تستكشف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كيفية تشديد الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة التفاوض على بنود أساسية فيه، وليس إلغاءه، لكن إقناع القوى الكبرى الأخرى وإيران ببحث أي تعديل قد يكون مستحيلاً.
ووافقت إيران بموجب الاتفاق المبرم في 2015 مع ست قوى عالمية، على الحد من برنامجها النووي، في مقابل رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة من الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة. ويعتبر كثير من الخبراء أن الاتفاق ناجح حتى الآن. إشارات متشددة وأعطت إدارة ترامب خلال الأسبوع الماضي، إشارات أكثر تشدداً، لكنها تتسم بالغموض تجاه إيران، إذ وجهت لها "تحذيراً رسمياً" بعد تجربتها صاروخاً باليستياً، ثم فرضت عقوبات اقتصادية على 13 فرداً، و12 كياناً إيرانياً الجمعة. وقال مصدران مطلعان إن الخيارات التي تبحثها الإدارة الأمريكية، تشمل الإصرار على تطبيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإجراءات رقابية أكثر صرامة مع إيران، بما يشمل مطالبتها بدخول مواقع عسكرية. وقال مصدر مطلع إن "الفكرة الأساسية هي منح الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذناً بالدخول "لكنه أقر بأن حصول الإدارة الأمريكية على تأييد الدول الأخرى في مجلس محافظي الوكالة البالغ عددها 34 دولة لتفتيش مواقع عسكرية سيكون صعباً". وأضاف المصدران، أن الولايات المتحدة ستسعى أيضاً إلى إلغاء بنود من الاتفاق تسمح بانتهاء بعض القيود على برنامج إيران النووي خلال عشر سنوات، وهو جزء يقول بعض منتقدي الاتفاق إنه أكبر عيب فيه. وقال أحد المصدرين، إن الإدارة الأمريكية قد تضغط على وكالة الطاقة الذرية، لإبلاغ المزيد من المعلومات عن انصياع إيران للاتفاق النووي، مشيراً إلى أن الوكالة قلصت رفع تقاريرها عن بعض البيانات، مثل كمية اليورانيوم منخفض التخصيب الذي تخزنه إيران. موافقة على الاستيراد تبحث الإدارة الأمريكية أيضاً وفق أحد المصدرين، السعي إلى تشديد القواعد التي تتبعها مجموعة عمل التوريدات، اللجنة التي تشكلت عملاً بالاتفاق، لفرض قيود على حصول إيران على تصديق على استيراد تكنولوجيا ومواد حساسة يمكن استخدامها في أغراض نووية. وقال مصدر إن هناك مخاوف أن تكون إدارة أوباما أبدت تساهلاً أكبر من اللازم بالموافقة على صفقات اشترت إيران بموجبها مواداً متعلقة ببرامج نووية شملت 116 طناً مترياً من اليورانيوم الطبيعي، والتي لا يبدو أن طهران كانت تحتاجها. ومن المرجح أن تكون مهمة إقناع الولايات المتحدة لشركائها في الاتفاق النووي، بريطانيا، والصين، وفرنسا، وروسيا، وألمانيا، بالاشتراك في مثل هذه التفاوض شديدة الصعوبة، ناهيك عن إقناع الإيرانيين أنفسهم. وقال مصدر في مجموعة الخمسة زائد واحد المشاركة للولايات المتحدة في الاتفاق "يبدو الأمر بعيد المنال". وصرح مسؤول إيراني كبير سابق، بأن المسؤولين الإيرانيين رفضوا فكرة إعادة التفاوض على الاتفاق، وقال إن نهج ترامب قد يضعف موقف من كانوا مستعدين منهم للتفاوض مع الغرب. وقال المسؤول السابق المقرب من الرئيس حسن روحاني: "سيستغل المحافظون نهج ترامب لتقوية موقفهم، لطالما كانوا معارضين لسياسة الانفتاح التي ينتهجها روحاني مع الغرب".