كشفت وثائق سرية، لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) أن دول القارة الأوروبية كانت تعارض انضمام تركيا التام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) عام 1950.
وأظهرت الوثائق التي رُفعت عنها السرية وأصبحت متاحة أمام مستخدمي الإنترنت، أنه تم الاتفاق عام 1950 على دعوة تركيا للمشاركة في التخطيط العسكري للناتو بشأن حماية الشرق الأوسط، بدلًا من ضمها بشكل تام للحلف.
وأضاف التقرير، الذي يعود تاريخه لـ 22 سبتمبر 1950، وعليه ختم "سري للغاية"، أن الدول الأوروبية ورغم إدراكها بضعف قوتها العسكرية، رفضت توسيع الناتو جغرافيًا.
وأفاد تقرير استخباراتي آخر يحمل عنوان "التطورات في كوريا"، أن "تركيا ستعيش خيبة أمل عقب مشاركتها في الحرب الكورية، لعدم انضمامها للناتو"، وقلل التقرير من احتمالية حدوث تغيير مهم ومستدام في المواقف التركية تجاه الغرب.
وتوقع التقرير بأن "يستغل حزب الشعب الجمهوري المعارض حينها، رفض انضمام تركيا للحلف كأداة دعائية للحزب.
وأشار التقرير إلى أنه "في حال نجحت الحكومة في الترويج لمشاركة تركيا في التخطيط العسكري للناتو، فإنه يمكن لها الإفلات من تلقي ضربة قاضية ضد سمعتها".
وتقدمت تركيا عام 1949 بطلب انضمام لحلف شمال الأطلسي، فيما قررت الحكومة التركية برئاسة عدنان مندريس عام 1950 وبمصادقة من مجلس الأمة الكبير (البرلمان) إرسال جنود للمشاركة في الحرب الكورية تحت راية الأمم المتحدة.
وتمت الموافقة على انضمام تركيا واليونان، للحلف في أكتوبر 1951، فيما انضمت تركيا رسميًا إلى الناتو في 18 فبراير 1952.
وفي 25 يونيو 1950 اشتعل فتيل الحرب، عندما هاجمت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية، وتوسع نطاق الحرب فيما بعد عندما تدخلت الأمم المتحدة وأرسلت 16 دولة على رأسها تركيا والولايات المتحدة مساعدات عسكرية إلى كوريا الجنوبية، لتصمد في وجه الصين التي كانت تدعم كوريا الشمالية.
يُذكر أن الحرب انتهت بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 27 يوليو 1953، دون توقيع معاهدة سلام دائمة بين الكوريتين.