يتزامن الأول من شهر فبراير من كل عام ، بمناسبة خاصة للمرأة العربية، وذلك احتفالا وتكريما لعطائها وجهودها وثمارها المبذولة في كل البلدان العربية، وفي صنع مسيرة التقدم والتنمية.
يوم المرأة العربية .. أقره الاتحاد البرلماني العربي أثناء انعقاد دورته الخامسة والثلاثين وفي مؤتمره التاسع، الذي عقد في 17/2/2000 تكريما لعطاء المرأة العربية.
ويهدف هذا اليوم إلى دفع الدول العربية من حكومات ومؤسسات إلى الاعتراف بحقوق المرأة العربية، والمساهمة في الإسراع في عملية النهوض بالمرأة، وفي تغيير أوضاعها إلى الأفضل.
وبمناسبة هذا اليوم ، تم عقد عدة اجتماعات وجلسات برعاية المنظمة العربية لحقوق المرأة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط لمناقشة أحوال المرأة العربية في المنطقة، والعمل على إكمال مسيرة الإصلاح لدعم المرأة وضمان حقوقها.
وعلى الرغم من بطء مسيرة الإصلاح والتعديل القانوني لضمان المساواة بين المرأة والرجل في الشرق الأوسط ، فإن عقد الاجتماعات والمناقشات والتعديل الجزئي في قوانين بعض البلدان العربية تعد خطوة إيجابية وخطوة أولى لتحقيق المساواة بين الجنسين، فيما تم سن دساتير جديدة في عدد من البلدان لتشتمل على مواد قانونية تكفل مساواة المرأة في حقوقها مع الرجل.
وتنظم منظمة المرأة العربية بالتعاون مع جامعة القاهرة مسيرة داخل الحرم ظهر اليوم، بمناسبة يوم المرأة العربية للتضامن مع النساء اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية.
وتأتي هذه الدعوة تزامنا مع الوضع الصعب الذي تمر به عدد من الدول العربية في ظل الصراعات الحالية وتفاقم أزمة اللجوء يوما بعد يوما، وبالأخص في سوريا وليبيا والعراق واليمن، التي تشهد تزامنا لأزمات النزوح الداخلي ولجوء مواطنيها إلى دول أخرى، فضلا عن الدول العربية المضيفة للاجئين والتي تنوء بالعبء الواقع على كاهلها في ضوء ظروفها الاقتصادية.
ويشارك في هذه المسيرة السفيرة مرفت تلاوي المديرة العامة للمنظمة، والدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، والسادة السفراء والدبلوماسيين العرب وعقيلاتهم، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والإعلاميين والأكاديميين والفنانين والجاليات العربية المقيمة في مصر.
وتهدف المسيرة إلى إعلان التضامن مع قضايا النساء النازحات واللاجئات في المنطقة العربية والدعوة لدعمهن بكافة الوسائل الممكنة وحمايتهن من كافة أشكال العنف اللائي يتعرضن لها في ظل ظروفهن الصعبة.
مناسبة هامة وأدوار استثنائية
وفي بيان صحفي اليوم، أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن يوم المرأة مناسبة هامة لتذكر الأدوار الاستثنائية التي قامت بها النساء العربيات في صنع تاريخ بلدانهن وفي نهضة مجتمعاتهن، وهو فرصة لمراجعة مدى التقدم المحرز في طريق حماية وتعزيز حقوق المرأة في المنطقة العربية وتمكينها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، بما يكفل مشاركتها الفعالة في المجالات المتنوعة للحياة العامة، والقضاء على كافة أشكال التمييز ضدها، لمواجهة التحديات التي تعترض تعزيز وحماية حقوق المرأة العربية.
وأشاد أبو الغيط بالنساء والفتيات العربيات اللاتي ناضلن وواجهن بشجاعة وعزيمة صلبة على مر الأجيال معوقات وعقبات مختلفة اعترضت حصولهن على حقوقهن الأساسية، لافتا إلى أن المرأة العربية لا تزال تواجه العديد من التحديات التي يتعين مخاطبتها ومعالجتها، من بينها ما هو مستمر من فترات سابقة على غرار تراجع معدلات التعليم للمرأة، وعدم المساواة مع الرجال في فرص العمل والتشغيل، وتعرض النساء والفتيات لأشكال مختلفة من العنف، ومنها ما هو حديث على غرار ما تسبب فيه تفاقم الأزمات والنزاعات التي طالت عدة دول في المنطقة العربية على مدار السنوات الأخيرة وشهدت انتهاكات واسعة لحقوق المرأة، إضافة لاستمرار المعاناة الكبيرة للمرأة الفلسطينية التي تعيش واقعا صعبا وضاغطا جراء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية.
وشدد الأمين العام التزام الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالدور النشط والفعال الذي تلعبه في هذا الصدد من خلال رعاية الجامعة العربية للعديد من الفعاليات التي تعقد من أجل دعم هذا الهدف، والاتصالات الجارية لذلك مع مختلف الأطراف الوطنية والإقليمية والدولية المعنية، وكذا مبادرتها بطـرح ومشاركتها المحوريـة في صياغـة عدد مــن الأطر التنفيذيــة الهامـة على غرار "أجنــدة تنميـة المرأة في المنطقة العربية لما بعد عام ٢٠١٥" والتي تخاطب قضية تمكين المرأة اتساقا مع أجندة التنمية المستدامة ٢٠٣٠ التي تبنتها الأمم المتحدة في عام ٢٠١٥، ومشروع " الاتفاقية لمناهضة العنف ضد المرأة والعنف الأُسَري"، ومشروع " الاستراتيجية العربية لحماية المرأة في وضعية اللجوء"، و"خطة العمل الاستراتيجية للمرأة والأمن والسلام في المنطقة العربية"، ومشروع وثيقة " التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة المعوزة ومحدودة الدخل"، وغيرها من الأطر والمبادرات التي تخاطب أولويات العمل العربي في مجال حماية وتعزيز حقوق المرأة.
ورأى أبو الغيط أن تشهد الفقرة المقبلة ستشهد اتخاذ المزيد من الخطوات على المستوى الوطني في مختلف الدول العربية من أجل الارتقاء بأوضاع المرأة، خاصة وأنها لا تمثل فقط نصف أي مجتمع وضامنة لاستقراره وتماسكه، ولكنها تعد أيضا شريكا أساسيا في مستقبل عملية التنمية في هذا المجتمع في مستوياتها المختلفة، وعلى أن يتوازى مع هذا الجهد العمل أيضا على تضافر جهود الدول العربية من أجل تحقيق المزيد من التنسيق والتعاون في هذا المجال.
وأشار الأمين العام إلى أن مشاركته في الاجتماع الوزاري السادس والثلاثين للجنة المرأة العربية والمقرر عقده في العاصمة البحرينية المنامة يومي ٦ و٧ الجاري، تأتي في إطار سعيه للتأكيد على مدى الأولوية التي يوليها لمساندة عمل هذه اللجنة الهامة، ولمخاطبة قضايا المرأة العربية بشكل عام، وأنه يتطلع إلى أن يثمر هذا الاجتماع عن تبني نتائج وخطوات عملية في إطار رؤية عربية موحدة تتعامل مع مختلف الأولويات والاحتياجات المرتبطة بقضية الارتقاء بوضعية المرأة العربية.