هآرتس: قناة السويس الجديدة تدمر البيئة المائية لإسرائيل

قناة السويس الجديدة

حذرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مما أسمتها العواقب البيئية لتسرب أحياء مائية خطيرة لمياه البحر المتوسط، نتيجة لتوسيع قناة السويس، زاعمة أنه منذ افتتاح القناة عام 1869 غزا نحو 400 نوع البحر المتوسط، وأن "الغزو الجماعي هذا يخلف الدمار ويؤدي لتغيرات بعيدة المدى في النظام المائي".

 

وقالت الصحيفة إن تحذيرات أطلقها عدد من العلماء مؤخرا بينهم باحثة إسرائيلية، وطالبوا باتخاذ عدد من الخطوات الوقائية بينها زيادة ملوحة البحيرات المرة في محافظة الإسماعيلية والتي تفصل بين أجزاء قناة السويس للقضاء على تلك الكائنات والحيلولة دون انتقالها للبحر المتوسط.

 

ونشر عدد من العلماء الأسبوع الماضي مقالا في دورية Management of Biological Invasions يحذر من العواقب "المدمرة" لتوسيع قناة السويس. وركز المقال الذي شاركت في كتابته الدكتورة " بيلا جاليل" من متحف الطبيعة "شتينهردم" بجامعة تل أبيب، على ظاهرة الأحياء الغازية للبيئة المائية.

 

وبحسب المقال :”منذ افتتاح قناة السويس عام 1869 تركزت في البحر المتوسط أنواع غازية بشكل يفوق باقي المناطق المائية القريبة. حتى الآن غزا عبر القناة أكثر من 400 نوع من الرخويات والأسماك والسرطانات ومجموعات أخرى من الكائنات. وتضاعف خلال العقود الأربعة الماضية معدل ظهور هذه الأحياء في منطقة شرق البحر المتوسط وبينها الشواطئ الإسرائيلية على وجه الخصوص".

 

إضافة إلى ذلك، قبل نحو عام ونصف- والكلام لـ"هآرتس"- افتتحت مصر قناة موازية لقناة السويس القديمة. وبحسب المقال، فإن ذلك يعني زيادة احتمالات تفاقم ظاهرة غزو الأنواع من البحر الأحمر للبحر المتوسط عن طريق القناة.

 

واعتبر المقال أن هذه الاحياء المائية الغريبة "تزرع الدمار" وتؤدي لتغيرات بعيدة المدى في النظام المائي بالبحر. ودلل على ذلك بالربلم الجوال، أحد أنواع قناديل البحر، المنتشر على شواطئ إسرائيل، والذي يضر بقدرة الأحياء المحلية على التكاثر ويمثل ازعاجا كبيرا للمصطافين.

 

تقول الباحثة الإسرائيلية "جاليل" إن هذه الكائنات انتشرت لتصل إلى منطقة صقلية أكبر جزيرة بالبحر المتوسط. وأشارت إلى أن هناك نوعين من الأنواع الغازية، سمكة القراض وسمكة بطاطا وتسمى أيضا سيجان الرخامية، وأن هذه الانواع تشكل اليوم السواد الأعظم من الأسماء التي تعيش في المناطق الصخرية الضحلة في أجزاء واسعة من البحر المتوسط، وقد طردت الأنواع المحلية ودمرت عددا من النباتات والأحياء المائية الأخرى. وتؤكد الباحثة أن هذه الأنواع وصلت إلى غرب تونس وشواطئ فرنسا.

 

 

“هآرتس" أشارت إلى أنه رغم تأكيد العلماء وجود معطيات كافية في الموضوع، لم تتخذ أية خطوات لدراسة تأثير توسيع قناة السويس ومواجهته. وقالت إن أصابع الاتهام توجه تحديدا لبرنامج الأمم المتحدة لحماية البحر المتوسط والذي يأتي في إطار اتفاقية برشلونة لحماية البحر المتوسط، ووقعت عليها كل الدول المطلة عليه.

 

وجاء في المقال "الآن يتضح أن الدول الموقعة على الاتفاقية فشلت تماما في إدارة ظاهرة غزو الأنواع عن طريق القناة".

 

ولا يتضح حتى الآن عدد الأنواع الأخرى التي باستطاعتها العبور عن طريق قناة السويس الجديدة للبحر المتوسط، لكن يوصي العلماء بالبدء في اتخاذ عدة خطوات عملية.

 

 

ضمن هذه التوصيات إجراء فحص لدراسة التأثير البيئي للقناة بهدف طرح بدائل لمواجهة المشكلة. وتوضح الإسرائيلية "جاليل" أنه في حالة قناة بنما مثلا، جرى إنشاء حوض عند مدخلها بدرجة ملوحة عالية ما حال بشكل شبه كلي دون تنقل الأحياء الضارة.

 

وبالنسبة لقناة السويس، توصي الباحثة المائية الإسرائيلية بضرورة إجراء بحث معمق للوقوف على إمكانية تحويل البحيرات المرة في الإسماعيلية التي تفصل بين الجزء الشمالي والجنوبي للقناة إلى حوض على درجة عالية من الملوحة بحيث لا يمكن للأنواع الغازية العيش فيها.

 

 

الخبر من المصدر..

 

مقالات متعلقة