اعتبر مركز أبحاث إسرائيلي شهير أن إحالة اللواء وائل الصفتي المسئول عن ملف "فلسطين" بالمخابرات العامة للمعاش، تأتي في إطار سعي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتحسين العلاقات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقطاع غزة، والتي دائما ما اشتكى مسئولوها من موقف الصفتي "المتعنت" في التعامل مع الحركة والقطاع.
وقال "مركز القدس للشئون العامة والسياسية" إن الرئيس السيسي يحاول قطع طريق الذرائع والحجج أمام حماس، بهدف دفعها لتأمين حدود مصر مع قطاع غزة، وتسليم مطلوبين تتهمهم القاهرة بالضلوع في هجمات ضد أهداف مصرية.
إلى مقتطفات من المقال
من المنتظر في غضون عدة أيام أن يخرج وفد أمني من حركة حماس إلى القاهرة للقاء كبار المسئولين في المخابرات المصرية لبحث سلسلة من المسائل الأمنية. تتعلق تلك المسائل بتأمين حدود قطاع غزة مع مصر وطلب مصر تسليم 20 مطلوبا من المختبئين في قطاع غزة متورطين في عمليات إرهابية في مصر نفذها تنظيم داعش وجماعة الإخوان المسلمين.
وافقت حماس مبدئيا على تسليم المطلوبين لمصر، شريطة أن يتم إثبات تورطهم في الإضرار بالأمن القومي المصري. مصر من جانبها وافقت على سلسلة تسهيلات كبيرة لتخفيف الحصار على قطاع غزة، أولها فتح معبر رفح.
وتأتي زيارة الوفد الأمني الحمساوي لمصر كنتيجة مباشرة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين مصر وحركة حماس، للمرة الأولى منذ الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي في يوليو 2013.
يتضح الآن أن الصفقة الأمنية الجديدة بين مصر وحماس في الحرب على تنظيم داعش بشمال سيناء مرتبطة بشكل مباشر بالتغيرات الكبيرة التي شهدتها المخابرات المصرية. وافق الرئيس المصري السيسي على دفع المقابل لحركة حماس وإعفاء اللواء وائل الصفتي المسئول عن ملف "فلسطين" في المخابرات المصرية من منصبه. بأمر رئاسي نشره الرئيس المصري أحيل اللواء وائل الصفتي للمعاش، جنبا إلى جنب مع 18 مسئولا في المخابرات المصرية "بناء على طلبهم".
تسبب اللواء الصفتي في الكثير من المتاعب لحركة حماس، وبحسب مصادر في الحركة، فدائما ما حرص على خلق بؤر توتر جديدة بين القيادة المصرية وحماس.
قبل أسبوعين زار الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مصر والتقى مسئولين بالمخابرات المصرية. شكى أبو مرزوق خلال الزيارة من موقف اللواء الصفتي من حركته. وفي إطار الصفقة الأمنية الجديدة التي أبرمتها مصر مع حماس وافق الرئيس السيسي على إعفاء اللواء الصفتي من منصبه.
ذاع صيت اللواء الصفتي في العالم العربي خلال العام الماضي، بعد تسريب صوتي بثته إحدى القنوات التلفزيونية في تركيا لمحادثة أجراها مع محمد دحلان، وسُمع خلالها اللواء الصفتي وهو ينتقد بشكل لاذع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحركة فتح والجبهة الشعبية.
وافق الرئيس السيسي على التنازل عن خدمات اللواء الصفتي كي لا يكون لدى حماس مزيد من الحجج في كل ما يتعلق بمطالب مصر الأمنية. تتوقع مصر أن "تتكيف" حركة حماس سريعا مع السياسات المصرية الجديدة في كل ما يخص قطاع غزة، وأن تبتعد تماما عن العمليات الإرهابية التي ينفذها تنظيم داعش وجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر.
لكن علينا أيضا النظر إلى عمر التطهيرات التي شهدتها المخابرات المصرية في نطاق أوسع.فهذه هي المرة الثالثة خلال عامين التي يجري فيها الرئيس المصري السيسي تغييرات جوهرية في صفوف المخابرات المصرية وذلك لترسيخ سيطرته على أجهزة الدولة وتعيين أتباعه.
يعرف السيسي جيدا منظومة المخابرات المصرية، هو نفسه ترأس المخابرات العسكرية، قبل أن يعينه الرئيس محمد مرسي في منصب وزير الدفاع. في شهر يوليو الماضي أحال السيسي 17 مسئولا في المخابرات للمعاش، على خلفية اعتراضهم على الاتفاقية بين مصر والسعودية، الخاصة بنقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
الخبر من المصدر..