شهدت أروقة مجلس النواب أمس الخميس العديد من المفارقات في وقت كانت فيه "الغيابات" هي السمة التي فرضت نفسها على اجتماعات اللجان النوعية للمجلس ، فلم يحضر أبرز المسئولين اللذين ألّح البرلمان علي استدعائهم وطلبهم مرارا وتكرارا.
و حوّل غياب مفتي الجمهورية شوقي علام عن اجتماع اللجنة الدينية إلي مناقشات عامة بدلا من مناقشة الأفكار المطروحة لترجمة مطلب رئيس الجمهورية بشأن الحد من الطلاق الشفهي.
كما أثار غياب الفريق "مهاب مميش" رئيس هيئة قناة السويس عن اجتماع لجنة النقل موجة استياء واسعة داخل اللجنة، وصلت إلى حد خروج أحد النواب عن صمته وهو النائب عبدالحميد كمال لينفعل " مميش يخالف الدستور لعدم حضوره مناقشات اللجنة للمادة 136 من الدستور التي تعتبر حضور المسئول وجوبيا" .
الخميس لم يكن يوماً عادياً تحت قبة البرلمان بعدما شهد جلسة عامة استمرت لخمس ساعات، وسط تكثيف مفاجئ لتناول قضايا الساعة والتطرق إليها بشكل غير معتاد، والموافقة علي عدد من القروض الهامة، وأخيرا التعبير عن فرحة برلمانية بأداء منتخب كرة القدم في الجابون بأمم أفريقيا.
وبرغم تجاهل مسألة "سيارات المجلس" في اليوم الأول من انعقاد البرلمان لهذا الاسبوع، إلا أن الجلسة التي عقدت الخميس شهدت "تقسيم أدوار" غاية في الوضوح، بين نواب تناوبوا علي انتقاد النائب أنور السادات الذي فجر القضية تارة، ثم الدفاع عن رئيس البرلمان وحقه في "الحماية" تارة أخرى.
وهي الطريقة ذاتها التي أتبعها البرلمان سابقا في الهجوم على الإعلامي إبراهيم عيسي، ومن قبله النواب سمير غطاس وإلهامي عجينة،الوجوه ذاتها التي تمهد للعاصفة، ثم وجوه ألمع ونواب أبرز يتولون إدارة المعركة وإهالة التراب علي من يعتبرونه "عدو المجلس"، ليعقب في النهاية عبدالعال بحديث يكون الأكثر حدة، ولايخلو من التهديد والوعيد.
النواب علاء عابد ومحمد إسماعيل والوزير مجدي العجاتي كانوا أبرز "المساندين" لرئيس البرلمان في مسألة السيارات، لدرجة أن وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية مجدي العجاتي برأ ساحة عبد العال بتأكيده علي أنه هو من طالب شراء السيارات وليس عبدالعال.
فيما تولت مجموعة أخري من النواب مهاجمة السادات، قبل أن يتحدث رئيس البرلمان مهددا ومتوعدا باتخاذ الإجراءات الجنائية ضد من سرب الموازنة العامة للمجلس وتفاصيلها.
كما طغت أجواء صعود منتخب مصرلكرة القدم إلى نهائي بطولة الأمم الأفريقية علي جلسة النواب، وخصص لها رئيس البرلمان وقت عادل تقريبا الوقت المخصص للشكاوي من زيادة السلع التموينية، وارتدت النائبة سيلفيا نبيل تي شيرت المنتخب وظلت تتجول به في أروقة البرلمان.
كما هنأ النائب والقيادي بائتلاف دعم مصر طاهر أبو زيد المعروف بمداخلاته القليلة تحت القبة،منتخب مصر ولاعبيه، قبل أن يعقب رئيس البرلمان بأن مصر لديها سد عالي في أسوان وآخر في دمياط "في إشارة للحارس عصام الحضري.
فيما وافق البرلمان علي قروض هامة أيضا الأول منها متمثل في مليار دولار لأهداف إنمائية منحها البنك الدولي لمصر، بالإضافة لقرض آخر من البنك الأفريقي ناقشه لجنة الشئون التشريعية والدستورية ووافقت عليه بسهولة الجلسة العامة.