها تعطى السعودية لاحقاً حق المطالبة بأراض مصرية".
متابعًا: "كنت أتصوره قد اكتفى من السقوط بهذا الذى سقط فيه، لكنه مصر على الاستمرار فى إهانة مصر والمصريين، وتجريدها وتجريدهم من عناصر معنوية تحتاجها ويحتاجونها للخروج من أزمتها وأزمتهم، حين أمسك بالميكروفون ليكرر دون رادع من شعور بالكرامة الوطنية تعبير "احنا فقرا قوى".
وأضاف "حسني": "كررها السيسى بمنتهى الإصرار "احنا فقرا قوى" دون أن يدرى - أو عله يدرى - أن الفقر الذى تعانى منه مصر هو فقر الفكر الذى يحكم سياسات من يحكمونها، ودون أن يدرى - أو عله يدرى - أنه بكلماته هذه يروض المصريين على فكر الفقر كى لا يفكروا يوماً فى التمرد على سياسات الفقر - بل وما وصفه يوماً بـ"العوز" - التى أفقرت مصر والمصريين، وجردتهم من ثلثى دخولهم ومدخراتهم فى نحو ثلاثين شهراً من حكمه".
مستطردًا: "يريد منا السيسى أن ننجرف للظن بأنه بمثل هذا السقوط الذى لا يليق برجل يفترض فيه أن يحمل شرف وكرامة وكبرياء مصر فوق كتفيه إنما يكاشفنا بحقيقة واقعنا لا بحقيقة سياساته وسياسات مبارك من قبله ... فماليزيا بدأت سياساتها التنموية سنة 1981 وهى نفس السنة التى بدأ فيها مبارك حكمه، فجعلها الدكتور مهاتير محمد - فى أقل من عشرين عاماً - نمراً اقتصادياً، رغم أنها كانت قد شهدت انقسامات وصراعات عرقية واجتماعية حادة، لكن مهاتير محمد لم يستسلم - كما يستسلم السيسى - لنموذج الصومال وأفغانستان، وإنما تطلع لنموذج أوروبا واليابان دون أن يقطع مع العناصر الإيجابية فى الثقافتين الآسيوية والإسلامية".
ويتابع حازم: "مصر ليست فقيرة بذاتها، يتابه وإنما هى يتم إفقارها بفعل فاعل، أظننا نعرفه جميعاً وإن كان يظننا لا نعرفه ! .... لا أعرف من أين جاء بعد حديث الصومال وأفغانستان وفقر مصر "اللى بالقوى" بتلك الثقة التى يعد بها المصريين بأن مصر ستكون على يديه قوة اقتصادية بفضل عبقرية سياساته وإنجازاته، رغم أن هذه السياسات وهذه "الإنجازات" هى أصل الفقر الذى يراد فرضه علينا، وكأن هذه السياسات وهذه "الإمجازات" قد حققت ولو خطوة واحدة للأمام ولم تأخذنا معها فى رحلة السقوط الحر التى يتكتم فى أحاديثه على أخبارها".