مستوطنو عامونه يتحصنون ومسؤولون إسرائيليون يتعاطفون معهم

مستوطنة عامونه

تحصن مستوطنون إسرائيليون داخل وأسفل منازل متنقلة في البؤرة الاستيطانية "عامونه" بعد أن أغلقوا الطرق المؤدية إليها بالحجارة وحاويات القمامة لمنع إخلائهم منها. ومنذ ساعات الصباح وصل نحو 3 آلاف من عناصر الشرطة والجيش الإسرائيليين إلى محيط البؤرة الاستيطانية بمرافقة عشرات الحافلات لإخلاء المستوطنين. وتقيم 40 عائلة في هذه البؤرة المقامة على أرض فلسطينية خاصة، وسط الضفة الغربية، ولكن العشرات من المستوطنين انضموا إليهم في الساعات الماضية لمنع الإخلاء. وكانت المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في إسرائيل) أوعزت إلى الحكومة الإسرائيلية في ديسمبر 2014 بإخلاء البؤرة الاستيطانية في غضون عامين بعد ثبوت إقامتها على أراض فلسطينية خاصة خلافا للقانون. وتلكأت الحكومة في تنفيذ القرار إلى حين اقترحت مؤخرا نقل المستوطنين إلى أرض بديلة قريبة، لكن فلسطينيين قدموا التماسا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية أكدوا فيه ملكيتهم للأرض. وقبيل ساعات من تحرك الشرطة الإسرائيلية إلى موقع البؤرة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، الليلة الماضية، اتفاقه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إقامة أكثر من 3000 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية. وأشار ليبرمان في تصريح مكتوب حصلت الأناضول على نسخة منه إلى أن هذا القرار يضاف إلى المصادقة قبل أسبوع على إقامة 2500 وحدة استيطانية جديدة بالضفة. ومع ذلك فقد تضامن مسؤولون إسرائيليون مع المستوطنين في "عامونه". وقالت اياليت شاكيد، وزيرة العدل، في تصريح صحفي "صعب للغاية، 40 عائلة يتم إخلاؤها من منازلها في قلب أرض إسرائيل". أما تسيبي حوتوبيلي، نائبة وزير الخارجية، فكتبت في تصريح صحفي: "الإخلاء هو ظلم معنوي". بدوره، ذكر وزير الزراعة أوري أرئيل في تصريح صحفي، أنه توجه إلى "عامونه" منذ ساعات الصباح. وقد قطعت محطات التلفزة الإسرائيلية بثها الطبيعي منذ ساعات الصباح وتوجهت في بث مباشر إلى محيط وداخل البؤرة الاستيطانية.وأظهرت لقطات البث مستوطنين يتحصنون في المنازل المتنقلة وبرفقتهم أطفال ونساء وقد أحكموا إغلاق الأبواب والنوافذ. ومن جهتها قالت الشرطة الإسرائيلية في تصريح مكتوب: "نناشد كافة القيادات بتوخي المسؤولية والتعاون من أجل تنفيذ أمر المحكمة بهذا الخصوص وفقاًَ للمقتضى، ومن أجل عدم تحول عملية الإخلاء إلى مشهد أليم يصاب فيه مواطنون وقوات أمن عبثا ومن دون أي طائل". وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية استعدادها لاستيعاب من يجري اعتقاله خلال عملية الإخلاء. ويمنع القانون الإسرائيلي إقامة مستوطنات على أراض فلسطينية خاصة، ولكن منظمة السلام الآن الإسرائيلية، الرافضة للاستيطان، تقول إن 53 بؤرة وآلاف الوحدات السكنية الاستيطانية أقيمت في السنوات الماضية على أراض فلسطينية خاصة.

 

يذكر أن مواجهات اندلعت بين قوات الأمن والمستوطنين خلال الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة عام 2005.

مقالات متعلقة