** تكوين منتخب قوي في تونس مشروط بالتخطيط المبكر
** منتخب مصر يملك الروح وهي أهم مميزات لاعبيه
** المحترف الذي لا يشارك مع فريقه عبء على منتخب بلاده
** لعبت على حسام حسن مرتين وتأهلنا للمونديال من القاهرة في 1998
** طموحي تدريب الفريق الأول لساوثهامتون الإنجليزي
راضي جعايدي.. أحد أبرز الأسماء في تاريخ كرة القدم التونسية والأفريقية بعد مسيرته التاريخية في قيادة خط دفاع منتخب تونس الأول إلى نهائيات كأس العالم مرتين في 2002 و2006 وتحقيق لقب كأس الأمم الأفريقية في 2004. تألق جعايدي بقمصان أندية الترجي التونسي وبولتون واندررز وبرمنجهام سيتي وساوثهامتون الإنجليزيين، قبل أن يعلن اعتزاله في 2012 ويتجه إلى تدريب الناشئين في نادي ساوثهامتون حتى أصبح مدربًا لفريق الشباب وحقق معه بطولة كأس إنجلترا 2015 على حساب بلاكبيرون روفرز. واختص جعايدي "استاد مصر العربية" بهذا الحوار للتعليق على خروج منتخب تونس من الدور ربع النهائي لكأس الأمم الأفريقية "الجابون 2017"، ويكشف رأيه في عدد من الملفات الهامة وكذلك الكرة المصرية. في البداية.. كيف ترى خروج تونس من الدور ربع النهائي لأمم أفريقيا أمام بوركينا فاسو؟ أنا حزين ومتأسف على نتيجة مباراة بوركينا فاسو والخروج من الدور ربع النهائي، وكنت متفائل مثل كل التوانسة بالمنتخب التونسي لأنه كان يستطيع الوصول إلى المربع الذهبي والمباراة النهائية لو فزنا على بوركينا وحصل اللاعبون على ثقة أكبر في أنفسهم. وما تقييمك للمرحلة المُقبلة؟ مازلت متفائل بشكل شخصي، لأن قبل هذه البطولة كانت هناك شكوك حول المنتخب التونسي، وخلال المباريات التي خاضها المنتخب في أمم أفريقيا أكد اللاعبون وجود طاقات ومستقبل مبشر، ولكن بشرط أن يعمل اتحاد الكرة التونسي ويحافظ على القوام الحالي للمنتخب لأنهم سيواصلوا المسيرة بشكل أفضل ويمكنهم صناعة الفارق. وهل هذا يعني أنك مع استمرار المدير الفني هنري كاسبرزاك؟ بقاء أو رحيل المدير الفني يجب أن يتم بقرار حاسم من الاتحاد التونسي لكرة القدم وفي رأيي أن الأمر ليس في إقالة المدرب أو رحيله، وإنما يجب أن يضع اتحاد الكرة خطة قصيرة المدى وطويلة للحفاظ على هذا الجيل من اللاعبين لأنهم يمكنهم صناعة الفارق، فقد شاهدت 11 لاعب تقريبا من القائمة المختارة يمكن البناء عليهم لتكوين فريق قادر على التحدي، والتخطيط المبكر يضمن للمنتخب التونسي التأهل إلى نهائيات كأس العالم "روسيا 2018"، ومشاركة مشرفة لتونس وللكرة العربية وليس فقط مجرد التأهل، وأؤكد مجددًا على ضرورة التخطيط المبكر حتى لا نأتي في اللحظات الأخيرة ونتحسر. وهل تأثر منتخب تونس باختيار قائمة معظمها من اللاعبين المحليين لأمم أفريقيا؟ في رأيي الشخصي يجب تكوين منتخب من اللاعبين المحليين ومحترفين ولاعبين توانسة من مواليد أوروبا وتكونت شخصيتهم الكروية خارج القارة السمراء، لأنهم أيضًا لديهم طاقات كبيرة ويلزمها أن تكون مطابقة لاختيارات المدير الفني وخطة الاتحاد التونسي لكرة القدم. على سبيل المثال إذا كانت الخطة 4-2-3-1 كما حدث في البطولة الحالية، وإذا تم الاستقرار عليها في المستقبل، يجب تكوين فريق يستطيع تطبيق هذه الخطة، وكانت لدينا مثلاً مشكلة في الدفاع خلال البطولة، وبالتالي يجب اختيار مدافعين لديهم الخبرة ويتقنوا تطبيق خطة 4-2-3-1 لضمان الاستمرار وتقديم مستوى طيب. وهل طلب الاتحاد التونسي الاستعانة بخبرات راضي جعايدي كمدرب؟ ليس لي أي علاقة باتحاد الكرة التونسي، ولم أتلق أي اتصال منهم قبل البطولة، وما حدث أنهم اتصلوا بي مرة واحدة للسؤال عن وضعي فأكدت أني أعمل الآن في تدريب فريق الشباب بنادي ساوثهامتون الإنجليزي، ولكن لم يتصلوا بي مجددًا ولو على سبيل الحصول على النصيحة أو المعلومة. وهل يحزنك عدم الاستعانة بك بعد هذه المسيرة الاحترافية والدولية الكبيرة؟ بالتأكيد، ولكن هذه هي عادتنا في تونس، لم يتم الاستعانة بي ولا بأصحاب الخبرات الدولية ممن قدموا الكثير لمنتخب تونس، وخصوصًا من امتهنوا التدريب بعد ذلك ويمكنهم تقديم الدعم للاتحاد التونسي والمنتخبات التونسية ولو على سبيل المشورة. وكيف ترى إمكانية الاستفادة بخبرات جيلكم في الكرة التونسية الآن؟ الأمر ليس معقدًا فيمكن الاستعانة بي وبأبناء جيلي ليس في وظائف دائمة، وإنما بالاجتماع مرة كل فترة قد تكون نصف سنوية لأخذ الرأي والمشورة وتوجيه الأسئلة واستعراض الأفكار، والتي من الممكن أن يتم دراستها وتطبيقها إذا توافقت مع رؤية الاتحاد التونسي لكرة القدم. انظروا إلى الدوري الإنجليزي الممتاز تجدوا أن كل الأندية منحت الفرصة للاعبيها القدامى في قطاعات الناشئين والأكاديميات وأخرجوا منتج مميز، لأن لاعب صاحب خبرة أفضل بكثير من مدرب بلا خبرة. وما تقييمك لما قدمه المنتخب المصري حتى التأهل إلى نصف النهائي؟ أعتقد أن المنتخب المصري كون فريق جيد قبل البطولة، واستطاع تخطي الدور الأول وتحقيق نتائج طيبة، واللافت للنظر أن لاعبي المنتخب المصري يملكون الروح والحماس في كل الأوقات والمناسبات، وأعتقد أن المنتخب المصري يظل مرشح للأفضل. وهل يصنع المحترفون الفارق مع المنتخب المصري خلال البطولة؟ بالطبع، ولكن الفارق ليس في الاحتراف بالاسم، وإنما سيصنع الفارق كل لاعب محترف في أوروبا ويشارك مع فريقه بصفة أساسية ويخوض المباريات بشكل دوري كل أسبوع سواء في إيطاليا أو إنجلترا أو غيرها، لأنه يكون جاهز فنيًا وبدنيًا وذهنيًا، ولكن المحترف الذي يجلس على مقاعد البدلاء فقط ولا يشارك مع فريقه فهو محترف بالاسم، ويمثل عبئًا على منتخب بلاده لأنه ليس مستعدًا لا ذهنيًا ولا فنيًا ولا بدنيًا للمشاركة في البطولات. وما أبرز ذكرياتك مع مهاجمي منتخب مصر؟ أتذكر مواجهتين أمام المنتخب المصري الأولى كانت في تصفيات التأهل إلى كأس العالم "فرنسا 1998" ونجحت في إيقاف خطورة حسام حسن، وحققنا الفوز وترشحنا لكأس العالم وسط 120 ألف متفرج في استاد القاهرة الدولي، ولعبت على حسام حسن مجددًا في أمم أفريقيا 2000 وحققنا الفوز بهدف نظيف. أما ميدو فهو مهاجم جيد، لم ألعب ضده مع منتخب تونس، لكني واجهت ميدو في الدوري الإنجليزي الممتاز. ولنتحدث عن مستقبلك.. هل ستستمر في التدريب حتى تقود الفريق الأول لساوثهامتون الإنجليزي؟ بالفعل، هذا هو طموحي، فالفرصة التي حصلت عليها الآن في نادي ساوثهامتون رائعة، فهي منظومة ناجحة والأكاديمية اسمها كبير، وبها عدد من المدربين الممتازين، وأنا أتعلم الآن على المستوى التدريبي، وأطمح إلى الاستمرار في التدريب في أوروبا. وهل قدمت لاعبين للفريق الأول لساوثهامتون؟
بلى، لدينا أكثر من 7 لاعبين شاركوا بالفعل مع الفريق الأول لنادي ساوثهامتون الإنجليزي وهناك أسماء عديدة في فريقي لا أريد أن أسميهم، ولكن ينتظرهم مستقبل كبير لأنهم الآن بين الفريق الأول وفريق الشباب.