قالت إيران إنها لن تستخدم مطلقا صواريخها الباليستية لمهاجمة دولة أخرى.
ودافعت إيران عن اختباراتها الصاروخية قائلة إنها ليست جزءا من اتفاقها النووي مع القوى العالمية أو قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعم ذلك الاتفاق.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الثلاثاء، موقف بلاده بعدما قال مسؤول أمريكي إن إيران اختبرت يوم الأحد صاروخا باليستيا متوسط المدى انفجر بعدما قطع مسافة 1010 كيلومترات.
وفي ضوء هذا طلبت الولايات المتحدة من مجلس الأمن إجراء "مشاورات عاجلة" اليوم الثلاثاء بعد جلسته المقررة بشأن الصراع السوري.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو للصحفيين في طهران إن فرنسا عبرت عن مخاوفها بشأن الاختبار الإيراني مضيفا أنه يضر بثقة المجتمع الدولي في طهران ويتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.
وصادق ذلك القرار على الاتفاق النووي الذي أبرم في يوليو 2015 بين إيران وست قوى عالمية ونص على أن تقلص الجمهورية الإسلامية من نشاطها النووي لتهدئة المخاوف من أنه قد يستخدم لتطوير قدرات للتسلح النووي. وفي المقابل فازت إيران بتخفيف لعقوبات اقتصادية خانقة.
ولم يؤكد ظريف أو ينف تقريرا أمريكيا أفاد بأن بلاده أجرت اختبارا على صاروخ باليستي يوم الأحد لكنه قال "الصواريخ ليست جزءا من الاتفاقات النووية. لن تستخدم إيران أبدا صواريخ مصنعة في إيران لمهاجمة أي دولة أخرى.
"لم تصنع أي صواريخ إيرانية لحمل رؤوس حربية نووية."
وجاءت تصريحات ظريف في مؤتمر صحفي مشترك مع إيرو في طهران. ودعا قرار مجلس الأمن الدولي إيران إلى وقف أي نشاط متعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل الأسلحة النووية.
وأدان السناتور بوب كروكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي إيران أمس الاثنين وقال إنه سيعمل مع مشرعين آخرين وإدارة الرئيس دونالد ترامب من أجل محاسبة طهران.
"مصلحة مشتركة"
وفي مستهل زيارته لإيران التي تستمر يومين قال إيرو أمس الاثنين إن فرنسا ستلعب دور المدافع عن الاتفاق النووي الذي هدد ترامب بتمزيقه.
وقال ظريف "نأمل بألا تستخدم الإدارة الأمريكية الجديدة قضية البرنامج الدفاعي الإيراني ذريعة...لإثارة توترات جديدة."
وأضاف إيرو أن من الضروري أن تلتزم الجمهورية الإسلامية التزاما كاملا بشروط الاتفاق. وذكر أن التزام كل الأطراف بالاتفاق هو "مصلحة مشتركة".
ويسعى إيرو لطمأنة طهران بشأن دعم فرنسا وأوروبا للاتفاق النووي وتعزيز العلاقات التجارية. وشاركت في الاتفاق الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا وفرنسا.
وقال إيرو "هذا الاتفاق يجب الحفاظ عليه بقوة. أريد أن يستمر هذا الاتفاق وألا تُتخذ مبادرات سيئة الاختيار من شأنها أن تعرض الاتفاق للخطر."
وأثناء حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية وصف ترامب الاتفاق بأنه "أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه على الإطلاق" وأبلغ الناخبين أنه إما سيلغيه أو سيسعى لإبرام اتفاق أفضل.
وتبنت فرنسا أحد أشد المواقف من طهران خلال مفاوضات الاتفاق النووي لكنها سارعت باستعادة العلاقات التجارية معها منذ ذلك الحين.
فقد وقعت شركات فرنسية كبرى منها إيرباص لتصنيع الطائرات والعملاق النفطي توتال وبيجو لصناعة السيارات جميعها عقودا.
وقال إيرو إن التجارة بين البلدين قفزت 200 بالمئة منذ الاتفاق الذي وقع في يوليو تموز 2015.
سعى إيرو أيضا لطمأنة ظريف بشأن احتمال عودة إيران للتعامل مع المصارف الغربية الكبرى التي امتنعت عن الدخول في تعاملات مع طهران خوفا من غرامات أمريكية محتملة.