هوجو بروس.. أعاد الكاميرون للمنافسة فأعادته للواجهة

هوجو بروس

لو قلت لأحدهم قبل بداية كأس الأمم الإفريقية إنَّ طرفي نهائي البطولة هما مصر والكاميرون، لنظر إليك نظرة استهزاء وسخرية؛ لأن الثنائي لم يكونا مرشحين حتى لعبور ربع النهائي.

 

لكن المنتخبان ضربا موعدًا في نهائي بطولة القارة السمراء على عكس كل التوقعات، وهو ما يراه هوجو بروس، المدير الفني للمنتخب الكاميروني، أمرًا عاديًا داخل إفريقيا.

 

"يقولون عادة إن المرشحين لتحقيق بطولة غالبا لا يفوزون بها، وهذا الأمر حقيقي للغاية في أفريقيا".

 

لعبة القدر

 

على خطى نظيره في الفراعنة هيكتور كوبر، سار بروس، فقد كان البلجيكي يعاني قبل تولي مهمة الأسود، كما كانت مهمته الأولى في إفريقيا.

 

فبروس الذي كان أحد نجوم فريق أندرلخت البلجيكي خلال آواخر السبعينات، وأوائل الثمانينات، وشارك في بطولة كأس العالم 1986 كان كذلك أحد المدربين الناجحين وحقق 3 ألقاب دوري رفقة كلا من كلوب بروج وأندرلخت.

 

ولكن شهدت مسيرة بروس -الذي تولى مهمة منتخب لأول مرة- التدريبية ترنحًا كبيرًا في العقد الأخير، فتنقل بين أندية تركيا والإمارات مرورًا بالجزائر، التي كانت آخر محطاته مع فريق نصر حسين داي.

 

لعبة القدر وقفت بجانب بروس والكاميرون

 

وبعد أن ظل حبيسًا لجدران منزله لمدة عام، منحته الصدفة كالعادة سبيلاً إلى مجد منتظر، فقد استغل بروس إعلان الاتحاد الكاميروني الإلكتروني للبحث عن مدرب آخر خلفًا لألكساندر بيلينجا.

 

وواصل القدر لعبته بعدما مهدت كل الطرق إلى التعاقد مع بروس، الذي كان خامس خيار بالنسبة لاتحاد اللعبة، ليبدأ مهمة ظن الجميع أنه ستنتهي سريعًا قبل أن تبدأ.

 

"من الواضح أن التعاقد مع بروس يحمل مخاطرة كبيرة" الصحافة الكاميرونية

 

جيل صغير ونجوم غائبة

 

مع بداية البطولة كانت جميع التوقعات تتجه نحو إقصاء أسود الكاميرون سريعًا، فالأسود بدا أن الإنهاك قد أعياها ولم تعد ملوك الغابة.

 

أما مروضها فكانت الانتقادات تطاله من كل حدب وصوب؛ بسبب عدم خبرته بالأدغال الإفريقية وعدم معرفته بأحراشها.

 

وبلغ متوسط أعمار لاعبي الكاميرون ما يزيد عن 25 عامًا، بين أصغر معدلات الأعمار في الفرق المشاركة بالبطولة الأفريقية، إضافة إلى ذلك فقد غاب الكثير من النجوم عن الفريق.

 

لاعبو الكاميرون يحتفلون بالفوز على السنغال

 

وبلغ عدد النجوم التي رفضت الانضمام للمنتخب 8 أبرزهم جويل ماتيب، مدافع ليفربول، وألان نيوم، لاعب وست بروميتش، وشوبو موتينج، لاعب شالكه، وأندريه أنانا، لاعب أياكس.

 

ويشرح بروس كيف تغلب على هذا الأمر قائلًا: "عندما وصلت غادر 10 لاعبين المنتخب، لذا كان عليّ أن أضم غيرهم، ووضعت لائحة داخلية في الفريق. غيّرنا العقلية واللاعبين باتوا الآن أكثر تحفيزًا وفخرًا بتمثيل بلادهم".

 

واتفق معه أسطورة الكرة الكاميرونية روجيه ميلا، إذ قال: "عندما يرى ماتيب والآخرون ما حققه زملاؤهم في المنتخب فإنهم بالتأكيد سوف يشعرون بالندم".

 

ولكن بروس أظهر تسامحًا كبيرًا تجاه هؤلاء اللاعبين، فاتحًا الباب أمام عودتهم: "ما زال لديهم مستقبل معنا، ولكن القرار الآن بين يديهم، عليهم أن يهاتفوني ويقولوا لي إنَّهم مستعدون لتمثيل الكاميرون".

 

"لم نكن مرشحين لأننا فريق صغير، نحن نشارك بالبطولة استعدادا لكأس العالم 2018 وأمم أفريقيا 2019، والآن وصلنا للنهائي وسوف نحاول الفوز به" روجيه ميلا

 

انتقادات بسبب طريقة اللعب

 

خلال 5 مباريات بالبطولة لم يحقق الأسود الفوز سوى في مبارتين فقط، واحدة على غينيا بيساو (2-1) والأخرى على غانا في نصف النهائي بهدفين نظيفين، مسجلا 5 أهداف في 5 مباريات.

 

 

ولعب بروس خلال مبارياته بطريقتي 4-2-2-2 وطريقة 4-2-3-1 التي لجأ لها أمام كلا من غينيا بيساو وغانا، وهي المبارتين التي سجل فيها هدفين.

 

 

واعتمد بروس على أسلوب التحفظ الدفاعي، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة والتسديدات، التي كانت أحد أهم أسلحته، لينجح في تحقيق المراد بالنهاية والوصول للنهائي.

 

وأبدى بروس الكثير من التواضع في الحديث عن أسباب الوصول للنهائي، ناسبًا الفضل كله إلى اللاعبين.

 

وقال: "بدأت مسيرتي التدريبية في عمر الـ29، لم أحظ بفريق مثل هذا الفريق، هذا الفريق عبارة عن 23 صديقًا".

 

وينهي: "أخشى أن تكرر مصر سيناريو 2008 ولكننا سنبذل أقصى ما لدينا لتحقيق اللقب، الوصول للنهائي يُلهمنا جميعًا".

 

 

مقالات متعلقة