كان ممسكا بيد والده يحاول أن يلحق بخطاه السريعة، ذلك الطفل الصغير كان يحلم بأن تسلط عليه الأضواء مثلما تُسلط على أبيه، ولكن القدر كان يحمل له أكثر من ذلك.. كان يحمل لفرانكي الكثير من الأمجاد.
21 عاما كانت كافية بالنسبة لفرانك لامبارد من أجل أن يُعلن اعتزاله، أن يُعلن عدم ملامسة قدميه للعشب الأخضر، بعد مسيرة شهد فيها الكثير من الإنجازات وذاق مرارة الانكسارات.
"ستاد مصر العربية" يستعرض في السطور الآتية مسيرة "فرانكي الصغير".
بداية صعبة واتهام بالمجاملة
بدأ لامبارد مسيرته في عام 1994 مع ناشئي نادي وست هام، حيث كان يلعب والده "فرانك الكبير"، الذي كان المدرب المساعد للفريق وقتها، لتنتشر أحاديث بأن الأب يجامل نجله، وبعدها بعام فقط حصل على عقد احترافي وتمت إعارته إلى صفوف سوانزي سيتي.
عاد فرانكي إلى وست هام مرة أخرى ليحصل على فرصة مشاركة مع الفريق الأول للهامرز في 31 يناير 1996أمام كونفينتري سيتي كبديل، وهو ما أعاد اتهامات المجاملة مجددا، إذ كان المدرب هاري ريدناب -زوج خالة لامبارد- هو من يتولى المسؤولية حينها.
وفي أحد المؤتمرات الصحفية أحرج أحد الحاضرين لامبارد وريدناب، بعدما وجه حديثه إلى المدرب قائلا له "لماذا تعتمد على لامبارد رغم أن اللاعب سكوت كانون أفضل منه؟".
وحينها رد ريدناب ردا قويا قائلا: "لامبارد جيد بما يكفي وسيكون جيدا بما يكفي، أنت تقول رأيك وأنا من حقي أن أقول رأيي".
في الموسم التالي وتحديدا في شهر مارس تعرض لامبارد لإصابة قوية في الركبة أمام أستون فيلا، ليخرج محمولا وسط سخرية وتهكم من بعض جماهير الشواكيش، وهو الأمر الذي قال عنه لامبارد "كاد أن يُنهي مسيرتي مع كرة القدم".
في موسم 1997–98 أسكت فرانك ألسنة الجميع بعدما بدأ في التسجيل مباراة تلو الأخرى، كما أحرز أول "هاتريك" في مسيرته أمام والسال في كأس رابطة المحترفين.
وواصل لامبارد تألقه وتسجيله للأهداف، ليقود وست هام في الموسم التالي لتحقيق أفضل مراكزه في مسابقة الدوري باحتلاله المركز الخامس.
المجد مع تشيلسي
وفي موسم 2001-2002 دفع تألق لامبارد تشيلسي للتعاقد معه ليبدأ مسيرة من الانتصارات والبطولات يعرفها القاصي والداني.
شارك لامبارد في 607 مباريات بالبريميرليج كثالث أكثر لاعب مشاركة بالبطولة عبر تاريخها، وسجل 177 هدفًا كرابع هدَّاف للمسابقة، وصنع 102 هدف في المركز الثاني.
وحقق لامبارد مع تشيلسي 3 ألقاب دوري إنجليزي، و4 كأس الاتحاد، والدرع الخيري مرتين وهو نفس العدد الذي توج به بكأس رابطة المحترفين، كما نال دوري أبطال أوروبا ولقب الدوري الأوروبي.
وعلى صعيد الجوائز الفردية نال الهداف التاريخي لتشيلسي -بـ211 هدفًا- لقب أفضل لاعب مع البلوز 3 مرات، وأفضل لاعب في إنجلترا مرتين عامي 2004 و2005.
معاناة فقدان "الإلهام الأكبر"
يعتبر لامبارد والدته "بات" إلهامه الأكبر في الحياة، وعانى في عام 2008 كثيرا عندما رحلت عن الدنيا؛ بسبب إصابتها بالالتهاب الرئوي.
ويقول: "رحيلها أحزنني للغاية، اعتبرها دائما إلهامي الأكبر، كنت اعتبر نفسي طفل والدتي".
تأليف كتب الأطفال وتمني اللعب في مصر
أصدر لامبارد أول مؤلفاته على الإطلاق، وهو كتاب أطفال أسماه "كرة فرانكي الساحرة"، وهو سلسلة من 10 إصدارات استلهمها لامبارد من ذكرياته مع الساحرة المستديرة.
يقول لامبارد: "بعض الشخصيات في سلسلة كتب الأطفال مستلهمة من ذكريات بعض زملائي في تشيلسي.. قصصي كلها عن كرة القدم مع بعض الخيال".
وأضاف نجم البلوز: "قصصي تعتمد على خبرتي في ملاعب كرة القدم ممزوجة بالأماكن التي أظن أنه من اللطيف اللعب بها، مثل مصر القديمة أو في سفينة قراصنة".
قالوا عن لامبارد
زين الدين ﺯﻳﺪﺍﻥ: "ﺍﻟﻼﻋﺐ ﺍلإﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻒ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﺎﺋﺪ ﻫﻮ فرانك ﻻﻣﺒﺎﺭﺩ".
ﺍﻟﺴﻴﺮ أليكس ﻓﻴﺮجسوﻥ: "ﺷﻲﺀ ﻻ ﻳﺼﺪﻕ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﻻﻋﺐ ﻭﺳﻂ ﻳﺴﺠﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ".
جوزيه ﻣﻮﺭﻳنيو: "ﻻﻣﺒﺎﺭﺩ ﺷﺨﺺ ﻣﺨﺘﻠﻒ، ﻫﻮ أﻓﻀﻞ ﻻﻋﺐ ﻣﺤﺘﺮﻑ ﺷﺎﻫﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ".
ﺭﻭﻧﺎﻟﺪﻳنيو: "ﻻﻋﺐ ﺭﺍﺋﻊ، ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ التي ﻟﻌﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ تشيلسي، ﺗﻤﻨﻴﺘﻪ في ﺑﺮﺷﻠﻮﻧﺔ".
جوس هيدينك: "هو دائما يأتى من خلف ظهرك ويسجل، إنه شخصية مذهلة، أنا أعرفه قبل قدومي هنا، لكن بعد أن حضرت هنا زاد احترامي له".
أرقام قياسية
- لامبارد سجل ضم 39 فريقا مختلفا في الدوري الإنجليزي الممتاز.
- لامبارد سجل 41 هدفا في الدوري الإنجليزي من خارج منطقة الجزاء، أكثر من أي لاعب آخر في تاريخ المسابقة.
- لامبارد واحد من 3 لاعبين سجلوا 100 هدف فأكثر، وصنعوا مثلهم، بجانب ريان جيجز وواين روني.