ترامب واللاجئون وحقوق الإنسان

مصطفى أبوزيد

منذ أنَّ بدأ الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب حملته الرئاسية وكشَف عن العديد من خططه المستقبلية التي ينوي تطبيقها حال فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية من خلال بعض التصريحات المعادية للإسلام والمسلمين التي أطلقها..

فقد أوضح ترامب أنه سيعمل حال فوزه على منع دخول المسلمين إلى الأراضي الأمريكية وأنه يجب على الدول العربية أن تدفع للولايات المتحدة الأمريكية نسبة خمسة وعشرين بالمائة مقابل أنهم يأخذون من الخليج البترول وتوفر لبعض الدول الأمن والحماية..

 

وها هو بالفعل بعد أيام قلائل من تنصيبه رسميًا لقيادة الولايات المتحدة الامريكية يوقّع أمرًا تنفيذيًا بمنع دخول مواطني ستّ دول عربية وهم العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان والصومال بالإضافة لمواطني إيران لمدة 90 يومًا، وبالنسبة لمواطني سوريا لمدة 120 يومًا.. وبالتالي يجب أن نفهم أن ما صرَّح به أو وعد به الناخبين خلال حملته الانتخابية يأخذها على مَحْمَل الجدّ ويمضي في تنفيذ ما صرَّح به..

 

وبالطبع هذا القرار يأتي من منطلق الأمن القومي الأمريكي والحدّ من دخول العناصر الإرهابية من القاعدة أو تنظيم داعش الذين من الممكن استغلال البرنامج الخاص باللاجئين للدخول إلى الأراضي الأمريكية وتهديد الأمريكيين، ولكن في المقابل هذا سيعمل على العديد من المشاكل الخاصة بمواطني تلك الدول من حيث إمكانية لَمّ شمل الأسر من اللاجئين أو الوافدين للتعليم أو تلقي العلاج.

 

إن هذا القرار يعدّ انتهاكًا واضحًا للدستور الأمريكي الذي يحظر التمييز على أساس الدين أو يستهدف أشخاصًا لدينهم وليس للسجل الإجرامي لهم، وهنا أين منظمات حقوق الإنسان الذي تدافع عن التفريق والتمييز بين الأفراد على أساس العرق والدين أم أن صوتهم لا يعلو إلا بالدول العربية، ويقومون بإصدار العديد من التقارير والتوصيات التي تندّد وتشجب بل تصل إلى حد التدخل في الشئون الداخلية لتلك الدول العربية..

 

لماذا لم تتدخل تلك المنظمات الحقوقية وتدافع عن حقوق اللاجئين من منعهم من دخول الأراضي الأمريكية، حيث إن هناك الكثير من العائلات السورية خاصة ينتظرون قدوم باقي عائلاتهم في إطار فرارهم من جحيم الحرب الدامية هناك، فبهذا القرار لن يتمكن هؤلاء اللاجئون من الاجتماع مع ذويهم إلا بعد ثلاثة أشهر من تاريخ إصدار هذا القرار أو إلغاء هذا القرار من الرئيس الأمريكي نفسه...

 

إن أمريكا التي تتغنّي بأنها بلد الفرص والحريات تمنع مواطني ستّ دول عربية من دخول أراضيها بحجة حماية أمنها القومي من دخول الذين تطلق عليهم مصطلح الإرهابيين، مع العلم أن الكل يعلم تلك الحقيقة ما من إرهاب أطلق على العالم وانتشر إلا وكانت الولايات المتحدة الأمريكية هي الأب الروحي له والحاضِن الذي وفّر له كل الإمكانيات حتى يكبر وسيتفحل خطره..

فياليت الدول العربية تعلم وتتعلم وتفهم وتفعل ما يملي عليها أمنها القومي وليس ما تُمْلِيه عليها الولايات المتحدة الأمريكية لحماية مصالحها في الشرق الأوسط بغضّ النظر عن الامن القومي العربي..

 

مقالات متعلقة